اشارت وسائل اعلام يمنية الى وجود خلاف بين الرئيس هادي و المبعوث الدولي جمال بن عمر وان الخلاف يتبلور حول لقاءات الجنوبيين في الخارج، حيث كان الرئيس هادي مؤيد لفكرة عقد لقاء جنوبي جنوبي في الخارج ، وكان ل " يافع نيوز" السبق في نشر خبر جمع الرئيس " هادي " مع الرئيس " العطاس " في الدوحة في شهر مارس تأييداً لهذه اللقاءات ، لكن موقف الرئيس هادي من هذه اللقاءات تغير واصبح يهاجمها ويرفضها بشكل قاطع وصرح في اكثر من لقاء ان اي لقاءات في الخارج لا تعنيه ولا تعني المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار ، وقال " هادي " مؤخراً من يريد الحوار يأتي الى صنعاء وابواب مؤتمر الحوار مفتوحه أمامه أسباب التغير - ضغوط القوى المتنفذه في الشمال : هذه التطورات الأخيرة في خطاب وموقف الرئيس "هادي" يرجعه البعض الى ضغوط من القوى المتنفذة في الشمال وخوفها من توحيد مكونات الحراك الجنوبي في الخارج وانعكاساته الايجابية على قضية الجنوب والذي سيعطيها قوه خصوصاً مع المليونيات المتتابعة التي يخرج بها الشارع الجنوبي ، ومع التحذيرات التي اطلقها الساسة في الشمال وكذلك رجال الدين . - مقايضة سياسية : اعتبرها البعض مقايضه بين الرئيس هادي و القوى المتنفذة في الشمال للتجديد لهادي ولاية جديدة مقابل تمرير اجندة القوى المتفذه في الشمال وفرض رؤيتهم لحل قضية الجنوب من خلال الفدرالية او الحكم المحلي واسع الصلاحيات - فشل القيادات الجنوبية في الخارج : مراقبون قالوا ل " يافع نيوز " ان التغيير المفاجئ في خطاب هادي هو سببه فشل قيادات الخارج في التوحد بعدما تم اعطائهم اكثر من مهله وكل تلك المهل انتهت بفشل هذه القيادات في التقارب والالتقاء للخروج برؤيه موحده من قضية الجنوب ، واعتبر المراقبون ان هادي يتعرض لضغوط دوليه ومحلية ولم يتبقى معه الا اشهر قليلة في الحكم لذلك يحاول يضغط على القيادات الجنوبية في الخارج سرعة لقائهم والخروج برؤيه موحده مالم فانه سيمضي بالحوار بعيداً عن هذه القيادات ويكفتي بتيار محمد علي احمد الذي ضمن الفدرالية الثنائية بحسب معلومات حصل عليها " يافع نيوز " من مقربين من محمد علي احمد واعضاء في مؤتمر الحوار . دول اخرى راعية للتسوية : صحيفة «المصدر» وبحسب معلومات حصلت عليها قالت ان دول أخرى راعية للتسوية، وفي مقدمتها أميركا ودول الخليج التي ترى أن المبعوث الأممي سحب البساط من تحت أقدام دبلوماسية بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الخليج، وأضافها كرصيد للأمم المتحدة، وبما يثري رصيده الشخصي. وسبق أن أشارت وسائل إعلامية إلى انزعاج خليجي برز في لقاء سابق جمع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في المنامة على هامش القمة الخليجية نهاية العام الماضي. ومبعث انزعاج بعض دول الخليج أن اليمن همّشت الدور الخليجي في رعاية التسوية السياسية التي انتجتها ورسمت معالمها، واكتفت بجهود بنعمر ولا تحضر دول الخليج بالنسبة لليمن إلا ك«حصالة نقود» لدعم المرحلة الانتقالية لا أكثر. وذكرت صحيفة «المصدر»، ان الرئيس هادي طلب من المبعوث الأممي في لقائه الأخير به بعد وصوله صنعاء مطلع الشهر الجاري عدم إجراء أي لقاءات أو عقد اجتماعات مع أيٍ من الشخصيات أو التيارات الجنوبية أو غيرها خارج اليمن، وفقاً لمصادر خاصة كشفت ل«المصدر» بعض جوانب الخلافات بين الطرفين. وفقاً لصحيفة «المصدر»، فان جمال بن عمر يحمل عتباً كبيراً على الرئيس هادي للتحول المفاجئ في موقفه من اللقاءات التي عقدها مع قيادات جنوبية خارج اليمن، وكانت جميعها قبل تدشين مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس الماضي، وتمت بعلم وتشجيع الرئيس هادي، وتم إحاطته أولاً بأول بكافة تفاصيلها، مؤكداً أنه لم يعقد اجتماعاً آخر بعد تدشين المؤتمر. هل سينجح هادي في تجاوز القيادات الجنوبية في الخارج السؤال الذي يطرح نفسه هل سينجح هادي في تجاوز قيادات الخارج ومطالب شعب الجنوب في الداخل ؟ جمال بن عمر عندما التقى ممثلي مؤتمر شعب الجنوب في مؤتمر الحوار قال " انكم من الجنوب لكنكم لا تمثلون كل الشارع الجنوبي ،ونحن ندرك هذا تماما اذ ان هناك قوى وفصائل فاعلة واكثر تأثيرا وحضورا وصوتها هو الأعلى في الشارع وهذه القوى لابد من مشاركتها في الحوار اذا ما اردنا له للنجاح ولنتائجه التحقق على الارض " كلام المبعوث الدولي واضح جداً وهو انه يرفض ان يمضي الحوار بدون مشاركة القيادات الجنوبية المؤثرة ، وهذا يعني ان المضي في مؤتمر الحوار دون هذه القيادات والاستماع الى الشارع الجنوبي لن يحل المشاكل في الجنوب بل سيضاعفها وربما يؤدي الى مشاكل اكبر في الجنوب لا يريدها المجتمع الدولي في الوقت الراهن . كلام جمال بن عمر واللقاءات التي يجريها ممثلي الدول الراعية للمبادرة الخليجية مع قيادات الحراك تقول ان هناك اهتمام متزايد بقضية الجنوب وان هناك رغبة في اجراء حوار جنوبي جنوبي ينتج عنه حامل سياسي للقضية ، واصبح الجميع مدرك تماماً ان قضية الجنوب لن تحل بدون الرجوع الى مطالب شعب الجنوب ومحاولة بلورتها في مبادرة جديده تتضمن الحد الادنى من مطالب الشارع الجنوبي وبحسب كل المعطيات السابقة من المؤكد ان كلام الرئيس هادي ورفضه لحوار الخارج هي محاولة فقط للضغط على قيادات الخارج للتقارب فيما بينهم وخفض مستوى مطالبهم وان الرئيس هادي مقتنع مثل ما هو المجتمع الدولي مقتنع تماماً انه لا يمكن ان يمضي الحوار قدماً دون مشاركة القيادات الجنوبية واجراء حوار شمالي جنوبي وتلبية الحد الادنى من مطالب الشعب الجنوبي المتمثلة في حق تقرير المصير ..