قال علي سالم البيض أمس السبت (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) إن الجنوبيين يرفضون مخرجات الحوار المنعقد في صنعاء باعتباره لم يراعِ مطالبهم في الاستقلال عن الشمال، وإن المبادرة الخليجية لم تهتم بحقوقهم ومطالبهم باستعادة دولتهم السابقة . وقال البيض في خطاب بحشد (للحراك الجنوبي) في ساحة العروض بمدينة عدن «إن الملايين الجنوبية خرجت اليوم لتسمع العالم والدول الراعية لما يسمى ب (المبادرة الخليجية) التي غامرت مغامرات غير محسوبة وجاهرت بموقفها غير المنصف في عدم مراعاة مطالب شعب الجنوب في الاستقلال والانعتاق من المحتل اليمني «. واعتبر البيض أن دول الخليج «أخطأت بالحسابات السياسية وتقدير المواقف من خلال دعمها المطلق لعصابات نظام الإحتلال اليمني وبتبنيها لممارسات الظلم والصلف لهذا النظام . وقال « لا نعتقد بأن ترضى لشعوبها هذه الدول أن تواجه نفس المصير «. ووصف البيض الدول الراعية للمبادرة الخليجية وموقفها من شعب الجنوب قائلاً «ونجد هذه الدول تتلكأ في مواقفها بالاعتراف بشرعية نضال شعب الجنوب المشروع على الرغم من سَبقه بسنوات ما يسمى بالربيع العربي الذي حظي بالمباركة السريعة وإضفاء الاعتراف الرسمي بشرعيتهم الثورية». ودعا البيض الدول الراعية للمبادرة الخليجية وجميع أعضاء مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأوربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى «وقفة مراجعة جادة ومسئولة وإدراك استحالة فرض حلول جاهزة تتنافى مع تطلعات الجنوبيين في الحرية واستعادة دولتهم المستقلة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)». وقال البيض «لا مساومة ولاتراجع عن حق شعبنا في الحرية والاستقلال واستعادته لهويته الجنوبية ودولته المستقلة ولاتفريط في تضحياته الجسيمة». وقال «إن محاولة فرض حلول جاهزة على شعبنا من خلال مخرجات (مؤتمر الحوار اليمني) وبقية بنود المبادرة الخليجية سوف لن يُعترف بها مطلقاً طالما وتجاهلت قضيتنا، وقد قال شعبنا رأيه فيها وعبر عن رفضها من خلال مليونيات عديدة وسيكون مصيرها الفشل الحتمي». وجدد البيض تمسك شعب الجنوب بالمطالب التي تم رفعها بخطابنا لأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر مستشارها جمال بنعمر، أثناء انعقاد لقاء دبي في مارس 2013 التي تؤكد على التمسك بالمواقف السياسية التي قدمتها مكونات الثورة الجنوبية في الداخل للبعثات الدولية والإقليمية. واعتبر إصرار الجنوب على التحرر من الشمال هو «بسبب ما يقوم به البعض ممن يتحركون كدمى بأصابع مشايخ الإرهاب ومتنفذي النظام العسكري المتخلف لقهر شعب الجنوب والوقوف أمام تطلعاته المشروعة». وكان البيض وقع مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح اتفاقية الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار بعد مفاوضات شاقة بين الجانبين، لكن سرعان ما اندلعت حرب أهلية في صيف 1994 بين الجانبين أدت إلى شرخ في الوحدة اليمنية .