تهل علينا بعد أيام الذكرى الثانية لتحرير جبل العر يافع من المحتل الشمالي الذي اجتاح الجنوب بالقوة العسكرية والقبلية في العام 1994م ,مدعوماً بالفتاوى الدينية التكفيرية من قبل علماء الشمال والتي اباحت دماء الجنوبيين وأموالهم واعراضهم , وكان جبل العر واحد من المواقع التي سيطر عليها المحتل وبقوة عسكرية كبيرة , وذلك لما يمتاز به العر من موقع استراتيجي هام يطل على مديريات يافع وبعض مديريات محافظتي لحج وأبين ,ونصب المحتل احد الألوية العسكرية الأكثر عتادا وتدريبا وافرادا ,التابعة لقوات الحرس الجمهوري الافضل تنظيما وتمويل والتي يرأس قيادتها نجل الرئيس السابق للجمهورية العربية اليمنية علي عبدالله صالح ,وهو ما استفز أبناء يافع الذين نظروا الى ذلك المعسكر كقوة دخيلة , غير مرغوب فيها , لأن يافع وعلى مر تاريخها الضارب في اعماق التاريخ لم تألف ان يطىء أراضيها اقدام الغزاة والمحتلين . ولذلك بداءت المواجهة مع هذا المعسكر في أوقات مبكرة من قبل رجال يافع لاخراجه , مما جعل المحتل يشعر بالخطورة على تواجد قواته على جبل العر ,فيافع عند توحد رأي رجالها وقبائلها تعد قوة ضاربة لايستطيع أي كان ان يكسر إرادتها , لذلك بداء المحتل بالتخطيط لكسر قوة يافع عبر زرع الفتن بين القبائل اليافعية , ودعم بعضها ضد البعض الأخر بالمال والسلاح , ولكن ابناء يافع تنبهوا لذلك المخطط قبل ان يصل الى كل قبيلة وبيت . واستطاع أبناء يافع الوقوف بحزم لحل المشاكل والثأرات القبلية , واستعادت يافع قوتها ولبى أبنائها نداء الواجب , نداء التضحية من اجل الكرامة والعزة والشرف , وقاموا بمحاصرة جبل العر والقوة المرابطة فيه من كل اتجاه في 20 ابريل 2011م واستنفرت يافع كل قواها وامكانياتها لتطهير العر من رجس المحتل البغيض , ودارت معركة عنيفة بين رجال يافع والقوات المرابطة هناك , وبعد اثنى عشر يوما من المعارك الضارية والحصار المحكم استسلمت قوات الاحتلال لأبناء يافع بافرادها وعتادها وبالتحديد في 2 مايو 2011م . وبهذا سجلت يافع على صفحات تاريخها كأول مديريات تتحرر من المحتل الشمالي على طريق تحرير كل شبر من الجنوب المحتل تأكيدا لمقولة (ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ) فألف تحية وتحية ليافع ولجبلها الشامخ العر .