عندما اقدما الفاتحون من احراش الجمهورية العربية اليمنية وادغال تورابورا وامارة قندهار على اجتياح الجنوب – البقعة التي لم تصلها فتوحات سيف الله المسلول او قتيبة بن مسلم – نزح – حينذاك – المواطنون الجنوبيون الواقعة منازلهم على خط النار – طريق المعركة – الى مغارات وكهوف الجبال هربا بأنفسهم واسرهم من بطش العساكر الغزاة المدعومين بفتوى علماء بلاط الاحمراني،السنحاني والعمراني التي احلت دماء وارواح واملاك وارض وعرض ابناء الجنوب دون وادع ديني او وازع اخلاقي. ولقد حدثني الأستاذ حربي المقرعي حفظه الله قائلاً لي : قبل سقوط العاصمة عدن في ايديهم(يقصد الغازاة من أحراش الجمهورية العربية اليمنية)وبفترة وجيزة مررت على منزل احد المواطنين النازحين- يقع الى الاسفل من مركز كرش- فوجدت افعالا وحشية واعمال اجرامية تدل على مدى بربرية وبشاعة ذلك المحتل الغاشم ،ففي الركن الخارجي للمنزل وجدت القدر الذي سُلقت عليه دجاجات ربة البيت، بعد ذبحها على الطريقة الاسلامية طبعاً ،ورأيت بعضً من رؤوس وعظام الدجاج تتناثر هنا وهناك بجانب القدر لكن ثمة شيء اثار استغرابي وترك لدي تساؤلا حتى اللحظة ،انهم ابقوا على الديك ، إذ رأيته وحيداً حياً يرزق رافعاً عقيرته والريح تذروا ريش حاشيته من حوله وهو يلتفت ذات اليمين وذات الشمال في حركة يملأها الحزن العميق!!. اما في داخل المنزل فحدث ولا حرج ،لقد نُفذت فتوى العلماء بحذافيرها سلبوا ونهبوا كل شيء حيث لم يبق من محتويات البيت غير شنط مكسرة وثياب ممزقة تختلط بأعقاب السجائر واعواد القات وقنينات فارغة للمياه المعدنية والمشروبات الغازية ،عبث لا يقره العقل الادمي ولا يقبله الضمير الانساني ،وكأن قطيعاً من القردة هجمت على حين غرة على ذلك المنزل وفعلت فيه ما فعلت ،حتى صورة صاحب المنزل بعد ان كسروا فريمها وفقأوا عينيها ،كتبوا تحت العين اليسرى – بسخرية المنتصر- اين انت يا شوعي جبان؟! مع ان ذلك الشوعي الجبان الذي اعتبروه من كبار دوما الكرملين :هو في الحقيقة راعي اغنام ليس الا!!. إذاً فلقد استخدم امراء الحرب – وقت ذاك- بعبع المد الشوعي وتهم التكفير والالحاد ذرائعا خسيسة وحقيره وتجدهم – اليوم- يستخدمون فزاعة المد الشيعي والارتماء الا احضان اية الله الخميني من اجل اطالة امد الاحتلال وبعثرة كثير من الوقت حتى يقضي الله امراً كان مفعولا في زعماء الجنوب الذين يمثلون شرعيته كونهم كانوا – بالأمس القريب –رؤساء الشعب ذات سيادة على ترابه الوطني يرزح – حالياً- تحت وطأة الاحتلال الهمجي ،والى جانب ذلك يريدوا استكمال بقية القيادة العسكرية الجنوبية المؤهلة عسكرياً وقتالياً وخلق كيانات جنوبية متصارعة فيما بينها بفعل قوة المال المدني المدعوم خارجياً ،فإذا تحقق لهم هذه الاهداف المضمرة يكونوا قد تمكنوا من الرقاب والتراب واستطاعوا ان يدفنوا قضية الجنوب العادلة في صندوق وضاح والى الابد!! واني لا أعجب من امر اولئك النفر من ابناء جلدتنا الذين يظنون-واهمين- ان من أحتلهم بجنازير الدبابات وفوهات المدافع وراجمات الصواريخ سوف يمنحهم- بكل سهولة –وطناً على طبق من ذهب بمجرد مشاطرتهم التهام ما لذ وطاب من الاطباق الشهية وتناول مشروبات الطاقة الروحية على طاولات فندق موفنبيك وليتهم على الاقل – من حوارهم هذا الى جانب مكسب الاعتذار السخيف من حكومة النفاق ،يحملون لنا جواباً شافياً عن سر إبقاء ديك ذلك المواطن حياً في حرب احتلال الجنوب صيف94م.