اتهم قيادي في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي الذي يقوده حسن أحمد باعوم, السلطة اليمنية بعرقلة ومنع سفر نحو 12 قيادياً في الحراك, للقاء المقرر عقده اليوم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر, بمدينة دبيالإماراتية. وقال ل "الأولى" فؤاد راشد, أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي, إن "السلطات اليمنية منعت القيادي حسن باعوم وبرفقته نحو 12 قيادياً جنوبياً يمثلون عدة فصائل جنوبية, من السفر صباح أمس الجمعة, من صنعاء الى دبي, كانوا يعتزمون المشاركة في لقاء دبي الذي جرى التحضير لانعقاده, اليوم السبت, بين قيادات الجنوب في الداخل والخارج, بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر, وبرعاية أممية". وأضاف راشد أن "السلطات اليمنية يبدو أنها تنبهت في اللحظات الأخيرة الى أن هذه الرعاية الأممية للقاء القيادات الجنوبية في دبي, تعني اعترافاً دولياً بقضية شعب الجنوب, أو انه كان لديهم معلومات مغلوطة بأن قيادات الحراك وافقت على الدخول في الحوار الوطني". وتابع أن "المعلومات التي وصلتنا أفادت أن وزارة الخارجية اليمنية وجهت رسالة للمبعوث الأممي ين عمر, تستنكر فيه عقد لقاء لقيادات الحراك الجنوبي في الخارج, وفي هذا الظرف, كون الاجتماع بحضور المبعوث الأممي , يعد اعترافا دوليا بقضية شعب الجنوب". أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أوضح ل "الأولى" أن مكتب جمال بن عمر "أبلغنا بالاعتذار عن المشاركة في لقاء دبي, بسبب عدم استكمال الإجراءات الخاصة بدخول الإمارات, خاصة التأشيرات لعقد القاء, ليشكل لنا ذلك الاعتذار مفاجأة غير متوقعة". وبين أنه جرت خلال الأيام القليلة الماضية ترتيبات لسفر القيادات الجنوبية عن طريق مكتب مستشار الأمين العام جمال بن عمر, في عدن, حينما وصلتهم دعوات لعقد لقاء به في دبي, وعلى ضوء هذا صدرت موافقات من المجلس الأعلى, ومن نحو 12 قيادياً من كافة مكونات الحراك في الداخل, حسب قوله. وأكد راشد أن من بين الترتيبات حجز مقر الإقامة, وتسمية الفندق الذي ستنزل فيه هذه القيادات في مدينة دبي, لافتاً الى أنه من المفترض حسب الترتيب أن يتحرك اليوم (أمس) كافة قيادات الحراك من الداخل الى دبي, لاجتماع اليوم السبت. وحول لقاء اليوم, وهل سيعقد بحضور القيادات الجنوبية بالخارج, قال إن "اللقاء حسب تأكيدات وصلتنا سيعقد بمن وصل الى دبي؟, وتحديداً قيادات الخارج التي تستطيع السفر بسهولة دون قيود الى دبي, كما حدث لنا هنا في صنعاء, وأن معظم القيادات الجنوبية في الخارج وصلت الى دبي فعلاً". وأضاف راشد في معرض تصريحه للصحيفة, أن "بعض القيادات الجنوبية في الخارج من بينها حيدر أبو بكر العطاس, وآخرون, اتصلوا بقيادات الداخل, وأعربوا لهم عن استغرابهم من عدم سفرهم وتأخير تأشيرات دخولهم الى دبي". وفي حين نوه أمين سر المجلس الأعلى للحراك الى أنه حتى اللحظة تشير المعلومات بأنه سيعقد لقاء مصغر بالقيادات الجنوبية المتواجدين في دبي؛ أكد أن "غياب الصوت الجنوبي بالداخل عن هذا اللقاء سيفقده مضمونه, وأي مخرجات عنه ستعتبر باهتة, ولا تعبر عن كافة المكونات الجنوبية, مع احترامنا وتقديرنا الكبير للقيادات الجنوبية التي ستحضر اللقاء", حد قوله. وأشار راشد الى أن المجلس الأعلى للحراك السلمي رفع رسالة الى المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر, طلب فيها الأخير بتوضيح ومعرفة الأسباب الحقيقية لعدم سفر القيادات الجنوبية التي تم توجيه الدعوة لها منه شخصياً, وعدم مشاركتها في هذا اللقاء. وقال: "بالنسبة لنا نحن نؤكد في المجلس الأعلى على موقف المجلس برفضه للحوار اليمني, ونطالب الأممالمتحدة بالعمل على إيجاد مبادرة أخرى يشترك الحراك الجنوبي في وضع آليتها". وفيما لفت الى أن المجلس يؤكد على احترام الحراك الجنوبي للهيئات الدولية والتعاطي معها, يؤكد في الوقت ذاته على أن نضال أبناء الجنوب سلمي, وسيبقى سلمياً مهما حاول النظام اليمني جره الى العنف, حسب تعبيره. وتوقع راشد أن يكون الصوت الذي سيخرج عن القيادات الجنوبية بالخارج في اللقاء, هو ذاته المعبر عن الصوت الجنوبي الواحد في كل الأحوال, على اعتبار أن أصواتنا واحدة, لا سيما وأننا تحت مظلة تحالف ومجلس تنسيق واحد لقيادات الداخل والخارج, من بينه مجلس التنسيق لمؤتمر القاهرة, حسب وصفه. وفي حين قلل من لقاء اليوم في دبي, اعتبر راشد اللقاء لقاء تشاورياً أكثر منه عملياً, سيسفر عن قرارات عن الحراك الجنوبي. وقال إن القيادي الجنوبي باعوم ومن معه من القيادات الجنوبية سيعودون صباح اليوم الى المكلا. مصادر مطلعة ترى أن السبب في عدم السماح ل"باعوم" بالمغادرة وحضور اللقاء بدبي, يرجع الى علم السلطة بعزم باعوم التمسك بخيار التحرير والاستقلال في هذا اللقاء, بعد تصريحه أثناء قبوله الدعوة بقوله: "إن هذا اللقاء مع مندوب الأممالمتحدة فرصة لطرح مطالب شعب الجنوب بصورة رسمية مع مندوب الأممالمتحدة جمال بن عمر". وأكد راشد هذا الرأي بقوله: "إن عدم استكمال إجراءات سفر القيادات الجنوبية الى دبي, ليس حجة دقيقة, حيث توجد لدينا معلومات أن النظام اليمني عمل على إفشال هذا اللقاء, منعاً منه إيصال الصوت الجنوبي الى أعلى هيئة دولية في العالم, ومنعا لأي تقارب جنوبي, باعتبار أن هذا اللقاء سيجمع رؤساء جنوبيين وقيادات جنوبية عليا بالداخل والخارج, سيكون لهم صوت واحد بشأن ما يجري من مستجدات في الساحة الجنوبية في هذا اللقاء". وكان القيادي الجنوبي حسن باعوم اعتبر في تصريحات سابقة, لقاء دبي خطوة ممتازة, وتعتبر اعترافا من الأممالمتحدة بمجلس الحراك السلمي, وتعد نقلة نوعية للقضية الجنوبية على المستويين الدولي والإقليمي, حد قوله. في الجانب الآخر, قال ل "الأولى" مصدر مقرب من الرئيس الجنوبي علي سالم البيض, إن الأخير لن يشارك في اللقاء المقرر عقده اليوم السبت في مدينة دبيبالإمارات العربية المتحدة, والذي يجمع عددا من الشخصيات الجنوبية مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن السيد جمال بن عمر. وأضاف المصدر أن "الرئيس البيض لم يرسل أي شخص للمشاركة في اللقاء نيابة عنه", مشيراً الى أن البيض كلف الدكتور محمد علي السقاف, بتوصيل رسالة منه الى السيد جمال بن عمر, تتضمن رؤية سعب الجنوب, ومطالبه العادلة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية, ودعوة بن عمر للقاء به في بيروت, حسب المصدر. وأكد المصدر نفسه أن الدكتور السقاف سيعود مباشرة الى بيروت بعد تسليم بن عمي رسالة ودعوة البيض للقاء به في بيروت, مؤكدا أنه لن يشارك كممثل عن الرئيس البيض, ولن يحضر جلسات اللقاء, حد قوله. من جهته, أكد وضاح الحالمي, رئيس الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب (أحد المدعوين للقاء دبي), رفضه المشاركة في اللقاء, موضحاً, أن السبب في ذلك يعود الى عدم التنسيق معهم, بالإضافة الى أن القضايا المطروحة في جدول أعمال اللقاء شكلية, وبعيدة عن أهداف القضايا الأساسية والاستراتيجية لنضالهم السلمي, حد قوله. وفيما اعتبر الدعوة الموجهة له وغيره من القيادات الحراكية, ليست سوى خديعة من قبل ممثل الأممالمتحدة جمال بن عمر, قال إنه "كان من الواجب شرعا وقانونا أن بعقد هذا اللقاء في مدينة عدن كونها موقع الحدث الفعلي". وكانت بعض القيادات الجنوبية رفضت دعوة المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر, من بينها الدكتور محمد حيدرة مسدوس, الذي أكد أن هذا اللقاء مؤامرة على الحراك الجنوبي, والتفاف على القضية الجنوبية, وفخ حذر منه قيادات الجنوبية في تصريحاته الصحفية, أمس الأول. وكان نحو 27 قيادياً جنوبياً بالداخل والخارج تلقوا دعوة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر, مطلع الأسبوع الماضي, بهدف عقد لقاء لمناقشة قضايا ومطالب الحراك وموقفهم من الحوار الوطني الشامل. "الأولى" حصلت على نص الرسالة التي وجهتها قيادات الحراك الجنوبي بالداخل للمبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر, الذي اعتذر لهم عن عدم استكمال إجراءات سفرهم الى دبي.. نص الرسالة: السيد جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المحترم السلام عليكم, وبعد: لقد تلقت القيادات والشخصيات ومكونات الثورة الجنوبية بإيجابية, دعوتكم الى اللقاء في دبي يومي 9 و10 مارس الجاري, من أجل مناقشة الأبعاد القانونية للقضية الجنوبية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الجنوبية وقضايا أخرى في صميم القضية وضمن مساراتها, وتعاطت معها بما يدل على حرص شديد لتأكيد التفاعل مع الهيئة الدولية, وأتت موافقات الشخصيتين القياديتين الأبرز الزعيم حسن أحمد باعوم, والرئيس علي سالم البيض مصداقاً لما تبديه الثورة الجنوبية السلمية التحررية وحراكها السلمي قيادات وقواعد, من إيمان بأهمية التفاعل الإيجابي مع المجتمع الدولي باتجاه تحقيق الهدف المعلن للثورة (التحرير والاستقلال) الذي توحدت حوله الحشود الشعبية في الساحات الجنوبية. إلا أن مجريات الأمور دلت على أن هناك من لا يريد لمثل هذا اللقاء أن ينجح, أو لربما يتجه وجهة غير المخطط لها سلفاً, اذ فوجئنا بأن هناك إقصاء مورس ضد مشاركة الداخل, تجلى في عدم الحرص على ترتيب الأمور الإدارية والإجرائية الضامنة لوصولهم الى مكان اللقاء, اذ اصبحت "التأشيرة" حائلاً دون ذلك. ومن واقع حرصنا على المشاركة الفاعلة وتقديم رؤيتنا السياسية المنسجمة مع الإرادة الشعبية أمام المعنين من ممثلي الأممالمتحدة, مساهمة في الحل وليس تعقيداً للقضية, ومن ثم وتفويت الفرصة على أي مسعى لحرف مسار قضية شعبنا العادلة وثورته السلمية التحررية, فإننا نؤكد أننا مع أي لقاء تدعو اليه الأممالمتحدة أو أي هيئة إقليمية من شأنه أن يضع إرادة شعبنا في مسارها الصحيح, لكننا في الوقت نفسه لا نفهم هذا الأسلوب في الإقصاء بمبرر لا يرتقي الى أهمية الحدث, وهو عمل إجرائي يقتضي حرص الجهة المنظمة على مشاركة الجنوبيين ترتيبه وانجازه من واقع حرصها وعدم التساهل أو تركه للصدفة أو اللحظات الأخيرة! أما إذا جاء الإقصاء على خلفية أسباب أخرى نعلم بعضها ومورست ضدنا منذ 20 سنة وأخرى لا نعلمها, فإننا نتوجه الى السيد جمال بن عمر وهيئة الأممالمتحدة لكشف هذه الممارسات والأطراف, وكشف من يريد تزييف أبعاد القضية الجنوبية أو طمسها او العبث بها وتحقيق أو تهيئة الطاولة بالطريقة التي تحقق أغراضا معينة هي على الضد من ارادة شعب الجنوب وثورته الحقيقة, او حرف مسارها أو تزييفها. وفي هذا الصدد, فإننا نتوجه الى إخواننا المشاركين في اللقاء وأمام المسؤولية الملقاة على عاتقهم ان يكونوا على قدر حمل أمانة التعبير عن أرادة الشعب الجنوبي المعلنة, والتي لطالما عبر عنها في ساحات وميادين نضاله من أجل التحرير والاستقلال, ويقدم وما زال من أجلها التضحيات من الشهداء والجرحى والمعتقلين, ومن معاناته اليومية أمام آلة الإجرام والعسف والتنكيل التي لا تتوانى قوى المحتل عن استخدامها لكسر ارادة شعبنا وطمس قضيته العادلة والقضاء على ثورته, أننا على أمل أن القيادات الجنوبية المشاركة ستعمل على تأكيد هذه الإرادة, وأن يكون لهم موقف مواز في درجته لمنطق ثورة شعبهم السلمية التحررية, بما تمليه عليهم ضمائرهم, وبما يعزز ثقة شعب الجنوب الذي يتطلع إليهم اتخاذ موقف يؤكد هذه الثقة. وإنا على درب شعبنا ماضون. وأفادت "الأولى" مصادر في وقت متأخر من مساء أمس, أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر, التقى في وجبة عشاء مساء أمس, بقيادات الحراك الجنوبي بالخارج, في مدينة دبي. وقالت المصادر إن من بين الحضور الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس, الى جانب كل من صالح عبيد, عبد الرحمن الجفري, محسن بن فريد, سالم صالح محمد, الدكتور محمد علي السقاف, عمر العطاس, ماهر الحداد, الفضل الجعري, جهاد عباس, عبد العزيز المفلحي, جابر محمد, وعبد الحافظ الصلاحي. وأعلن نهار أمس الجمعة عن وصول الدكتور محمد علي السقاف والفضل الجعري, الى دبي كممثلين عن البيض. الأسماء المفترض مشاركتها في لقاء اليوم السبت ب "دبي" من القيادات الجنوبية بالداخل التي وجهت لها دعوة لحضور اللقاء: حسن أحمد باعوم- رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي. المحامي علي هيثم الغريب- رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي محمد علي أحمد – نائب رئيس مجلس مؤتمر شعب الجنوب محسن باصرة- حزب الإصلاح بحضرموت رضية شمشير- مجلس مؤتمر شعب الجنوب عفراء حريري- ناشطة في الحراك علي باهارون- رئيس التكتل الوطني الجنوبي العميد ناصر علي النوبة- رئيس الهيئة الوطنية للاستقلال فادي حسن باعوم- رئيس الحركة الشبابية بالمجلس علي منصر- سكرتير أول الحزب الاشتراكي بعدن تمام باشراحيل – نائب الهيئة التنفيذية لمؤتمر شعب الجنوب هدى العطاس- ناشطة في الحراك حسين عرب- عضو مجلس الشورى محمد علي الشدادي- نائب رئيس مجلس النواب علي سيف الغريب يحيى بن محمد الجفري- رئيس الدائرة السياسية لحزب رابطة أبناء اليمن "رأي".
