حطت المدمرة الأميركية "يو.أس.أس ونستون تشرشل" الاثنين في ميناء بورتسودان السوداني غداة رسو فرقاطة عسكرية روسية فيه، حيث تعتزم موسكو إقامة قاعدة لوجستية بحرية. وهذه ثاني سفينة أميركية ترسو في ميناء بورتسودان خلال أقل من أسبوع، حيث سبق ووصلت سفينة النقل السريع "يو.أس.إن.أس كارسون سيتي" الأربعاء الماضي إلى الميناء، وهي أول سفينة تابعة للبحرية الأميركية تصل السودان منذ عقود.
براين شوكان: الزيارة التاريخية تظهر رغبتنا في عهد جديد مع السودان ويرى متابعون أن رسو سفينتين أميركيتين في ميناء بورتسودان الاستراتيجي بحكم موقعه المطل على البحر الأحمر حيث يمر عشر إجمالي الشحن العالمي، هي رسالة أميركية لروسيا أنها لن تقبل السماح لها ببناء قاعدة هناك وكسر التوازن القائم، وأنها ستحاول جاهدة الحيلولة دون تحقيقها هذا الهدف. وتضع الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن في صلب اهتماماتها التهديد الروسي، وهي تحاول جاهدة اليوم قطع الطريق أمام مساعي موسكو فرض حضور وازن ودائم في المنطقة، والتحرك الجاري صوب السودان يأخذ في الاعتبار هذا التوجه. وسبق وأن انتقدت الإدارة الأميركية قيام روسيا بتطوير قواعد دائمة في المنطقة، في خطوة تنظر إليها واشنطن على أنها تهديد لنفوذها. وقال قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي "روسيا تسعى إلى تقويض النفوذ الأميركي وتعزيز هويتها كقوة عظمى عالمية"، مشيرا إلى إجراءات روسية في المنطقة تشمل إيجاد تمركز عسكري دائم في سوريا، عبر اتفاق استئجار قاعدة عسكرية بحرية في مدينة طرطوس. وتبدي الولاياتالمتحدة اهتماما لافتا بتوثيق الروابط العسكرية مع السلطة الانتقالية السودانية، بعد أن تمت إزاحة معظم الموانع التي تحول دون ذلك وأهمها شطب السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب في نهاية العام 2020، والتي جرى إدراجه فيها خلال عهد الرئيس عمر حسن البشير. وقال القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدة في السودان براين شوكان على تويتر إن سفينة "يو.أس.أس ونستون تشرشل هي الثانية التي ترسو في السودان هذا الأسبوع". وأضاف شوكان "تظهر هذه الزيارة التاريخية دعم الولاياتالمتحدة الأميركية للانتقال الديمقراطي في السودان ورغبتنا في عهد جديد من التعاون والشراكة مع السودان". ووصلت المدمرة الأميركية صباحا وكان في استقبالها قائد البحرية السودانية وعدد من الدبلوماسيين الأميركيين. وفي الأسبوع الأخير من يناير الماضي زار الخرطوم السفير أندرو يونغ نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا "أفريكوم" وكان أعلى مسؤول عسكري أميركي يزور البلاد عقب شطب اسمها من القائمة السوداء. image filter='url(#b)' x='0' y='0' height='100%' width='100%' xlink:href='data:image/jpeg;base64" / وجاء وصول المدمرة الأميركية بعد أربعة وعشرين ساعة على وصول الفرقاطة الروسية الأدميرال غريغوروفتش و"هي السفينة الحربية الروسية الأولى التي تدخل ميناء بورتسودان" وفقا للقوات المسلحة السودانية. وأكدت القوات المسلحة السودانية أن زيارة السفينة الروسية تأتي في إطار "الأنشطة المعتادة". وذكرت في بيان "تعتبر زيارة السفينة الروسية كواحدة من النشاطات المعتادة في العلاقات الدبلوماسية بين القوى البحرية العالمية وكتقليد متبع بين الجيوش". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى موافقته في نوفمبر الماضي على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قادرة على استيعاب سفن تعمل بالطاقة النووية. وأشار محلل عسكري إلى أن وصول الفرقاطة الروسية والمدمرة الأميركية في وقت واحد هو "شكل من التسابق بين القوتين العسكريتين الأميركية والروسية". وقال سليمان فقراي "هذا الوصول المتزامن يشير إلى أهمية السواحل السودانية على البحر الأحمر ولذا نجد أن كلا من الدولتين تسعى إلى الوصول إليها".