بقلم / أنور الصوفي ما أن تُذكر اليمن إلا وأبين العنوان ، وما أن تُذكر المواجع والجراحات إلا وأبين هي الجريحة المكلومة ، وما أن تُذكر الفرسان ورجال الوغى إلا وأبين منجم الرجال والفرسان ، وما أن تُذكر الخضرة والزراعة والخير إلا وأبين الخير والعطاء ، وما أن تُذكر الانتصارات إلا وأبين بوابة النصر ، فماذا قدمنا لها ؟؟؟
فأبين اليوم محافظة منسية ، طريحة الفراش جراء السهام التي أصابتها فسهام الحوثي تكسرت على نصال القاعدة ، فلم تجد سهام الحوثي لها بقعة في جسد أبين المثخن بالجراحات وكأني بها تردد قول الشاعر : فصرت إذا أصابتني سهام # تكسرت النصال على النصال .
تحدث عنها صالح في يوم من الأيام فقال : هي بوابة النصر ، وتحدث عنها المؤرخون فقالوا : هي مصنع الرجال ، فهل يغني كلامهم هذا عنها شيئاً ؟
أبين محافظة البطولات ، محافظة السلام ، ولكنها كالنار تسري في الهشيم إذا ما غضبت رجالاتها ، أبين بلدة الساسة والقادة ، هي بلدة الشعراء بلدةٌ عشقُها الرياضة ، هي الموت الصامت لمن مسها بسوء ، وهي القلب الكبير لمن بادلها الحب .
أبين ذكرها رواة الحديث ومجدوها بخروج فرسان منها ينصرون الله ورسوله ، فهي المدد ، وهي النصرة وهي الساعد القوي لنصرة الإسلام . أبين التي لم تنل حقها في ظل دولة الوحدة ، بل أن لئام القوم جعلوها مسرحاً لتنفيذ مؤمراتهم وتصفية حساباتهم ، فدمروا فيها كل جميل وهجّروا سكانها ، ومسحوا البسمة من على شفاه الناس فيها ، عطلوا الأعمال في أبين وخربوا البنيان ، ودمروا المرافق ، فأبين أصابتها عين حاسد في يوم نحس ، فشردت أبناءها ونزعت الأخضرار منها .
أبين الدلتا والساحل والسهل والجبل محرومة من كل شيء ، فأبناؤها لا سبيل لهم إلا سلك العسكرية وربما استكثروه عليها ، أبين الجريحة المحرومة فلا جامعة لها قامت ، ولا معاهد لها فاقت ، فكل شيء في أبين لا يوحي بخير ، فكل شيء فيها ممدد على سرير العناية المركزة ، فالكهرباء كقماز السيارة ، والماء فيها شرب النقط يتعب الأنسان ، كل شيء في أبين كان جميلاً ولكنه اليوم قبيح المنظر ، فمعالمها قد طُمِسَت ، ومنازل أهلها قد هُدِمَت وخُرِبَت ، وبساتينها الخضراء أضحت خاوية على عروشها يابسة أغصانها ، بل إنها أضحت يباباً .
أبين لا تطلب إلا الرأفة بها ، وتتطلع لإعمارها فقط ، أبين أو المحافظة المنكوبة تحلم بالأمن والأستقرار والكهرباء ، أبين العائمة على بحيرة من الماء تطالب بالماء ، تطالب بتدشين عودة الحياة إليها .
أبين مرهقة فاجعلوها بين رموش عيونكم ووسط سويداء قلوبكم ، فالحياة لا تحلو إلا بأبين ، ولا تصفو إلا بروائح عبيرها القادمة من بين بساتينها ومن على شواطئها وسواحلها الساحرة .
أبين محافظة الثروة البشرية والثروة الحيوانية والثروة الزراعية والثروة السمكية ، والثروة المعدنية ، أبين المخزون المائي ، أبين أبين أبين فماذا قدمنا لها ؟؟؟ Share this on WhatsApp