أقدارُنا هدايا مغلفة لانعلم مابداخلها , فالعمر بيد الله سبحانه وتعالى طال أو قصر , والنصيب والرزق بيده وحده لايد لنا فيه , وما نحن سوى أنفاس تجرى على سطح الأرض , وغداً سنكون أرواحاً ورمادً تحمله الرياح الى افاق السماء , اليوم نحن على قيد الحياة , نأكل نمشى نحب نكره نتكلم نصمت , وغد لانعلم أين سنكون , ولكن مانعلمه أن وجودنا على هذه الأرض له هدف سامى , فلكل منا رسالة فى حياته يجب عليه إتمامها على أكمل وجه , منا من يوفقه الله ويستطيع إتمام رسالته ومنا من مالايستطيع . أعوام وأعوام مضت من أعمارنا ومازال هناك أحلام وأمنيات لم نحققها , ومازلنا نسعى , ومازال الأمل فينا , وبالإصرار ستتحقق , فيجب علينا ألاننظر الى الوراء بل ننظر الى الأمام دائماً , ونتطلع للأفضل ولانيأس . أيام إنقضت ولحظات عيشناها بحلوها ومرها من عام مضى , واجهنا فيها أوقات عصيبة , وأوقات جميلة , عاماً طوينا صفحاته لنستقبل عاماً جديداً , يهل علينا بثوبه الجديد , وككل شىء جديد , له بهجتة ورونقه يأتى بفرحة , ونستقبله بكل الحب والترحاب , رغم مايعترينا من خوف مما تخبه لنا الأقدار فى هذا العام , ورغم ماتركه لنا العام السابق من الآم وجراحات جمة , فاقت أحزانه أفراحه , فقدنا فيه مافقدناه , وإكتسبنا فيه ما إكتسبناه , لكن مازال بداخلنا أمل فى أن يصبح هذا العام الجديد بداية على الطريق الصحيح , شعاع من نور نهتدى به لنصل الى بر الأمان . وها نحن نحتفل بنهاية عام مضى وبداية عام جديد , وها هو قد بدأت أولى خطواته تتحرك داخل دائرة الزمن , كطفل برىء مازال يحبو , طفل مازال يتعلم كيف تكون أقدامه ثابتة على الأرض , وها هو جاء إلينا مسرعاً ليكتب أولى حكاياته , ويسطر فى كتاب الزمن نجاحاته وإخفاقاته . أتمنى فى العام الجديد أن يحقق كل منا ماتمناه , وأن يكون عاماً سعيداً على الجميع , وأن تستعيد مصرنا الحبيبة إستقرارها وعافيتها بالكامل , وتتفرغ الى التنمية والبناء , وتؤكد دورها المعتاد فى محيطها العربى والإفريقى والدولى , وأتمنى أن نستقبل العام الجديد بالعلم والعمل والإجتهاد , وأن يكون شعارنا فيه هو التغيير والتحسين والتطوير الى الأحسن , ونسعى جاهدين الى أن نحقق فيه نتائج أفضل عن العام السابق … وكل عام وحضراتكم بخير ,,