عانت محافظة أبين أكثر من غيرها من محافظات الجنوب ، عانت كثيرا بسبب تغلغل العناصر والجماعات الإرهابية فيها منذ سنوات طويلة بدء من الجهاديين الأفغان في بداية التسعينات والذين شاركوا بفعالية في حرب 1994م ومرورا باحتجاز وقتل السياح الأجانب عام 1998م وانتهاء بسيطرة ما سمي بانصار الشريعة علي أبين كاملة عام 2011م بتواطؤ واضح من قبل أجهزة الأمن اليمني . خاضت القوات الحكومية حروب عديدة ضد هذه الجماعات لتخليص أبين : منها الحرب التي قادها الشهيد اللواء الركن سالم قطن عام 2012 وواصلها اللواء الركن محمود الصبيحي وزير الدفاع بمشاركة اللجان الشعبيةويتم تجديد هذه الحرب الآن بقيادة اللواء أحمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية الرابعة وبمشاركة المقاومة الجنوبية وبدعم من قوات التحالف العربي . في تقديري كل هؤلاء القادة وعلى رأسهم الرئيس هادي كانوا جادين وصادقين في حربهم علي هذه الجماعات وابلوا بلاء حسنا والحقوا بها خسائر كبيرة واجبروها علي الإنسحاب … لكن هذه الجماعات كانت تعود مرة أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر الي هذه المحافظة. ويرجع ذلك الي عدد من الأسباب منها عدم استكمال تحرير بقية المناطق والمحافظات المجاورة وتحديدا شبوة والبيضاء ولحج ، ومنها ما يتعلق بضعف وفساد الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية وتوافق مصالح بعض القيادات العسكرية والقبلية وتعاطفها مع هذه الجماعات والدعم المالي الذي تتلقاها من جهات وربما دول وأحزاب في الخارج والداخل … وبدون انتفاء هذه الأسباب ستظل هذه الجماعات تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار هذه المحافظة الاستراتيجية الهامة بل وسيظل التهديد الإرهابي والأمني قائما علي العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب . الأمر الآخر هو أن مواجهة الإرهاب والارهابيين يجب أن يتم بحزمة من الإجراءات ليست العسكرية والأمنية فقط بل والإعلامية والاجتماعية والدينية وبتعاون مجتمعي ووعي مدني راسخ ومتين ومستمر . Share this on WhatsApp مواضيع ذات صلة : 1. قراءة متواضعة في قرار مجلس الأمن 2140 2. عدن.. فنارة سلام المنطقة 3. 27 إبريل.. ليل ظليم 4. فلننتصر لأرواح شهداء الجنوب 5. (السعودية )وأزمة المشاريع الثلاثة المتصارعة