اقتحمت القوات الإسرائيلية، ليل الثلاثاء وفجر الأربعاء، عدة مدن في الضفة الغربية حيث شنت حملة اعتقالات، في وقت فرضت فيه إجراءات أمنية صارمة في القدس، وذلك بعد يوم من سلسلة هجمات في إسرائيل بالرصاص والطعن والدهس. وذكرت الإذاعة العبرية العامة أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 15 فلسطينيا خلال عمليات دهم منازل، بحجة "ممارسة أنشطة إرهابية". من جانبها، ذكرت وكالة "وفا" الرسمية الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 20 مقدسيا بينهم طفلة قاصرة، كما جرى اعتقال 9 فلسطينيين في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وفي داخل الخط الأخضر، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 5 فلسطينيين، 3 منهم قرب مدينة عكا بتهمة إشعال الإطارات المطاطية خلال مواجهات، و2 آخرين في الناصرة بحجة سعيهما لتنفيذ عملية طعن، وفقما أفاد موقع "عرب 48". وذكرت أرقام فلسطينية رسمية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 400 فلسطيني منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع أكتوبر الجاري. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرر الثلاثاء، فرض إجراءات أمنية مشددة في مدينة، عقب سلسلة الهجمات التي ضربت المدينة، وأسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة نحو 20 آخرين. وشملت الإجراءات منح شرطة الاحتلال الضوء الأخضر لإغلاق أحياء عربية في القدس الشرقية المحتلة، وإغلاق أو فرض حظر تجول في أحياء فلسطينية بالقدس عند حدوث أعمال عنف. وعثرت أهالي مدينة القدس فجرا على شقيقتين اختفيتا منذ ساعات عصر الثلاثاء، وأثارت قلقا على مصيرهما. ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن أحد أقاربهما، أن الشرطة الإسرائيلية احتجزت الفتاتين لنحو 12 ساعة في مركز تحقيق في المدينة، ولم يجر الإفراج عنهما إلا بعد أن مارس مئات الأهالي ضغوطا على الشرطة. وفي مدينة سخنين داخل الخط الأخضر، خرج 10 آلاف فلسطيني في مسيرة حاشدة تنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة. وهتف المشاركون الذين حملوا الاعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفيات التقليدية باللونين الاسود والابيض: "بالروح وبالدم، نفديك يا شهيد"، و"لا للاحتلال ولا للاستيطان"، حسب "فرانس برس". وكانت القدس وتل أبيب شهدتا الثلاثاء سلسلة هجمات بالرصاص والسكاكين والسيارات وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وأصابة نحو 20 آخرين، فيما قتلت الشرطة الإسرائيلية اثنين من المنفذين وأصابت الثالث بجروح خطيرة.
