بعد ما يزيد عن نصف قرن من الزمن تعيد أحداث الماضي نفسها على المشهد الحاضر اليوم بقوة ، محملة بتساؤلات عديدة لم يتم البت فيها سابقاً ، خاصة في مسائل هامة وأحداث يرى كثير من السياسيين والمتابعين أنها تعرضت للتزوير من قبل الأطراف المنتصرة . ومقارنة بثورة 14 أكتوبر المجيدة التي اندلعت في دولة اتحاد الجنوب العربي أنذاك عام 1963م واستطاعت دحر الاستعمار البريطاني من ارض الجنوب ، تبقى التساؤلات قائمة حول توصيف " 26 سبتمبر 1962م " التي احدث تغييراً في نظام الحكم الملكي الى " الجمهورية " من كونها ثورة كما يطلق عليها ، أم انه انقلاب عسكري حدث في اليمن " الشمالي "..؟ . نبذة عن 26 سبتمبر : كان 26 سبتمبر يوم الأحد من العام 1962م ، أي ما يصادف اليوم الذكرى ال51 له , وهو الحدث الذي أطاح بحكم الأئمة " المملكة المتوكلية اليمنية ", وأسس على إثرها النظام الجمهوري في شمال اليمن, وسميت الجمهورية الوليدة ب"الجمهورية العربية اليمنية ". وسبقت هذا الحدث محاولات متعددة اليمن " الشمالي" , منها ما حدث عام 1948م ، حين قُتل الإمام يحيى حميد الدين على يد علي ناصر القردعي الذي ينتمي إلى قبيلة "مراد" بمحافظة مأرب, طبقا لما تقوله المصادر التاريخية – إضافة إلى حركة 1955.. إلا إن الإمام أحمد, نجل الإمام يحيى, استطاع استرداد مملكة أبيه بعيد مقتله في 1948, كما استطاع التغلب على محاولة الانقلاب عليه في 1955.. واستمر في حكمه حتى العام 1962 , وقبل هذا التاريخ, بأعوام قليلة, تفجرت محاولات أخرى للقضاء على الإمام أحمد, والتي تمكنت في نهاية المطاف من قتله, وحين خلفه ابنه "البدر", تمت الإطاحة به سريعا, لتنتهي بذلك دولة الأئمة, وليبدأ الحكم الجمهوري بقيادة المشير عبد الله السلال . وفي النظام الجمهوري البديل, لم يستمر أول رئيس جمهوري في الحكم طويلا, كما لم يتم تغييره سلميا, فتمت الإطاحة به في نوفمبر 1967 ليخلفه القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي واجه نفس المصير في يونيو 1974, ليأتي إبراهيم الحمدي الذي قتل في أكتوبر 1977, ليتولى رئاسة الدولة أحمد الغشمي, وبذات المصير لقي مصرعه في يونيو 1978, حتى أتى المقدم علي عبد الله صالح في 17 يوليو 1978, وهو الرئيس الذي نجا من كل محاولات الاغتيالات والانقلابات. كيف نظرت وسائل الإعلام الغربية ل" سبتمبر 1962″ ..؟ منذ الوهلة الأولى لأحداث 26 سبتمبر 62م دأبت عدد من وسائل الإعلام الغربية , بوصف هذا الحدث على انه انقلاب وليس ثورة . وتواصل بين الفينة والأخرى كبريات الشبكات والصحف والمواقع الالكترونية الإخبارية عند الحديث عن الأمر بوصفه " انقلاب عسكري ", إلا أن بعض السياسيين والحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني اليمنيين في صنعاء يرون أنها "ثورة", , في حين أن آراء أخرى اعتبرته انقلابا ، وخاصة اراء النشطاء والسياسيين في عدن . وبعيداً عن التراشقات التي تجري حالياً متزامنه مع حالة القطيعة بين الشعب في الجنوب والنظام اليمنيبصنعاء ، ومحاولة كل طرف ان يقلل من شان الآخر وتأريخه ، ينم توصيف وسائل الإعلام الغربية ، عن أن الحديث عن 26 سبتمبر من كونه إنقلاب ن باعتباره حدثاً طبيعياً ، مثلما يحدث وحدث في أي دول آخرى شهدت انقلابات عسكرية على أنظمة الحكم ، في جين يظهر ان وسائل الاعلام ايتعدت عن وصفه بانه ثورة لكونه لا يتناسب مع المعايير والأسس التي تقوم عليها الثورات عادةً . ومن هنا استطلع "يافع نيوز " أراء بعض السياسيين والمراقبين والنشطاء الشباب ، لنعرف آراءهم في هذا الأمر الذي لا يزال مصير توصيفه يتأرجح دون البت فيها على أسس ومعايير صحيحة . حيث يرى الكاتب الصحفي " صلاح السلقدي " ان 26 سبتمبر 1962م ، لا يرتقي الى وصفه ثورة ، بل انه ذهب للقول بأنه حركة وان وصف الحركة أقل من الانقلاب ن معتبراً ان الزائد مع وصف الأمر بأنه حركة. الأستاذ " صالح محفل " أكد أن الأمر ثورة ن وراح متهماً من يشككون في هذا الأمر بأنهم بعد 50 عام من حدوثه بأنهم يتلقون أموالاً ودعماً للتشكيك فيه ، ولا يجوز لهم أن يناقشوا أمراً تم قد تم البت فيه . حسب رأيه. من جهته اعتبر العميد حسن اليزيدي ان 26 سبتمبر انقلاب ، واشار في حديثه بهذا الشان ان الامر ليس ثورة . الدكتور والباحث " سعودي علي عبيد" قال : أن ما حدث في 26 سبتمبر 1962م هو انقلاب وبإشراف ودعم مباشر من السفارة المصرية، وقد أوضحت ذلك في أكثر من دراسة. الدكتور سعودي علي عبيد واضاف عبيد : الذي يتابع مذكرات القاضي عبد الرحمن الإرياني سيتأكد من ذلك أيضا ، وهو انقلاب لن يحقق أي هدف،باستثناء تحويل شكل النظام السياسي من ملكي إلى جمهوري،ويا ليتهم ما غيَّروه وعملوا على إصلاح النظام السابق تدريجيا.يمكن كان حالهم أفضل. الصحفي عبد الرب الفتاحي – رئيس تحرير موقع " فيس برس " قال : ان 26 سبتمبر كان بيكون انقلاب لو أن المصريين غير موجدين بس الفكر الاعلى يتغلب على التقاليد السفلية . الصحفي عبدالرب الفتاحي اما الباحث عبدالله العيدروس فقد قال : عندما تكون تحكم من نظام تقليدي وراثي في دولة وطنية يقوم انقلاب على النظام ويغير النظام من نظام تقليدي وراثي الى نظام جمهوري لان الثورة هي عملية هدم وإعادة بناء من خلال دراسة خصائص المجتمع الايجابية والسلبية ووضع معيار وطني لتربية المدنية وهذا لم يحصل في الشمال لا زالت الاقطاعيات الاجتماعية موجودة . واكد العيدروس : أن 26 سبتمبر انقلاب وليس ثورة . ملاحظة : عندما ننشر هذه الاراء فغنها لا تعبر عن الموقع ، كما ان الامر ليس له أي استنقاص من قدر 26 سبتمبر ن وا تضحيات الشهداء الذين سقطوا من اجله ومن اجل التخلص من النظام الامامي في اليمن الشمالي . ولكن بعد ان اشتدت التساؤلات واعاد الامر الى الواجهه اليوم بعد اكثر من نصف قرن ، رأينا ان نناقش الامر ، وان ننقل بعض اراء النشطاء والسياسيين ، علماً ان هناك الكثير من الاراء تؤكد ان 26 سبتمبر ثورة وليس انقلاباً ، كما تقابلها أراء عكسية ، وفي هذا الشأن لا يزال الحديث لم يتم البت فيه .