الفقيد/عبد الرحمن بن شيخ بن علوي الحبشي(122سنة) قصة حياة ملؤها المثابرة والكفاح المستنيرين(سيئون برس) ودعت الديار الحضرمية,عصر اليوم,اكبر معمريها المغفور له ان شاء الله/عبد الرحمن بن شيخ بن علوي الحبشي عن عمر ناهز 122 سنة افنى جلها في الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة سالكاً دروب علماء المدرسة الحضرمية الاسلامية. لحظة خروج الرحل من بيت الفقيد الحبشي من منطقة جفل م/شبام حضرموت(سيئون برس) والمعمر الحبشي من مواليد 1314هجرية أي أنه بلغ مائة واثنتي وعشرين عاماً وأدرك ثلاث سنوات من حياة العلامة الشيخ الأبر/ عيدروس بن عمر الحبشي شيخ مفتي الديار الحضرمية /"عبدالرحمن بن عبيد الله". عمل معمرنا في مقتبل شبابه من سنة 1939م حتى 1955م ملاحاً يجوب البحار والمحيطات . وزار غالبية عواصم العالم الساحلية لذلك فهو يجيد جملة من اللغات منها الانجليزية والروسية والألمانية والاسبانية وكذا لغة الملايو التي عاش بها أربعين عاماً حيث عمل ضابطاً في الجيش الاندونيسي وكان من المشاركين في الثورة الاندونيسية ضد الاستعمار الهولندية. المعمر الحبشي إلى يوم أمس كان متمتعا بقواه الجسمانية والذهنية فذاكرته كانت حديدية لذلك فهو يروي تفاصل دقيقة لأحداث قديمة . وكما ترى في الصورة وجهه البيضاوي الذي خلا من التجاعيد يفيض بالبُشر وتتمترس عيناه بحاجبين كثيفين أشيبين حفظا لعينيه اللمعان والبريق إلى أخر أيام حياته. درس السيد عبد الرحمن في رباط تريم الشهير في زمن مديرة الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري والد المجاهد العلامة المعروف "سالم الشاطري" غير أن معمرنا لم يستمر تعلمه فيه بسبب ولَعَهُ -حينها- بالتدخين ؛إذ أنه لم يترك هذه العادة إلا قبل اثنين وعشرين عاما من يومنا. يتذكر عبد الرحمن الحرب العالمية الثانية ومآسيها في جملة من البلدان ويتذكر أحداث الثورة البلشفية التي أنهت حكم القياصرة في روسيا عام 1917 م . كتب عدد من المقالات باسم "الفيض الوافي" جمعها له السيد عبد الرحمن طه الحبشي . تزوج خمسة عشرة مرة وله من الأولاد و الأحفاد وتعداد من هم على قيد الحياة منهم (130 ) فرداً. يفد إلى منزل المعمر عبد الرحمن الحبشي جملة من الزوار من طلبة العلم الشرعي من طالبي الإجازات في (الحديث). كان الحبشي يمارس التجارة؛ إلى أخر ايامه ففي احد زوايا غرفته – كما تبينه الصورة – توجد كمية من "الأندومي" وعلب البطاطس المحمصة والحلويات والألعاب التي يبيعها على أطفال حَيه . فطريقة البيع في هذا المتجر الصغير طريقة تربوية فالأطفال يضعون بأنفسهم النقود في العلبة المخصصة لذلك ويأخذون حاجتهم ؛ فهذه الطريقة تُنمي في الأطفال حب الأمانة وتحمل مسؤوليتها ؛ كما تغرس فيهم الثقة بالذات ؛ إذ لا يوجد خلل أو تفاوت بين المبيع والعائد للمتجر إلا الربح اليسير. أما بالنسبة لمعمرنا فيعتبرُ البيع رياضة ذهنية تحافظ على ذاكرته فهي أيضاً تمنحه ذلك الشعور بأنه مازال فاعلاً وقادراً على العطاء. __________________________________________ *المصادر:صفحة الروائي حسين السقاف/احفاد المرحوم*