هكذا يواصل اليمنيون ثورتهم فمن جمعة إلى أخرى وهم يمضون على طريق انتفاضتهم المرسومة ضد نظام اغتصب الحكم لثلاثة عقود ونيف ، عاش اليمنيون فيها أسوأ ما يعيشه شعب بظل سلطة ترى الكرسي ملكاً لها وحقاً تورثه لمن تشاء. جمعة "صناعة التاريخ" هذا الإسم الجديد لجمعة جديدة احتشد فيها ثوار اليمن وثائراته في أكثر من 18 ساحة من ساحات الحرية وميادين التغيير وفي عموم محافظات الجمهورية ، ويأتي اسمهم هذا ليوحي للجميع بأن أحرار البلد وحرائره هم وبنضالهم وبكفاحهم من صنعوا تاريخاً مشرقاً للبلد تاريخاً لا مكان فيه لمغتصبي الحكم ولا في صفحاته سطور للمتربصين بالوطن والخائنين لسيادته. شارع الستين الذي يكتظ بثوار وثائرات العاصمة في كل جمعة لم يكن ببعيد ذلك المنظر الجماهيري المهيب ،فقد شهدت جمعة "صناعة التاريخ" مئات الآلاف من المصلين من العاصمة ومن محافظات مجاورة لها ،مؤكدين في جمعتهم هذه بأن بناء اليمن الجديد الذي حلُم به ويحلم به كل اليمنيون قد أوشك على التشكل مكررين تأكيدهم على استمرارهم في ثورتهم إلى تحقيق آخر هدف من أهداف الثورة. خطيب جمعة شارع الستين فؤاد الحميري اعتبر مثل هذا اليوم 3 فبراير من العام المنصرم 2011 يوماً يحق لليمنيين تذكره فقد كانت اليمن على موعد مع أكبر تظاهرة عرفها الوطن حتى تاريخه تظاهرات "مشتركية النداء شعبوية الإجابة"، شكلت رحما تخلق في أحشائه جنين الثورة الذي ما لبث أن خرج مكتمل الشباب غير مضطر لرعاية ووصاية. الشاعر والقيادي الثوري قال بأن انتخابات21 فبراير ليست انتخابات تنافسية لأنها ليست فعلا سياسيا بل فعلا ثوريا، يسقط نظاما أكثر من أن يختار رئيسا ،معتبراً هذا اليوم "يوم حرية وانتصار لليمن وللجنوب خاصة" . ووصف الحميري يوم 21 فبراير ب"يوم الفصل ويوم الزحف" لأنه يوم إنهاء نظام قديم وبناء نظام جديد ميني على أساس الدولة المدنية التي يطلبها اليمنيون. داعياً أبناء الشعب اليمني للمشاركة الفاعلة في انتخابات هذا اليوم استكمالا لإسقاط النظام و من تعاطفوا مع الثورة بصمتهم عليهم أن ينصروها بصوته. في عدن حيا خطيب جمعة (صناعة التاريخ) أبناء عدن وكل الساحات في عموم الوطن الكبير الذين صنعوا يوم الثورة 3 فبراير الذي نحتفي به اليوم. وقال الشيخ/ فهد القاسمي :"إنكم يا ثوار عدن قد أثبتم على مدى عام مضى أنكم الأصلب عودا والأقوى همة، وبثباتكم في ساحات الثورة السلمية، حققتم أعظم إنجاز لليمن بترحيل الطاغية علي صالح". ودعا الخطيب كل الثوار في عموم الساحات إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة، ومواصلة الثورة، ثورة بناء اليمن الجديد. موضحا أن يوم 21 فبراير يوم الانتخابات الرئاسية سيكون حدثا هماما ولابد من إنجاحه، ليس لأنه جزء من المبادرة الخليجية بل لكونه آخر مسمار في نعش الطاغية، وفيه نهيل التراب على عهد الفساد والاستبداد الذي خرجت جماهير الشعب اليمني لتحقيقه. وعقب أداء الآلاف من ثوار عدن لصلاة الجمعة في ساحة الحرية ، أكدت اللجنة التنظيمية على موعد الفعالية الكبرى التي ستقام عصر اليوم في شارع المعلا الرئيس، للاحتفاء بمرور عام منذ انطلاق الثورة الشبابية في عدن وعموم محافظات الجمهورية، داعية الجميع للاحتشاد بهذه المناسبة الغالية. وشهدت محافظة الضالع في جمعة "صناعة التاريخ" مسيرة في دمت عقب الجمعة سبقتها مسيرة صباحية في جبن دعتا لإنجاح انتخابات 21 فبراير وبناء اليمن الجديد. وفي المسيرتين اللتين جابتا الشارع العام في دمت وجبن رفع المتظاهرون شعارات وهتافات أكدت على استمرار النهج الثوري حتى تحقيق كامل الأهداف التي خرج الشباب وناضلوا من أجلها طيلة الأشهر الماضية . كما دعا المشاركون في المسيرتين لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة وبناء اليمن الجديد. "صنعاء" "عدن"