تغرق المحافظة الخضيرة ، محافظة الفل والكاذي وعريق الفن والطرب بين ثلاثي الشر " الجيش اليمني .. الفساد .. المجاري " ومع كل واحد منهما تفاصيل مأساوية لا مثيل لها ، فالجيش اليمني إذا دخل قرية عاث الخوف والرعب فيها وقتل الابرياء وداهم المنازل وانتهك الحرمات وهو ما حدث مؤخراً في لحج ، والفساد له افلاماً كثيرة لكن في لحج افلامه هي " هوليودية " ابطالها ما بين المحافظ ونائبة السلطات المحلية الفاسدة . بالإضافة الى معاناة لحج مع العبث والتدمير والاهمال والظلم والغبن واللصوصية التي تعيشها ، تأتي الانقطاعات الكهربائية المستمرة التي تجعل سكان لحج يعيشون في جهنم ونارها من خلال الحر الشديد وانقطاع المياة المستمرة ، كمعاناة آخرى تضاف الى رصيد " انجازات الوحدة اليمنية " وحكوماتها العاملة . مؤخراً دخلت لحج مرحلة في أسفل درك جهنم عندما تحولت شوارعها إلى " ويل من المجاري " ، حيث باتت " الحوطة " على نهر جار من "مياة المجاري" التي تغرق الشارع الرئيسي والجولات . " الصورة أعلاه " ليس لنهر صغير استطاعت الحكومة اليمنية انجاز شقة من وادي تبن لتزيين جولات وشوارع الحوطة بنافورات المياة ، كما انه ليس عملية تحويل مسار " وادي تبن " من غرب الحوطة الى وسطها . ما تظهره " الصور " هو الانجاز الذي قدمته " حكومة الوحدة اليمنية " للمحافظة الخظيرة ، وهي صورة بليغة التعبير لوجه الحكومة اليمنية في لحج والجنوب . في قلب محافظة لحج وعاصمتها " الحوطة " ، لا سبيل امامك وانت تمر في شوارعها غير ان تشمر مأزرك لخوض معركة حامية الوطيس حتى تقوم بعبور ذلك السيل المتدفق من المجاري والاوحال التي تغرق الحوطة. لحج اليوم ليست فقيرة ، فيها مصانع ضخمة على رأسها " مصنع الحديد والصلب والشركة الوطنية للأسمنت ومصنع انتاج المشروبات الغازية " ، من المفترض ان ترفد هذه المصانع الى جانب الضرائب والميزانية المركزية لحج بمليارات من الريالات سنوياً ومئات الملايين شهرياً ، لكن تلك الاموال تذهب ادراج الرياح حيث اللصوصية لا تبقي ولا تذر . سكان الحوطة بحسب احاديثهم يدركون ان ما يحدث لمحافظتهم هو عملية تدمير ممنهج وعقاب جماعي لهم نتيجة مواقفهم الى جانب شعب الجنوب في ثورته الشعبية السلمية التحررية ، وهي اساليب تمارسها سلطات الاحتلال مع بقية محافظات الجنوب ، لكن وقع تلك الممارسات التي يتبرأ منها الشيطان الرجيم نفسه ، وقعها في الحوطة غير ، حيث الفقر المدقع والعوز الساكن في نفوس ابية وعزيزة تسكن كل ابناء لحج التي حولتها ايادي الخيانة الى منتجع من القمامة الجارية على بحور من المجاري كصورة لمدى الانجاز الذي حققته الوحدة المينة للمحافظة على مدى أكثر من 20 عاماً . أحد ابرز شباب محافظة لحج كتب على حائطه في موقع التواصل الاجتماعي معبراً عن حالة الحوطة بقوله " الله المنتقم .. الجبار.. العزيز..الحليم.. الصبور.. وبكل أسماءك يارب خد بيد الحوطة وأبناءها فلربما لا يزالوا ضعفاء.. وأخذل كل من يتغامز أو يتآمر أو يجيد الخذلان لإخوانه ..أو يكيد لها ولأبنائها الشرفاء ..لا يزال هناك شرفاء وسيخرجون يوماً ما ..اللهم أنصر الجنوب وأبناءه " . بهذه العبارة حكى ابن الحوطة ما يحدث لها ..بعد ان توارت الكلمات وافلت عبارات التعبير والمناشدات .. فعسى أن يخرج الشرفاء يوماً ما وينتشلوا الحوطة مما هي فيه ، فلا تزال لحج تحتضن شرفاء .