بسام الطميري مع مرور الأيام تزداد معاناة المواطنين في المحافظات المحررة، سواء كان ذلك بسبب انعدام الخدمات وتدهورها، او عدم دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين . هذه المعاناة المستمرة كشفت حقيقة العجز والفشل الذي تعاني منه "حكومة الشرعية " التي بات هم الكثير من أعضائها البحث عن مكتسبات لصالحهم الشخصي، على حساب المواطن . طوال اكثر من عام ونصف، لم تنجح الحكومة في إيجاد حل لأي مشكلة في المحافظات المحررة، فلا هي تمكنت من توفير السيولة ودفع رواتب الموظفين، ولا حلت مشاكل الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، رغم الدعم الكبير الذي حظيت به من دول التحالف العربي . بل سعى الكثير من أعضاء هذه الحكومة والمتنفذين الى الدخول في صفقات فساد، مستغلين الوضع الذي تمر به البلاد، ابتداءً من نفط الضبة، ورهن ملف المشتقات النفطية في العاصمة عدنوالمحافظات المجاورة بيد تاجر، وليس اخيراً المتاجرة برواتب الموظفين والمضاربة بها في محلات الصرافة لتحقيق مكاسب مادية على حساب معاناة المتقاعدين . وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعاني من المواطنين في المحافظات المحررة، وحساسية المرحلة التي تمر بها اليمن، الا ان عدم المسؤولية والانانية ظهرت على الكثير من المسؤولين الوزراء، وكأنهم يعيشون في عالم آخر، وليسوا جزء من المعاناة التي لحقت بالمواطنين جراء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح على البلاد. ولم يكتفوا بذلك بل يسعى الكثير من هؤلاء الى إطالة امد الحرب وعدم حسم الصراع في اليمن، من اجل الاستمرار في التكسب الشخصي، سواء كان ذلك من صفقات الفساد او سيطرتهم على منافذ برية يكسبون منها ملايين الدولارات شهرياً . وبحسب مصادر حكومية ان اجمالي ما تم نهبه من أموال من منفذ الوديعة الحدودي يتجاوز 20 مليار ريال خلال فترة لا تتجاوز 5 اشهر، من غير مبالغ كبيرة لم يتم رصدها . لم يتوقف الحال على المنافذ والمرافق الايرادية فقط، بل وصل الحال بحسب تقارير صحفية الى قيام مسؤولين في المحافظات المحررة بالمضاربة برواتب موظفي الدولة والمتقاعدين، وبيعها على الصرافين للمتاجرة بها لفترة معينة ومن ثم إعادة سحبها من لتحقيق مكاسب كبيرة من فوارق صرف العملات، وهو ما يتسبب بانعدام السيولة من السوق المحلي وتأخر دفع رواتب الموظفين . ان هذا الوضع في المحافظات المحررة خلق غضب شعبي واسع ضد الحكومة، تمثلت في خروج مسيرات شبه يومية في العاصمة المؤقتة عدن رفعت شعارات " يا حكومة الفساد نريد خدمات " وغيرها من الشعارات التي تهدف الى الضغط على الحكومة لتوفير ادنى مطالب الشعب . للأسف وبعد كل هذه الازمات المفتعلة نكتشف ان هناك لوبي، لا يهمه أي انتصارات في اليمن، شمالاً وجنوباً، بل يهمه تبقى الحرب حتى تبقى مصالحه مستمرة وان كانت على حساب حياة ومعاناة باقي الشعب . Share this on WhatsApp