تم في العاصمة الأردنية عمّان,الأربعاء الماضي, مراسم الإمضاء على وقفيتي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لدراسة فكري الإمامين الغزالي والرازي في جمع من الشخصيات الإسلامية وعلماء الأمة، إحياء لسنة الوقف الحضارية ودوره الريادي التعليمي ، وبمبادرة نوعية من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي. وتضمنت الوقفية الأولى والتي سميت ب"الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي"، إنشاء صرح أكاديمي إسلامي في المسجد الأقصى المبارك لكي يُعمر المسجد بالعلماء وطلبة العلم، ولإعطاء دفع علمي وروحي إسلامي لحماة مدينة القدس، وإنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الغزالي ومنهجه في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك. ويدل اختيار تسمية الكرسي واختصاصه بالإمام الغزالي الذي اعتكف وقام بالتدريس في المسجد الأقصى المبارك، وفيه وضع كتابه القيم "إحياء علوم الدين" ،على العناية بالفكر المنهجي الأصيل المتسم بالوسطية والاعتدال وإعلاء مكانة العلم والعلماء ودورهم في ترشيد حركة المجتمع والارتقاء بفكره. في حين تضمنت الوقفية الثانية والتي سميت ب "الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الرازي" إنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الرازي ومنهجه في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الحسين بن طلال، وإنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدراسات التي تتناول الإمام الرازي وفكره ومنهجه. و قال الحبيب علي زين العابدين الجفري إن من عظيم توفيق الله تعالي لأخي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله أن أكرم بتأسيس هذين الكرسيين ليحييا حدثاً من الأمور التي نحن بحاجة اليوم إلى إحيائها. أولها مفهوم الوقف وارتباط هذا الوقف بالفكر وبالعلم، إذ قد كثر فهم الناس للوقف منحصراً على بناء مسجد أو مستشفى (وهو عظيم) لكن الكلام هنا عن الوقف للفكر وللعلم، وهذا أمر يحيا من جديد بمثل هذه المبادرة من جلالة الملك.