فشل لقاءً تم الإعلان عن عقده في دبي بالامارات العربية المتحدة من قبل المبعوث الاممي جمال بن عمر فشلاً مبكراً قبيل ايام من إنطلاق ما يسمى " مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء " وكان من المفترض ان يلتقي فيه قيادات جنوبية بارزة لمناقشة جملة من الاجراءات المتعلقة بالقضية الجنوبية لإيجاد توافق جنوبي في الداخل والخارج والعمل على إنجاز رؤية لحل القضية الجنوبية . بحسب ما تحدثت عنه قيادات جنوبية في الداخل . إلا ان إجراءات إنجاح لقاء دبي لم تتوفر بسبب إقصاء قيادات كبيرة وفاعلة في الثورة الجنوبية وهو ما اعتبره قيادات الداخل غموض يكتنف اللقاء خاصة بعد رفض مكتب جمال بن عمر الكشف عن ماهية اللقاء والقضايا المطروحة أمامه للنقاش . وعلمت " القضية " من مصادر مقربة من الرئيس علي سالم البيض انه رفض الذهاب إلى لقاء دبي إن لم يكن هناك قيادات جنوبية من الداخل تم اقصاءهم من الحضور ، واضاف المصادر أن الرئيس البيض وأكتفى بإرسال مبعوث له على دبي لتوضيح الأمر لجمال بن عمر والحاضرين في لقاء دبي بأنه يجب ان يكون لقاءً مفتوحاً من اجل طرح القضية الجنوبية طرحاً واسعاً بحضور قيادات الثورة الجنوبية في الداخل وامام منظمات وهيئات دولية للعمل بجدية امام ما سيتم طرحه. . وفي اللحظات الاخيرة اعتذر السيد جمال بن عمر عن عدم قدرة القيادي حسن باعوم من السفر لعدم استكمال اجراءات دخوله إلى دبي ، بعد منع السلطات اليمنيةبصنعاء باعوم ومعه اكثر من "25″ شخصية من المغادرة إلى دبي لأسباب عبر عنها مقربون من باعوم بقولهم : انها إجراءات من صنعاء لمنع أي لقاء جنوبي أو اهتمام الاممالمتحدة بالقضية الجنوبية . حد وصفهم . وكان كشف عدد من قيادات مجلس الحراك الأعلى في الداخل عن إمتناعهم حضور لقاء دبي بعد نقاشات خاضوها مع عدد من قيادات مكونات الثورة الجنوبية لأسباب غامضة تكتنف اللقاء. وكشف ل"القضية" رئيس الحركة الشبابية لتحريرالجنوب "وضاح الحالمي " عن غموض يكتنف لقاء دبي وضبابية أضهرت ان للقاء يحمل أهدافاً آخرى غير التي تم الاتفاق عليها مع قيادات الحراك . واضاف الحالمي بقوله : بعد لقاءات ونقاشات مع قيادات فاعلة في الساحة الجنوبية تم التواصل مع مكتب بن عمر وتقديم لهم كشفاً يضم أسماء القيادات الفاعلة التي يجب ان تحضر اللقاء وعلى رأسها الرئيس علي سالم البيض إلا انه تم رفضها وهو ما اثبت ان لقاء دبي لديه اهدافاً آخرى غير التي تم الحديث عنها من قبل مكتب بن عمر سابقاً . من جهتها اكدت المحامية عفراء الحريري في تصريح خاص ل"القضية " وهي من ضمن القائمة المفترضة للحاضرين في لقاء دبي بقولها : "اتصل بي أحد كبار مستشاري جمال بن عمر وقال أن هناك لقاء لجمال بن عمر مع مجموعة من الشباب وطلب مني صورة الجواز وكان هذا يوم الاثنين وبعدها بيومين اتصلت بي الأخت "لينا " : تقول أنها تريد أن أرسل لها صورة الجواز وصور فوتوغرافية وسألت كبير المستشارين عن أسباب اللقاء وأهدافه فرفض أن يرد على سؤالي وأرسل لي الإيميل حقه على أساس أن أرسل صورة الجواز وسألته على أي أساس تم توجيه الدعوات ، على أساس مكونات أم على أساس أشخاص..؟ فردوا أن الدعوة شخصية ومن ثم عاودت الاتصال بهم واستفسرتهم مع من سيكون اللقاء فذكروا لي بعض الأسماء وكنت أريد أن أعرف أسباب وأهداف اللقاء . وأضافت الحريري : " ومساء الخميس وجهت رسالة إلى كبير مستشاري بن عمر أعتذرت عن الحضور" . من جهته كان العميد ناصر النوبة قد رفض المشاركة في اللقاء في وقت مبكر معتبراً ان اي لقاء لا يقوم على استقلال الجنوب لا يمكن ان نشارك فيه ، مضيفاً نحن صامدون مع شعبنا حتى تحقيق هدف ثورتنا المتمثل بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب . وكان الدكتور " محمد حيدرة مسدوس " قد حذر في بيان له قبل ايام قيادات الجنوب من أي مشاركة في لقاء دبي ، وأعتبر مسدوس لقاء محصور في شرح الأبعاد القانونية لقراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2014 و 2051، مضيفاً : أنني أوجه هذا النداء السريع الى كل الجنوبيين بعدم الحضور ما لم يكن الجدول حول مبادرة جديدة خاصة بقضية شعب الجنوب تأكد على المفاوضات الندية بين الشمال والجنوب خارج اليمن وتحت إشراف دولي ، لأن شرح الأبعاد القانونية لقراري مجلس الأمن الدولي المشار إليهما اعلاه ليس جدولا للقاء ، وانما هو فخ لجر الجنوب الى حوار صنعاء ، لأنهم بعد ذلك لا يستطيعون الرفض والا سيدخلون في قائمة العقوبات كمعرقلين للتسوية السياسية في اليمن " . ووجه مسدوس رساله إلى جمال بن عمر قال فيها : "كما اود هنا أن اوجه سؤالا للسيد / جمال بن عمر ، واقول له : هل بالإمكان ايجاد حل عادل لأي قضية في العالم بدون المفاوضات الندية أو الحوار الندي ؟؟؟. أما إذا كان لدى مجلس الأمن الدولي حلول جاهزة كما قالت السلطة ، فما هي وظيفة الحوار في صنعاء اصلا ؟؟؟.والاكثر من ذلك انه لم يحصل في التاريخ بان تكون هناك دعوة لحوار قبل تحديد موضوعات الحوار ، ثم ان أي حوار سياسي لا بد وأن يشترط الكفاءة العلمية والسياسية ، وهذه الكفاءة يمكن أن تكون في رجل أو امرأة أو شباب أو شيبة . وبالتالي ماهو الداعي لتحديد نسبة للمرأة ونسبة للشباب وغير ذلك كما هو حاصل فيما يسمى بالحوار الوطني الشامل ؟ " . وبعثت قيادات جنوبية في الداخل مساء امس برسالة إلى السيد "جمال بن عمر" حول دعوته لهم للحضور في لقاء دبي دون اقصاء لأي من قيادات الثورة الجنوبية هذا نصها : نص رسالة القادات الجنوبية للسيد جمال بن عمر السيد جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المحترم السلام عليكم، وبعد لقد تلقت القيادات والشخصيات ومكونات الثورة الجنوبية بإيجابية، دعوتكم إلى اللقاء في دبي يومي 9-10 مارس الجاري، من أجل مناقشة الأبعاد القانونية للقضية الجنوبية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الجنوبية وقضايا أخرى في صميم القضية وضمن مساراتها، وتعاطت معها بما يدل على حرص شديد لتأكيد التفاعل مع الهيئة الدولية، وأتت موافقات الشخصيتين القياديتين الأبرز الزعيم حسن أحمد باعوم، والرئيس علي سالم البيض مصداقاً لما تبديه الثورة الجنوبية السلمية التحررية وحراكها السلمي قيادات وقواعد، من إيمان بأهمية التفاعل الإيجابي مع المجتمع الدولي باتجاه تحقيق الهدف المعلن للثورة ( التحرير والاستقلال) الذي توحدت حوله الحشود الشعبية في الساحات الجنوبية. إلا أن مجريات الأمور دلت على أن هناك من لا يريد لمثل هذا اللقاء أن ينجح، أو لربما يتجه وجهة غير المخطط لها سلفاً، إذ فوجئنا بأن هناك إقصاءً مورس ضد مشاركة الداخل، تجلى في عدم الحرص على ترتيب الأمور الإدارية والإجرائية الضامنة لوصولهم إلى مكان اللقاء، إذ أصبحت "التأشيرة" حائلاً دون ذلك. ومن واقع حرصنا على المشاركة الفاعلة وتقديم رؤيتنا السياسية المنسجمة مع الإرادة الشعبية أمام المعنيين من ممثلي الأممالمتحدة، مساهمة في الحل وليس تعقيداً للقضية، ومن ثم وتفويت الفرصة على أي مسعى لحرف مسار قضية شعبنا العادلة وثورته السلمية التحررية، فإننا نؤكد أننا مع أي لقاء تدعو إليه الأممالمتحدة أو أي هيئة إقليمية من شأنه أن يضع إرادة شعبنا في مسارها الصحيح، لكننا في الوقت نفسه لا نفهم هذا الأسلوب في الإقصاء بمبرر لا يرتقي إلى أهمية الحدث – وهو عمل إجرائي يقتضي حرص الجهة المنظمة على مشاركة الجنوبيين ترتيبه وانجازه من واقع حرصها وعدم التساهل أو تركه للصدفة أو اللحظات الأخيرة!! ، أما إذا جاء الإقصاء على خلفية أسباب أخرى نعلم بعضها ومورست ضدنا منذ 20 سنة وأخرى لا نعلمها فإننا نتوجه إلى السيد جمال بن عمر وهيئة الأممالمتحدة لكشف هذه الممارسات والأطراف، وكشف من يريد تزييف أبعاد القضية الجنوبية أو طمسها أو العبث بها وتحقيق أو تهيئة الطاولة بالطريقة التي تحقق أغراضاً معينة هي على الضد من إرادة شعب الجنوب وثورته الحقيقية، أو حرف مسارها أو تزييفها. وفي هذا الصدد فإننا نتوجه إلى إخواننا المشاركين في اللقاء وأمام المسئولية الملقاة على عاتقهم أن يكونوا على قدر حمل أمانة التعبير عن إرادة الشعب الجنوبي المعلنة والتي لطالما عبر عنها في ساحات وميادين نضاله من أجل التحرير والاستقلال ويقدم ومازال من أجلها التضحيات من الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن معاناته اليومية أمام ألة الاجرام والعسف والتنكيل التي لا تتوانى قوى المحتل أستخدامها لكسر إرادة شعبنا وطمس قضيته العادلة والقضاء على ثورته، أننا على أمل أن القيادات الجنوبية المشاركة ستعمل على تأكيد هذه الإرادة وأن يكون لهم موقف موازٍ في درجته لمنطق ثورة شعبهم السلمية التحررية، بما تمليه عليهم ضمائرهم وبما يعزز ثقة شعب الجنوب الذي يتطلع إليهم إتخاذ موقفا يؤكد هذه الثقة. وإنا على درب شعبنا ماضون.