Share this on WhatsApp الثورات والحركات الثورية هي مجرد أحداث تاريخية حتى إشعار آخر . ولا يمكن أن تبقى أعياد الي الأبد لأسباب عديدة أهمها أن هذه الثورات تفقد بريقها وجوهرها تدريجيا بسبب ضعف عمق تأثيرها في المجتمع ، وهناك سبب آخر هو أن حركة التغييرات الناتجة عن الأزمات تدفع بقوي جديدة تحاول أن تغير وتجب ما قبلها وكأن التاريخ بدأ معها فقط .
في الشمال مثلا 26 سبتمبر 1962م أطاح بالإمام البدر وأعلن الجمهورية بعد حوالي ساعتين واستمرت جمهورية سبتمبر حتى 5 نوفمبر 1967م حينما تم الإطاحة بأول رئيس جمهورية المشير عبدالله السلال ليحل محله القاضي عبدالرحمن الإرياني .
اجمالا انتهت هذه الثورة عمليا باتفاقية جده عام 1970م التي أنهت حرب الثمان السنوات بين الفريقين الجمهوري والملكي وعاد بموجب هذه الاتفاقية كل الملكيين الي اليمن باستثناء أسرة الإمام البدر شخصيا .. ولم يبق من جمهورية سبتمبر سوى اسمها وخاصة بعد قتل أو ابعاد أبرز قادتها كالسلال وعلى عبدالمغني وعبدالله جزيلان والزبيري .
حاول الرئيس إبراهيم الحمدي الذي جاء خلفا للارياني بحركة سميت حركة 13 يونيو 1974م التصحيحية ، حاول إحياء مباديء وسلوكيات الثورة لكنه انتهى شهيدا في 11 أكتوبر 1977م بعملية غدر وخيانة وحملة تشويه ظالمة بشعة لم يسبق لها مثيل . ثم وصل الرئيس علي عبدالله صالح الي السلطة في 17 يوليو 1978م ليطغي هذا اليوم علي ما قبله من احداث وليحكم أكثر من 33 عاما ، وبقيت الجمهورية مجرد اسم لنظام حكم هو اقرب الي الملكي الاستبدادي من الجمهوري الديمقراطي ، خاصة بعد توجه الرئيس صالح نحو توريث الحكم بعد حرب 1994م مباشرة وتصفية الخصوم المعارضين المحتملين .
في 11 فبراير 2011م اندلعت انتفاضة شبابية شعبية سلمية في صنعاء ومدن يمنية اخري ضد الرئيس صالح ، لكن هذه الانتفاضة لم تستطع التحول الي ثورة حقيقية بسبب سيطرة قيادات عسكرية وقبيلة ودينية علي خطابها ومنصاتها فتحولت الي أزمة سياسية خانقة انتهت بالتوقيع علي المبادرة الخليجية في نوفمبر من نفس العام التي نصت علي نقل سلطة الرئيس صالح الي نائبه هادي مقابل الحصانة لصالح ولمن عملوا معه !!!
وفي 21 سبتمبر 2014 قامت انتفاضة شعبية مسلحة قادها الحوثيون بدعم من الرئيس السابق صالح ضد حكومة باسندوة الموالي للإصلاح ومن ثم ضد الرئيس المنتخب هادي … وبهذا الحدث اعتصد تاريخ الثورات والحركات في الشمال عصدا يجعل الباحث والمواطن يحتار في التفريق بين الثورة والانقلاب .
وحتي لا اطيل عليكم ، خصوصا ان الكثير من القراء يضيقون ذرعا من قراءة المواضبع الطويلة … قصة الجنوب مع الثورات والحركات سيكون موضوعنا القادم إن شاء الله . Share this on WhatsApp مواضيع ذات صلة : 1. ملاحظات هامة عن الحملة المضادة للحملة الامنية 2. الجنوب.. الحلم على ضفاف احلام الاخرين ! 3. ثقافة الوحدة المرعبة الصادمة 4. للحرب فرسانها وللخيانة أنذالها .. 5. وصلت حتى خالد الرويشان