أدت حفريات لأعمدة الكهرباء بالقرب من جبال تطل غرباً على وادي تبن الذي يمر وسط عاصمة مديرية المسيمير بمحافظة لحج إلى إكتشاف آثار ومنحوتات أثرية قيمة بعضها من الذهب والبرونز جرى إستخراجها من عدة مواقع متفرقة في المنطقة التي تقع في أراضي الجنوب وهي منطقة تتبع الجنوب وتقع بين الشمال والجنوب وكانت تعتبر البوابة الشمالية الغربية لدولة الجنوب سابقاً . وقال ل" يافع نيوز " الأستاذ/ بسام جمال سعيد أن بداية إكتشاف تلك الحفريات بدأت في منطقة "جول مدرم " والقريبة من جبل منيف التابعة لمديرية المسيمير والتي تبعد عن عاصمة المديرية 20 كيلو متر لكن لم يكترث أحد للعثور على تلك الآثار والمنحوتات حتى تم البدء في عمل مشروع الحفر لعمل أعمدة الكهرباء إلى المديرية حيث فوجئ العاملين في الحفريات عن وجود آثار ومنحوتات قيمة جداً وعندها تم الحفر في المنطقة وعلى مواقع متباعدة ليتم إستخراج آثار ومنحوتات وأحجار عليها نقوش تأريخية لم يعرف حتى اللحظة من أي تأريخ هي . وأصاف الأستاذ / بسام ان بعض التأريخيين رجحوا أن عمر هذه الآثار يعود لأكثر من "2000عام " ، فيما يقول مهتمين تأريخيين أنها تعود إلى حقبة الدولة الأوسانية التي كانت تمتد في أغلب المساحة الجغرافية لجنوب شبة الجزيرة العربية فيما عرف بعد ب"الجنوب العربي" على أقل تقدير ، وإستدل عدد من المهتمين بذلك ، بما تم العثور عليه في الحفريات من جماجم معلقة بسنانير حديدية تدل على تعرض السكان لعمليات إبادة ودفن وهي الحادثة التأريخية التي تعرضت لها دولة أوسان الجنوبية من غزو وحرب إبادة شاملة من قبل الدولة السبئية التي أبادت دولة أوسان واحتلتها وطمست كل الآثار التي تدل على وجودها أنذاك . وأعتبر الأستاذ بسام أن الدولة الأوسانية تعتبر من أهم الحضارات والدول التي قامت في الجنوب وهو الدليل القاطع على أن الجنوب لم يكون من ضمن الجزء الجغرافي لما يسمى اليمن ، بل كان الجنوب عبارة عن دول وحضارات مستقلة أهمها " دولة أوسان – دولة حضرموت – ودولة قتبان " . وأكدت مصدر محلية في المنطقة عن وجود العديد من المنحوتات والنقوش الأثرية بحوزة العديد ممن يقومون بالحفريات منها العجول والأسود والأصنام ومنحوتات آخرى كالأواني والحلي التي تم إستخراجها من العديد من مواقع الحفريات المتفرقة التي جرى الحفر فيها وهي متباعدة وجميعها حول عاصمة مديرية المسيمير من الجهتين الجنوبية والغربية . ودعا القيادي في الحراك الجنوبي والشخصية الإجتماعية المعروفة عبد القوي السيد أبناء مديرية المسيمير " الحواشب " جميعاً إلى الحفاظ على هذه المنحوتات وإيقاف الحفر العشوائي حتى يتم تشكيل لجنة أهلية على الأقل لترتيب عملية الحفر والإكتشافات التي تدل على وجود تأريخ عريق لهذه المنطقة محذراً من أن العبث والعمل على بيع تلك المنحوتات والآثار سيؤدي إلى وأد هذا التأريخ العريق والقديم الذي سيمثل المنطقة وسيجعلها وجهه سياحية وأثرية ربما على مستوى الوطن بشكل عام . وتدل الحفريات المتفرقة في المنطقة وعلى مسافات متباعدة على وجود مدينة أثرية بدت ظاهرة من خلال بعض الحفريات التي تم خلالها إكتشاف جدران ومنازل أو سور على ما يبدو حيث لم تتضح ملامحها الكاملة . " يافع نيوز " سينشر صوراً لمنحوتات فريدة من نوعها بعضها من البرونز وآخرى من مواد ثمينة في سياق تحقيقات عن تلك الآثار والمدينة الأثرية .