ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن (الهبَّة الشعبية) في المحافظات الجنوبية، التي تضع مصير محافظتي حضرموتوشبوة تحديداً نحو المجهول، فيما تعثرت جهود الوساطات الرسمية والقبيلة لتمديد المهلة التي وضعها حلف قبائل حضرموت أمام الحكومة، كحل قضية مقتل شيخ مشايخ وادي حضرموت بن حبريش الحمومي، الذي قتل واثنان من مرافقيه باشتباكات مع أفراد نقطة أمنية على مدخل مدينة سيئون. وأكد الناطق الرسمي باسم حلف قبائل حضرموت مولي الدويلة أن الهبة الشعبية هي في موعدها 20 ديسمبر الجاري، نافياً في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" مساء أمس ما تناقلته وسائل إعلامية عن تمديد المهلة إلى نهاية ديسمبر. وفيما علمت "اليمن اليوم" من مصادر في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية عن مساعٍ يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي مع قيادات قبلية وسياسية جنوبية بارزة لضمان الحد من تداعيات الهبَّة الشعبية والاكتفاء بتقديم أفراد النقطة الأمنية إلى النيابة، وتجنيد 2000 فرد من أبناء حضرموت في المؤسستين العسكرية والأمنية، قال مصدر قيادي في حلف قبائل حضرموت ل"اليمن اليوم" إنه لا تراجع عن أهداف الهبَّة الشعبية المحددة في البيان الصادر بهذا الخصوص مساء أمس الأول، والمتضمنة السيطرة الكاملة من قبل أبناء حضرموت على الأرض والثروة، أو ما يمكن تسميته فرض الحكم الذاتي. وأورد البيان القرارات التالية: وأوضح المصدر أنه تم استكمال اللجان التي ستتولى قيادة المحافظة، وعلى رأسها اللجنة الأمنية، رافضاً الكشف عن الأسماء التي قال إنها سرية. وفيما أشار المصدر- الذي اشترط عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث الإعلامي- إلى التجاوب الكبير من قبل القبائل في حضرموتوشبوة مع الهبة الشعبية، حذر الشيخ مقبل ناصر لكرش باعوضة أحد مشايخ آل باعوضة في شبوة من تداعيات الهبَّة الشعبية في حال سارت الأوضاع إلى ما يراد لها أن تسير. وقال لكرش باعوضة وهو أحد المشاركين في الحوار الوطني باسم الحراك ل"اليمن اليوم" إن الهبة الشعبية بأهدافها المحددة في البيان لن تخدم أبناء الجنوب ولا أبناء الشمال، وإنما ستخدم أجندة أخرى. وأضاف أن الهبة الشعبية كما ورد في البيان تستهدف المؤسستين العسكرية والأمنية، وبالتالي فإنه إذا ما حصل الانفلات فإن القوى المنظمة القادرة على السيطرة هي القاعدة. ووجه باعوضة دعوة لكل العقلاء في حضرموتوشبوة إلى التريُّث ودراسة المخاطر، وما الذي يمكن أن يخدم أبناء الجنوب عامة، وأن تأخذ العدالة مجراها بالنسبة لقضية مقتل الشيخ بن حبريش. إلى ذلك، وفي إطار التجاوب مع الهبة الشعبية، أعلنت أمس عدد من قبائل محافظة شبوة التحاقها بالهبة الشعبية، وأمهلت في بيان صادر عنها أمس من أسمتهم أبناء (الجمهورية العربية اليمنية) إلى الجمعة القادمة لمغادرة شبوة، وفي حال بقائهم يتحملون تبعات ذلك. كما دعا البيان أبناء شبوة في كل مديرية، بعد تأمينها وتشكيل لجان شعبية لحفظ الأمن والممتلكات العامة والخاصة فيها وتسيير شئونها، الالتحاق بأبناء المحافظة في العاصمة عتق. كما دعا البيان أبناء شبوة في الخارج والتجار والميسورين إلى تقديم الدعم والمساندة لهذه الهبة الشعبية، من خلال التواصل مع اللجنة المالية (سيتم تحديد لجنة مالية في اجتماع الخميس القادم 19 ديسمبر 2013م). واشترط البيان على جميع القبائل وضع نقاط أمنية لمنع النهب والسرقة أو تهريب المسروقات من الشركات النفطية والممتلكات العامة والتحفظ على هذه المسروقات. وأكد البيان: أن جميع الأجانب من خبراء وعاملين في الشركات النفطية في محافظة شبوة ضيوفٌ كرامٌ لدينا، ونؤكد على ضمان سلامة أمنهم وسلامة عائلاتهم وممتلكاتهم، وندعوهم للحفاظ على ما تحت سلطتهم وأيديهم في هذه الشركات من ممتلكات ووثائق والتعاون مع رجال القبائل لحفظها. واختتم البيان بدعوة جميع قبائل شبوة لاجتماع عام يوم الخميس القادم 19 ديسمبر 2013م الساعة التاسعة صباحاً، لأخذ العهد والميثاق بالعمل معاً لإنجاح هذه الهبة وتشكيل اللجان العاملة. وعلى الصعيد الحزبي التحق الحزب الاشتراكي اليمني بحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، في إعلان الانضمام إلى الهبة الشعبية. وأكد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة حضرموت، محمد عبدالله الحامد، على دعم القرارات التي اتخذها حلف قبائل حضرموت. وأضاف الحامد في تصريح نقله موقع الحزب (الاشتراكي نت): كلفنا أعضاء حزبنا العاملين في مؤسسات الدولة مع سائر العاملين أن يكرسوا عملهم في ما يخدم الهبة الشعبية والقرارات المتخذة من قبل الحلف، وتأمين الظروف المعيشية والصحية والخدمات العامة، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وقبل كل شيء أمن المواطنين وسلامتهم.