وأخيراً وصلت "الكرامة" بمسيرة راجلة الى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء بسلام ،بعد خمسة ايام من خروج راجل لثوار عروس البحر الأحمر الحديدة وبمشاركة ثوار من محافظات حجة وصعدة وعمران وتعز امتداداً للتصعيد الثوري التي دشنه ثوار تعز بمسيرة "الحياة" التي انطلقت من ساحة الحرية بمدينة تعزجنوب البلاد والتي التحمت بثوار محافظات اب والضالع وذمار وصنعاء والتي وصلت الى ذات المكان وبنفس المطالب، وبصعود الثوار في بمسيرات تأريخيه نوعية من تهامة ب "الكرامة " بعد اقل من نصف شهر من صعود تعز بمسيرة "الحياة" الى قلب البلد ،يؤكد ثوار اليمن بألا تراجع عن تحقيق اهداف الثورة السلمية والعودة بنصف ثورة .. وفي توقيت مفصلي من عمر الثورة ناجم عن فعل الحسم السياسي عبر مبادرة مرفوضة شعبيا ودخول البلد طور مرحلة انتقالية قاتمة ،ووسط مخاوف فرقاء السياسية من خروج الشعب بمسيرات راجلة من هذا النوع ،تقف ارادة السماء مع همم الثوار في كسر ما تبقى من حواجز نفسية لدى كثيرين الذين يعللون مخاوفهم بعدم جدوى المسيرات الراجلة من طراز "الكرامة" وقبلها "الحياة" في ظل الوضع الانتقالي ،ولأن الثورة فعلاً شعبياً، واسقاط النظام لن يأتي دون تصعيدي ثوري، ينجح شباب الثورة سواء المشاركين في المسيرات الراجلة او المسيرات الحاشدة التي تشهدها معظم محافظات الجمهورية وبينهما المعتصمين بساحات الحرية والتغيير في قلب مفاهيم الفعل الثوري التقليدي ،ويرسخون في الوعي العام لثقافة جديدة للتعبير عن الإرادة الشعبية الصادقة والتلقائية بعيداً عن طاولات الحوار وبمنأى عن الوصاية بشتى اشكالها واقنعتها .. الآن فقط ،علينا أن نفخر بجيل يمني جديد تمرد على واقع البلد الرث، كلما اظلمت البلد يثب بشروق مغاير للمألوف ،متجاوزاً متاريس الحرب واسوار الخوف المزنزن لتطلعات اليمنيين منذ عقود، وبفعل ثوري مستمر لأكثر من عام ،يحيل ثوار اليمن بمختلف توجهاتهم وخيارتهم الثورية ،خرافة "الزعيم الفرد " و"الرئيس الابدي" رماداً تذرها رياح التغيير ،ويخلقون واقع جديد يدخل اليمن عصر "الزعيم الشعب" ،فليذهب "الزعيم الفرد" الى الجحيم ،وليحيا "الزعيم الشعب" كل الشعب ..