شتائم الاخوان المسلمين لهذه الحشود العظيم أقلُّ شناعةً من مدائح "الفلول" وتصفيق شباب الدروع واللجنة التنظيمية، وثناء الطائفيين والمذهبيين كل في بلده. إن أشنع شتيمة يمكن أن تُطلق على ثوار 30 يونيو ليست وصفهم بالبلطجية كما تقول قناة مصر 25، وإنما أن يمتدح حريتهم أشخاص لم يكونوا أحراراً يوماً ولا يتحركون، في بلادهم، إلا بأوامر الفندم أو المرشد أو زعيم الطائفة أو الحزب أو الجماعة. أشنع شتيمة لشباب 30 يونيو الذين يرقصون، بحب وحميمة، حول العَلَم المصري ويتدثرون به أن يمتدحهم الين يستعرّون من العلم الوطني اليمني في مناسباتهم ولا يوقروه، أو من قتلوا شباب الثورة أو حقّروا فعلهم الثوري، أياً كان وتحت أي ذريعة أو قطعان الأحزاب ونعاج مراكز القوى! أشنع شتيمة لحشود 30 يونيو أن يمتدحهم أفراد أو جماعات لا يؤمنون بمشاركة المرأة في المظاهرات، وضد الاختلاط، ولا يؤمنون بالحرية لا الاعتقادية ولا على مستوى السلوك الفردي، لكن أسوأهم على الإطلاق النخب السياسية المنحطة التي تعرب عن إعجابها بالحدث المصري بينما هم في اليمن يلبّون أول دعوة للحوار، أو لالتقاط فتات السلطة، من القصر الجمهوري والحكومة. لماذا؟ لأنهم لا يؤمنون بوجود شعب يمني أصلاً. لا يؤمنون بالشباب ولا بعامة الناس ولا بملايين الفقراء والمهمشين والمزاينة وأصحاب المهن المحتقرة اجتماعياً وبقدرتهم على إحداث أي تغيير قدر إيمانهم بالمشائخ والانتهازيين وأصحاب المليشيات والمال واللجنة الخاصة! إن ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي اليمنية اغتصاب شنيع للغة العربية ونموذج حي على النفاق الجماعي اللإرادي. يا إلهي كم أود أن أفرح بمصر وأن أبكي على اليمن في آن!