عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    اليمن الصوت الذي هزّ عروش الظالمين    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام على المجزرة البشرية التي هزت أركان عدن والجنوب " تفاصيل"

المكان : ساحة الحرية بخور مكسر عدن
الوصف : مجزرة دموية بشعة ، مجزرة لن تمحيها ذاكرة الايام ، ولن تزول بمرور الاشهر والسنين ، مشهدها .. دماء أريقت لتحقيق نزوات الطغيان ، وصورتها .. إجرام يندى له تأريخ الانسانية ، عشرات الابرياء استشهدوا برصاص غادر ، اطلقته بنادق المليشيات والعسكر وفوهات المصفحات والاطقم ، ليسقط فيها ابرياء مسالمون من ابناء الشعب الجنوبي ، ليس لذنب اقترفوه ، او افعال ارتكبوها ، غير أنهم كانوا ينوون التجمع لإقامة فعالية يهتفون فيها باصواتهم ، دون ان يحملوا في ايديهم اسلحة او حتى احجاراً وعصي ، لكنهم حملوا قلوباً ذات إرادة صلبة ، وايمان مطلق بالحق في العيش الكريم ، ونفض غبار المهانة والذل المفروض عليهم منذ الغزو البغيض لدولة الجنوب عام 94 .
يافع نيوز – اعد التقرير ( اديب السيد )
في مجزرة الكرامة بخور مكسر ، كان المشهد مروعاً ، العيون تنظر فلا تصدّق ، والعقول تفكر فلا تعلق ، والافواه تتحدث فلا تنطق ، الدماء الطاهرة تجري كنهراً جارياً ، وأشلاء الاحرار متناثرة كقصاصات من الورق ، ما الذي حدث ..؟ ومن أجل ماذا ..؟ لا من مجيب ولا سامع .. ! فقط رصاصات تفجر الروؤس وشظايا تخترق القلوب ، ونيران تشوي الاكباد .
تفاصيل المجزرة :
في مثل هذا اليوم الخميس ، ولكن بتأريخ 21 فبراير2013 ، كانت مجزرة الكرامة الدموية ، التي راح ضحيتها نحو 20 شهيد ، وأكثر من 120 جريح ، بعضهم اصيب باعاقات دائمة ، حين احتشد عشرات الالاف من ابناء الشعب الجنوبي الذي تعشموا عناء السفر من كل حدب وصوب للمشاركة في مليونية جنوبية جديدة ، للمطالبة باستعادة دولة الجنوب المحتلة ، ورفض لتزوير إرادة الشعب الجنوبي ، ووضع الجنوب في التسويات السياسية الجارية في صنعاء ، لكنه في المقابل ، كانت سلطات الاحتلال اليمن وازلامها تجري استعدادات سرية ، وبنية مبيتة مع سبق الإصرار والترصد ، للإنقضاض على المسالمين من أبناء الجنوب ، وإعدامهم بصورة كتلك التي تضهرها افلام " الهوليود " الامريكية ، حينما استخدمت مليشيات " حزب الاصلاح اليمني " بمساندة قوات الامن المركزي والجيش اليمني ، مختلف انواع الاسلحة لإرتكاب ملحمتهم الدموية ، ضد المسالمين الجنوبيين الذين لا يملكون غير الكلمات والهتافات .
النية المبيتة لما قبل المجزرة :
منذ عدة أیام قبل يوم المجزرة 21 فبراير ، حاولت شخصیات جنوبیة مرموقة تحذیر سلطات صنعاء من اقامة حزب التجمع الیمني للإصلاح احتفالا في مدینة عدن یوم 21 فبرایر ، لأن ذلك سيؤدي الى استخدام مليشيات الحزب القمع والقتل ضد انصار الحراك الجنوبي المسالمين ، لاسیما أن هذا الحزب منذ فترة وهو یقوم باستقدام افواجا بشریة من مناطق شمالية ، كي یقیم احتفالھ في عدن، وذلك بدعم من رجل الاعمال المعروف " حمید الاحمر" ، ومحافظ عدن "وحید علي رشید " المحسوب على الحزب نفسه .
وصباح 19 فبراير 2013م ، هددت اللجنة الامنية في اجتماعها في نفس اليوم برئاسة محافظ عدن " وحيد علي رشيد " ، الضرب بيد من حديد وعدم التساهل مع من يسعى لجر المدينة للصراعات والانفلات ، في اشارها الى ان تلك الاوصاف كانت توجهها اللجنة الامنية للشعب الجنوبي المنضوين في ثورة الحراك الجنوبي السلمية .
واشارت اللجنة الامنية في بيانها ، على انجاح فعالية حزب الاصلاح بما اسمته الاحتفال بالذكرى الاولى للانتقال السلمي للسلطة 21 فبراير ، بأي ثمن كان ، وهو الامر الذي كان ثمنه دماء اكثر من 120 شهيد كانت مليشيات وقوات الجيش اليمني تترصد لهم في شوارع مدينة خور مكسر .
واعلنت تلك اللجنة الامنية ، البدء بتنفيذ الخطة المواكبة للفعالية وبمشاركة مختلف الوحدات والاجهزة الامنية والتعامل بحزم مع ما اسمتها " الممارسات الخارجة عن القانون "، وانها اتخذت عدد من التدابير الأمنية اللازمة لفرض السكينة ولما من شانه اتاحة الفرصة للمواطنين التعبير عن رايهم في الابتهاج بذكرى انتخاب رئيس الجمهورية.
وهو البيان الذي يعد ادانة صريحة لتلك اللجنة الامنية ، برئاسة محافظ عدن ، في ارتكاب المجزرة الدموية وقتل ارواح بريئة ومسلمة ، لا تملك الا كلمات التعبير عن حقها في العيش الكريم ، ورفضها الخضوع لسلطات احتلال دموية وغاشمة ، لم يعد للتعايش معها أي مكان في قلوب كل الشعب الجنوبي .
وفي مساء لیلة 19 فبراير ، ولیلة 20 فبراير شاهد ابناء الجنوب في مدینة عدن مجامیع مسلحة تحمل اسلحة قناصة تم تسكینھا في فنادق في احیاء مدینة عدن المختلفة يتبعون حزب الاصلاح اليمني " مليشيات " .
عندها تم ابلاغ مدیر امن عدن اللواء الركن" صادق حید " بھذا الامر والشرح لھ بأن هناك عمل اجرامي یدبر ضد ابناء الجنوب ، ولكن مدير امن لم يحرك ساكناً .
عشية وصباح يوم المجزرة :
عشية مهرجان 21 فبراير2013م ، الذي كانت جماهير الجنوب تنوي اقامته في ساحة الحرية " العروض " بخور مكسر بالعاصمة عدن ، استبقت سلطات صنعاء وقواتها العسكرية المختلفة ومعها المليشيات المسلحة ، بتنفيذ مخططها من خلال حملة اعتقالات واسعة لنشطاء الثورة السلمیة الجنوبیة التحرریة في مدینة عدن ، وتواصل المخطط في مدینة كریتر من خلال اطلاق الرصاص الحي على مظاهرة سلمیة وقتل اثنین جنوبیین وجرح خمسة آخرین .
وفي عشية يوم 21 فبراير 2013 ، ايضاً بدأت السلطات اليمنية وقيادات حزب الاصلاح في عدن ، وإشراف محافظ عدن الاصلاحي " وحيد رشيد " وقائد الامن المركزي " عبدالحافظ السقاف " وناصر منصور هادي وكيل جهاز الامن السياسي لحجعدنابين ، بحشد المليشيات المسلحة ، وجنود الجيش والامن اليمني للتمركز بالقرب من ساحة " الحرية – العروض " بخور مكسر بالعاصمة عدن وإعتلى القناصون اسطح الابنية المجاورة ، وذلك رفضاً لإقامة الشعب الجنوبي مليونية جديدة ، عقب مشهد مليونية " التسامح والتصالح – 13 يناير 2013 " التي كانت الاضخم في تأريخ الجنوب .
حينها بدأت تلك القوات والمليشيات بالاستيلاء على الساحة والتمدد نحوها ، وعندما اقبلت جماهير شعب الجنوب بكل فئاتهم " نساءَ واطفالاً وشباباً ورجالاً وكهول " صباح 21 فبراير 2013م ، الى منصة الساحة ، انسحبت مليشيات وجنود الاحتلال اليمني ، ناصبين فخاً للالاف من الجنوبيين ، حتى تجمعوا في الساحة ، فباغتتهم المليشيات والقوات العسكرية اليمنية ، بإطلاق الرصاص الحي عليهم ، من مختلف انواع الاسلحة تارة ، وتارة آخرى مستخدمين الغازات السامة المحرمة دولياً لتفريق الجموع ، اضافه الى الاعتداء بالضرب بالالات الحادة عليهم وبالخيزرانات واعقاب البنادق.
سقط العشرات في البداية جرحى ، وكانت الدماء تخضب وجوههم واجسادهم ، لكن الفاجعة الكبرى ، حدثت عندما تفاجأ الحاضرون ، بان الحادثة أكبر مما تصوروه ، وشاهدوا جثث الشهداء مرمية في الساحة وفي الأزقة والشوارع المجاورة لها ، بعضهم تعرض للإعدام رميا بالرصاص بعد القبض عليه من قبل المليشيات وقوات الجيش والامن ، كما رأوا عشرات الجرحى مرميون أيضاً ، يعانون من اصابات مختلفة وفي أنحاء متفرقة من أجسادهم ، لكن الاغلبية تركزت اصاباتهم في " الرأس والعنق " ، فيما العشرات من المواطنين اقتادتهم قوات الامن والجيش الى المعتقلات المختلفة .
استقبلت مستشفيات عدن ، الجرحى وجثث الشهداء ، فاكتضت بها المستشفيات الحكومية والخاصة ، إلا أن أطقما ومصفحات اقتحمت بعضا من تلك المستشفيات وابرزها مستشفى " الجمهورية " واقتادت جرحى الى المعتقلات رغم خطورة اصاباتهم ، في مشهد وانتهاك صارخ لكل الاتفاقيات الدولية وحقوق الانسان .
موقف سلطات صنعاء :
كانت السلطات اليمنية في صنعاء ، تشاهد تلك المجزرة ، ببرودة اعصاب ، مطمئنة ان لا احد يستطيع ان يحاسبها ، بصورة تعيد مقولة الطاغية العالمي والتاريخي " فرعون مصر " عندما قال " انا ربكم الأعلى " .
وما من موقف يذكر او تحرك ، لسلطات صنعاء في ايقاف جنودها ومليشيات حزبها التكفيري المتشدد ، إلا موقف التبرير الذي خرجت بها بواق وسائل اعلام سلطات صنعاء وحزبي الاصلاح والمؤتمر اليمنيين ، مبررين تلك المجزرة الدموية بحجج واهية تارة ، وبإلقاء التهم فيما بينهم البين تارة أخرى ، في الوقت الذي تنزف فيه عدن وتدمي جراح الشعب الجنوب مجزرة جديدة تضاف الى رصيد سلطات الاحتلال اليمني المكتض بالقتل والدم والنهب والدمار منذ عشرين عاماً .
ولم يكن مفاجئا ما ظهرت به من تسمى " وزير حقوق الانسان " في صنعاء ، " حور مشهور " ، عندما اتهمت الضحية بالوقوف خلف المجزرة ، موجهه أصابع الاتهام إلى " الحراك الجنوبي " ، بل ومطلقه على الشهداء أوصافا بشعة ، وعلى شعب الجنوب صفات " الناس الداعين الى الماضي " لما قالت انه إرباك " مسيرة التطور في اليمن " .
قناة " سكاي نيوز " نشر التصريح في موقعها مساء الخميس 21 فبراير2013م أكدت وزيرة حقوق الإنسان في اليمن حورية مشهور أن مشاهد العنف التي تشهدها بعض مناطق البلاد مردها إلى وجود قوى مشدودة إلى الماضي تحاول إرباك مسيرة التطوير والتغيير في البلاد.
وسائل الإعلام اليمنية والخارجية وتزوير الحقيقة :
ليس بغريب على وسائل الإعلام اليمنية الرسمية والحزبية والمستقلة أيضا التي تمثل أساسا العدو الرئيسي (سلطة الاحتلال اليمني) أن تعمل على تزوير الحقائق وقلب الوقائع والتسويق للأكاذيب التي تستهدف من خلالها إلى إضعاف عزيمة الجنوبيين من جهة والى خداع الرأي العام الخارجي من جهة أخرى.
فقد تعاملت معظم وسائل الإعلام تلك مع احداث مجزرة الكرامة في 21 فبراير 2013م ، بكل انحطاط وتزوير، تأتي بالدرجة الأولى " قناة سهيل " وتوازيها صحيفة " أخبار اليوم " ومثيلاتها الكثير في الداخل ، لكنها أخفقت إلى حد بعيد في قلب الوقائع وعجزت عن تزوير الصورة الحقيقية للواقع ، لان كل ما جاءت بها من أكاذيب سرعان ما فضحتها التصريحات المتناقضة للمسئولين اليمنيين الذين تضاربت تصريحاتهم بشان ما حصل، بل أن الصور الحية التي استطاع الجنوبيين التقاطها لحظة الحدث كانت الأقوى من شبهاتهم الإعلامية .
بالنسبة لوسائل الإعلام الخارجية وكالمعتاد وقفت قنوات ك " الجزيرة والبي بي سي والعربية " في ذات الاتجاه الذي يعتمد ويستقي كل معلوماته من المطابخ الإعلامية التابعة للسلطة ، لكن السقوط الأخلاقي الكبير كان من نصيب مراسل البي بي سي (عبدالله غراب) الذي عمل على تزوير الحقيقة ونقل الأخبار بصورة تسيء لمكانة وتاريخ وكالة إخبارية وقناة ك"البي بي سي" .
موقف المنظمات الدولية :
المنظمات المحلية العاملة في عدن ، تابعت وكشفت تفاصيل المجزرة ، لكن المنظمات الدولية تاخرت قليلاً في إعلان مواقفها من تلك المجزرة التي اهتزت لها اركان عدن ، والجنوب بكامل مناطقه وشعبه .
وبعد برهة من المجزرة ، اعلنت أول تلك المنظمات " منظمة العفو الدولية" موقفها ، وقالت إن قوات الأمن اليمنية قامت في الجنوب بأعمال تتعارض مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وذلك بإطلاق النار على المحتجين مؤيدي الانفصال.
وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "لقد حاولت السلطات اليمنية إنهاء الاحتجاجات السلمية بالاستخدام المروع للقوة المهلكة، دون أي اعتبار للمعايير الدولية. وهذه بقعة سوداء جديدة لطخت سجل الحكومة السيئ في حقوق الإنسان" .
واضافت المنظمة بقولها : أخبر أحد شهود العيان المنظمة أن قوات الأمن كانت تقوم بتأييد مظاهرة مضادة يعتقد أن منظمها هو حزب الإصلاح عضو الائتلاف الحكومي.
ووصف شاهد العيان كيف قامت قوات الأمن باستخدام العنف في تفريق احتجاج قام به الحراك الجنوبي، حول ساحة العروض، مع قيام المحتجين ضده باحتلال المنطقة.
وقال شاهد العيان: "لم يصب شخص واحد من الإصلاح، في الحقيقة إن قوات الأمن لم تحمهم فحسب ، بل مهدت لهم الطريق ليحتلوا الساحة، بأن أطلقت النار على محتجي الحراك الجنوبي، وفرقتهم".
وأخبر العديد من سكان عدن منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن استخدمت العربات المدرعة والأفراد المسلحين في المدينة، مستبقة الاحتجاج المرتقب. وقال أحد نشطاء الحراك الجنوبي إنه كان واضحاً أن مقصد قوات الأمن هو اعتراض المظاهرة.
واضافت حسيبة حاج صحراوي: "يجب على قوات الأمن اليمنية التوقف فوراً عن استخدام القوة ضد المحتجين السلميين، واحترام حقوق حرية التعبير والتجمع. ويجب إجراء تحقيق عاجل ودقيق ومستقل ونزيه في كل الوفيات والإصابات بين المحتجين في الأيام الأخيرة".
وأشارت قائلة: "إن تحذيرات منظمة العفو الدولية لقوات الأمن اليمنية بعدم استخدام القوة غير الضرورية أو المفرطة ضد المحتجين السلميين، لم تلق آذاناً صاغية" .
اعترافات :
هدد محافظ عدن "وحيد علي رشيد " يوم 17 فبراير 2013م ، وامام شخصيات اجتماعية وعقال حارات بعدن ، التقاهم بقاعة الاستثمار بمبنى المحافظة ، باستخدام القوة مع الحراك الجنوبي ، رافضا الاستماع الى اصوات العقل بالغاء فعاليتهم التي لم تلقى أي ترحيب من قبل الاوساط في محافظة عدن ، فاضطر فيها محافظ عدن وحزب الاصلاح الى الاستعانة بمتظاهرين من مناطق شمالية ، تم استجلابهم على مدى اسبوع ، كما تم الاستعانة بالمهمشين مقابل دفع مادي " 5 الف ريال " لكل واحد منهم ، اضافة الى الباعة والمتجولين من ابناء المناطق الشمالية في عدن ، وجنود معسكرات الجيش اليمني الذين تم الباسهم لباس مدني .
وفي اللقاء اعلن وحيد رشيد عن مليونية الوحدة في 21فبراير وحث الجميع على التفاعل والحشد الجماهيري واكد على توفر الامكانيات وبمناسبة تولي الرئيس عبدربة منصور هادي رئاسة الجمهورية ، متعهداً بإقامة فعاليتهم في ساحة الحراك بخور مكسر وعلى على نهر من الدماء .
اما رئيس الدائرة الاعلامية لحزب الاصلاح بعدن " خالد حيدان " كان قد أعلن في وقت سابق عن هذه الفعالية في تصريحات صحفية باقامة الفعالية وبساحة الحراك مهما كلفهم من ثمن .
وحينها شنت وسائل اعلام الاصلاح مواقع الالكترونية ، حملة عداء شرسة للحراك الجنوبي وشعب الجنوب ، وكان الشحن الذي ابدته تلك الوسائل دعماً للجيش اليمني والمليشيات ، كفيلاً بتشجيعهم للقتل وإرتكاب مجازر بحق الابرياء من ابناء الشعب الجنوبي ، وهو ما حدث فعلاً ، وابرز تلك الوسائل " قناة سهيل – صحيفة اخبار اليوم – صحيفة خليج عدن – موقع عدن اونلاين – عدن بوست – الصحوة نت – يمن برس – مأرب برس " وغيرها من تلك الوسائل .
وفي اعتراف صريح اعترف موقع ( يمن برس ) الاصلاحي والمقرب من اللواء علي محسن الاحمر بان حزب الاصلاح هو من يقف خلف مجزرة 21 فبراير واحداث العنف في الجنوب .
وقال الموقع في تحليل نشره عقب المجزرة ، ان حزب الاصلاح ووفق خطه محكمه قام بهذا العمل حتى يستدرج تيار الرئيس البيض الى مربع العنف من اجل الاجهاز عليه واصدار قرار دولي بفرض عقوبات عليه
واضاف الموقع تمكن حزب الإصلاح الإسلامي أكبر الأحزاب السياسية في اليمن من إستدراج التيار الموالي لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض إلى مربع العنف تمهيداً للإجهاز عليه.
وذكر الموقع ان فعالية 21 فبراير التي اقامها الاصلاح بالقوة كان هدفها استفزاز الحراك الجنوبي من اجل ادخاله في مواجهة مع قوات الامن والجيش والمجتمع الدولي.
هذا وكان طالب اعضاء مستقيلين من حزب الاصلاح وهم من ابناء عدن ، بمحاسبة " محافظ عدن – وحيد رشيد " لتورطه المباشر في مجزرة خور مكسر ، اضافة اللجنة الامنية التي يرأسها ، وكذلك التحقيق ومحاسبة جميع اعضاء السلطات المحلية بعدن .
واعتبروا في بيان اصدروه عقب استقالتهم يوم 13 مارس 2013م ، وهم خمسة اعضاء في حزب الاصلاح بينهم عضوان في الاصلاح وفي السلطة المحلية بمديرية المنصورة ، ان الاصرار على الاحتفال بيوم تسلم هادي للحكم ، رغم ان هادي كانت صدرت عنه تصريحات سابقة يرفض الاحتفال في عدن ، ما هو الا يافطة مزيفة تسعى لصنع ديكتاتوريات وتمجيد اصنام ، وعدم الاستماع الى صوت العقلاء الذين حذروا من اقامة تلك الفعالية لحزب الاصلاح ، وما ستحدثه من شروخ اجتماعية وتصدعات جديدة .
مدير امن عدن يعترف :
مدير امن محافظة عدن اللواء "صادق حيد" وعقب المجزرة البشعة، ظهر مفجراً قنبلة من العيار الثقيل حينما كشف ان اللجنة الأمنية بعدن كانت قد اتخذت قرارا يقضي بمنع إقامة أي فعالية جماهيرية في ساحة العروض بعد فعالية الحراك الجنوبي التي نظمها الحراك الجنوبي بذكرها التصالح والتسامح يوم 13 يناير 2013 .
وأكد " حيد " ان قرار قرار إقامة فعالية الاصلاح " يوم تنصيب هادي رئيساً ، كان قرار سياسي اتخذ من خارج مدينة عدن ، في اشارة الى اوامر " حميد الاحمر " التي اصدرها لمحافظ عدن بضرورة اقامة الفعالية وفي ساحة الحراك .
وبتصريح "حيد" تتضح صورة ما حدث في عدن صبيحة ال 21 من فبراير ،وهو ما يعزز الروايات التي ذهبت إلى القول بان قوى النفوذ السياسية في صنعاء هي التي أمرت بإقامة هذا المهرجان في عدن وهي من تقف اذاً خلف تلك المجزرة التي لن تنسى عدن والجنوب مشاهدها المرعبة .

شهداء وجرحى مجزرة 21/فبراير /2013 :
واضافة الى قائمة الشهداء ، كان هناك أكثر من 120 جريح ، سقطوا برصاص قناصة ومليشيات الجيش في خور مكسر ، العشرات منهم ، غادروا الى الخارج للعلاج لخطورة اصابتهم وعدم توفر علاجها في عدن ، فيما لحق عدد منهم بكوكبة شهداء المجزرة بعد تدهور حالاتهم الصحية ، في حين هناك وحتى اليوم عشرات آخرين من الجرحى ، يعانون من اعاقات دائمة .
اسرة شهداء المجزرة يطالبون بالقصاص :
أسر شهداء مجزرة 21 فبراير 2013م ، طالبوا مراراً وتكراراً ، بتقديم مرتكبي تلك المجزرة ، من قيادات قوات الأمن اليمني ومليشيات حزب الإصلاح ومسئولي عدن للمحاكمات الدولية لأخذ القصاص منهم وقتل ابنائهم ، كون تلك المجزرة تأتي ضمن مجازر الابادة الجماعية التي يحتم القانون الدولي معاقبة مرتكبيها .
ووجهت اسر شهداء المجزرة الدموية نداءاتها الى المنظمات الدولية والامم المتحدة بالوقوف معهم وتقديم القتلة والمجرمين الى المحاكمة .
* نقلاً عن القضية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.