لم يعد خافياً على أحد الفصول الدرامية المتتابعة للمسرحية الهزيلة التي يقودها بقايا نظام علي صالح لإيجاد فزاعة جديدة لإخافة الغرب واستمرار ابتزازهم وإيصال قناعات بأن صالح هو صمام أمان ضد القاعدة وأن رحيله سيؤدي إلى توسعها وانتشارها. ووفق هذا المنظور التآمري ضد الوطن من قبل صالح وأبناءه والتضحية بالوطن من شرقه إلى غربه في سبيل الحفاظ على كرسي اقتلعه الشعب بثورته السلمية المباركة سعى صالح وأقاربه الذين لا يزالون يمسكون بزمام الأمن القومي والجهات التي كانت مخولة بالتنسيق والتدريب والتأهيل لأفراد القاعدة لإظهارهم ساعة الاحتياج إليهم، فبعد أن سهلت فلول النظام دخول المسلحين إلى زنجبار والسيطرة عليها وعقب تراخي الاهتمام الدولي بهذه القضية كان لا بد من افتعال جبهة جديدة تثير الانتباه وتكون أكثر سرعة ودقة وأكثر لفتاً للأنظار، فقبل وصول المسلحين بأيام قامت كتائب الأمن القومي بالتنسيق والترتيب وتسهيل كافة الطرق لوصول المسلحين المنتمين للقاعدة إلى رداع ، وفور وصولهم تم التوجيه إلى قيادات أمنية نافذة بتسهيل مهمتهم وأصبحت سيطرتهم على مدينة رداع أشبه بنزهة. طعام الغداء قبل الإنطلاق في ظهيره اليوم الموعود كان المسلحون على موعد مع وجبة غداء تعينهم على تنفيذ المهمة كما يجب حيث قام الشيخ المؤتمري ( ع.ن) الأحد الماضي باستضافة المجاميع القبلية لتناول الغداء في منزله وبعدها بساعات قليلة في الثالثة عصراً رفع المسلحون شعار "القاعدة" فوق قلعة العامرية والأمر هنا لا يحتاج إلى ذكاء للربط بين الضيافة التي تلقاها المسلحون ومهمتهم المتمثلة بالاستيلاء على القلعة. ووفقاً لصحيفة أخبار اليوم فقد سبق يوم تسليم المدينة للمسلحين تحركات من الحرس الجمهوري توحي بأن هناك حدث ما سيتم في الأيام القادمة حيث قامت قوات الحرس بسحب أعداد كبيرة من قواتها المتواجدة في رداع إلى صنعاء بلباس مدني في جمعة "وإن عدتم عدنا", بينما تم تشتيت بقية الجنود على معسكر الحرس في السوادية ومعسكر الحرس في مكيراس واللذان يتبعان اللواء 26 ميكا. ولو تسنى لنا الاقتراب أكثر من المسلحين أكثر لوجدنا أن سلاحهم قد خرج من مخازن الحرس الجمهوري وهذه حقيقة لا تخفى على أحد. تسليم النقاط وإدارة الأمن واستكمالا لفصول المسرحية فقد تم إصدار أوامر لضباط وجنود أمن رداع بتسليم المواقع للقاعدة وفقاً لتصريح مصدر أمني في إدارة أمن رداع لموقع أنصار الثورة حيث أفاد أن ضباط وجنود الأمن تلقوا توجيهات صريحة بتسليم أسلحتهم وتسليم إدارة أمن المديرية للقاعدة دون أي مقاومة تذكر بل وتسهيل مهمة سيطرة القاعدة على إدارة الأمن والسجن المركزي. وأضاف المصدر أن الجنود المكلفين بحراسة نقاط التفتيش في كل من نمسان الواقعة على طريق رداعالبيضاء ونقطة الجيش الواقعة على طريق رداعذمار ونقطة النجد الواقعة بين رداع وقيفة قد تلقوا نفس التعليمات بإخلاء النقاط وتسليمها للقاعدة ، وقد استجاب الجنود لهذه الأوامر المشبوهة فيما قاوم جنود نقطة النجد وحاولوا منع سيطرة القاعدة على النقطة مما أدى إلى سقوط قتيلين. ربط أحداث رداع بما يحدث في صنعاء إلى ذلك صرح مسئول أمني كبير في محافظة البيضاء صباح اليوم الثلاثاء لموقع أنصار الثورة أن القيادات الأمنية في المحافظة تلقت توجيهات بربط ما حدث في رداع بالتطورات السياسية التي تحدث في صنعاء منوهاً أن التوجيهات صدرت بأن يتم تنفيذ المخطط لاستيلاء القاعدة على رداع وربطها بصنعاء في إشارة منه إلى إصرار شباب الثورة والقوى السياسية اليمنية على رحيل صالح. شقيق طارق الذهب ،، أخي صنيعة نظام صالح وجاء تصريح الشيخ خالد الذهب ليؤكد التنسيق الكامل بين القاعدة وأخيه طارق زعيم التنظيم في رداع مع جهاز الأمن القومي، ومع جهات عليا ومقربة من دار الرئاسة بصنعاء مؤكداً في تصريحات صحفية بأن شقيه طارق من صنيعة نظام الرئيس علي عبد الله صالح ، وأنه منسق مع وزير الداخلية السابق، مطهر رشاد المصري، ومع جهاز الأمن القومي ، مشيرا إلى أنه لو وقف جنديا واحد وقف برشاش من عيار خمسين ما استطاعت هذه الجماعات أن تسيطر على القلعة ولا على المدينة. وكشف الذهب بأن شقيقه التقى بعناصر من جهاز الأمن القومي قبيل سيطرته على رداع بأيام، وقال بأنه تحدث مع شقيقه وأخبره بأنه منسق مع الحكومة. ماذا بعد ماذا يريد صالح من اليمن ألم يكتف بما دمره خلال 33 عاماً بطريقة حكمة باللعب بكروت تبقيه في الحكم فترة أطول ها هو الآن مستعد لتخريب البلد وتسليمها لمتطرفين صنعهم ورباهم في كنفه لسنين عديدة واستطاع من خلالهم أن يقبض الملايين بحجة مكافحتهم وها هو اليوم يخرجهم مرة أخرى لإنقاذه من الرحيل الحتمي متناسياً هو وأنصار شريعته بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعود الزمن للوراء وأن صفحة صالح قد طويت بكل مآسيها إلى الأبد.