تخوض السلطات اليمنية معركة ترقيعيه في محاولة لتحسين المطارات وجه اليمن الممتلئ بتجاعيد ثلاثة عقود من الإهمال، فيما تستمر الجهود لحماية مطار الحديدة من النافذين وإعادة تشغيل مطار مأرب حتى يكون منفذا لإقليم سبأ وسط البلاد. يقول المغترب اليمني في دولة خليجية عبدالقوي مهيوب عبده ان مطار صنعاء يمتلك فقط صالتين صالة للمغادرة وأخرى للإستقبال، وينتظر الناس المستقبلون في العراء، فيما يفتقر المطار لأبسط الخدمات، ويضيف في حديثه للناس" عليك ان تقف في طابور اذا احتجت للحمام، فيما يمثل مطار دولة صغيرة كدولة البحرين مدينة متكاملة بالمرافق والسوق ومواقف كبيرة للسيارات". تعتبر المطارات والمنافذ الجوية مكونا أساسيا في عملية الاستثمار وحلقة وصل بين مراكز الإنتاج ومناطق الاستهلاك، ووجه الدول لمقابلة العالم، لكن مطارات اليمن أضحت محل قلق دولي خاصة بعد حادثة الطرد الشهير الذي كان يستهدف الولاياتالمتحدة، قيل حينها ان مصدره اليمن وما زال الشحن الجوي اليمني تحت الحظر في أوروبا وأمريكا وبريطانيا الى اليوم. يصدمك تصريح لوزير النقل السابق يتحدث فيه عن الإرتقاء وارتفاع عدد المطارات الدولية من 3 مطارات منذ تولي صالح زمام الأمور في البلاد الى 11 مطاراً يقول انها دولية، لكن المتأمل لأغلبها يجد أنها تفتقر لأبسط المواصفات وهذه المطارات هي، صنعاء، عدن، المكلا، الحديدة، تعز، سيئون، سقطرى، الغيظة، صعدة، عتق، مأرب. ترقيع مطارات صنعاءوالمكلا.. وسبأ بلا مطار وحده حامد فرج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني ظل يبشر بقدوم مطار صنعاء الدولي الجديد لأكثر من عشرة أعوام، كان الرجل يتحدث لصحيفة محلية انه يتوقع أن يتم استلام مشروع المطار الجديد في 2009م بعد أن تم تسليمه لشركة صينية في العام 2006 م. وبالنسبة لمطار صنعاء الحالي فقد لجأت السلطات لتوسيع صالة المغادرة والوصول وسيتم افتتاحها الشهر المقبل, ويستقبل المواطنون أهاليهم المغتربين في العراء حيث لا يوجد لديهم حتى كراسي للجلوس. يقول فرج انه سيتم خلال النصف الاول من هذا العام افتتاح التوسعة الجديدة التي نفذتها الهيئة في صالة المغادرة والوصول بمطار صنعاء الدولي بتكلفة 250مليون ريال بتمويل ذاتي من الهيئة. وفي حضرموت بدأ مشروع توسعة مطار المكلا "الريان" الدولي اعماله في ديسمبر الماضي بتكلفة إجمالية بلغت 6.127.258 دولاراً بتمويل من البنك الدولي يشمل مبنى جديد بمساحة 2500 متر مربع يتكون من طابقين يتضمن صالة مغادرة وصالة وصول للركاب بكامل خدماتها بالإضافة إلى أعمال رصف لمواقف السيارات وأعمال كهربائية في إنارة المدرجات وتوريدات وتركيب أجهزة اتصال للمطار وتركيب أجهزة مراقبة ومدة التنفيذ للمشروع 16 شهراً. وبالنسبة لمطار سيئون فقد اكدت الهيئة العامة للطيران انها ستفتح مبنى الركاب للمطار في سبتمبر المقبل وبكلفة مليار و200 مليون ريال بتمويل من الهيئة. وفي إقليم سبأ وسط البلاد والذي يضم مأرب والجوف والبيضاء، حيث ما يزال المطار الوحيد خارج نطاق الخدمة وسط تجاهل الجهات المعنية، يقول الدكتور قاسم بحيبح انه لم يعد قائما من المطار إلا مبنى صغير آيل للسقوط وسور شبكي يحيط بأقل من نصف الأرض التي كانت مخصصة له بعد أن توقفت الرحلات وأهمل ولم يجدد أو تقوم مباني حقيقية رغم الوعود بالمناقصات الوهمية التي كنا نسمع أنها ستصرف لسفلتة المطار واستكمال مبانيه وانتظام رحلات داخلية له أخرها كان في عام 2005 لكنها كانت مجرد وعود. ويقول بحيبح ان مطار مأرب كان يعمل بكفاءة عالية ومنتظمة في منتصف السبعينات في عهد الراحل الملهم إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه الذي ارتبط اسمه بكل ذكرى جميلة عند اليمنيين وكان المطار ينقل السياح والوفود والمواطنين من والى صنعاء في رحلات منتظمة قبل أن يتوقف العمل فيه منذ أكثر من ربع قرن. مطار تعز و6 ملايين نسمة يعتبر مطار تعز الدولي أول مطار في اليمن حيث تأسس عام 1950م بالجهة الغربية للمحافظة تعز وفي عام 1967م تأسس المطار في منطقة الجند وافتتح رسمياً عام 1970م حيث صمم المطار بممره الشرقي- الغربي ويعتبر وأحد أهم المطارات الحيوية والهامة العاملة بالجمهورية وقام بدور هام ومتميز في الدفاع عن الثورة والوحدة. ويعتبر مطار تعز المطار الذي يستفيد منه أعلى نسبة سكانية في محافظتي إبوتعز، وتعرض لمشاكل واهمال كبير أبرزها قضايا اراضي المالكين من المواطنين المخصصة لتوسعة المدرج، قبل أن يتم حل الإشكالية بشراء الأرض بداية العام الجاري بأكثر من 3 ونصف المليار ريال. مدير عام مطار تعز عبد السلام الارياني قال ان العمل بدأ في تسوير المساحة المخصصة لتوسعة مدرج مطار تعز، ونقل موقع سبتمبر نت عن الإرياني انه تم شراء اراضي من المالكين من المواطنين بمنطقة الجند لتوسيع مطار تعز الدولي بقيمة 3 مليارات و658 مليون ريال. وحسب الإرياني تبلغ كلفة مشروع توسيع مطار تعز 50 مليون دولار سوف يتم تمويلها من صندوق النقد العربي الكويتي بتمويل حكومي تشمل حقل للطيران، والممر الجديد المدرج الشرقي - الغربي للمطار، والمبني الفني ومبنى الكهرباء وحقل الاتصالات والاجهزة الملاحية بالاضافة الى الاضاءة لتمكين المطار من العمل ليلاً ونهاراً، كما يشمل المشروع الممر الموازي وموقف الطائرات ومبنى الركاب والخطوط المؤدية للمبنى. واضاف ان توسعة المطار ستخدم اربع محافظات هي تعزوإبولحج والضالع كما سيتمكن من استقبال طائرات اكبر حجماً وسيعمل على مدار الساعة ليخدم اقليم الجند الذي يبلغ تعداد سكانه اكثر من 6 ملايين مواطن بالاضافة الى محافظتي لحج والضالع. الحديدة مطار يفتش عن مستقبل مطار الحديدة تعرض خلال الفترة الماضية للإعتداءات والإستحداثات على الأراضي التابعة له من قبل منتسبي الوحدات العسكرية المتواجدة في المطار وبعض المتنفذين المدنيين. هيئة مكافحة الفساد اقرت استكمال أعمال تسوير حرم المطار، ووضع المعالجات اللازمة بما من شأنه الحفاظ على المصلحة العامة وعلى مصالح المطار والخطط التطويرية المستقبلية، وأكدت استمرار إجراءات التحري والتحقيق والرصد للمعتدين على أراضي مطار الحديدة من العسكريين والمدنيين والجهات المعيقة لأعمال التسوير ورفع المخالفات وكذا التحقيق مع من يثبت اعتداءهم على أراضي حرم المطار أو من يقومون بتسهيل الاستيلاء عليها. وفي ابريل المنصرم استأنف فريق هندسي من الإدارة العامة للإنشاءات بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد العمل في مشروع تسوير حرم مطار الحديدة الدولي بعد توقف لمدة عام كامل، وحسب مدير عام الإنشاءات بالهيئة المهندس أحمد صالح القلفاني إن إستئناف العمل في أعمال التسوير ستشمل الجهتين الشرقية والغربية ووضع سياج شبكي أمني متعرج لمنع دخول أي أشخاص او استحداث أي بناء باتجاه المطار. الحظر الدولي ما يزال قائماً على الشحن اليمني تسعى اليمن جاهدة لرفع الحظر الجوي المفروض على الشحن الجوي من قبل عدة دول، حيث ما يزال الحظر قائماً لدى أوروبا وأمريكا وكندا. وزير النقل أشار العام المنصرم خلال مشاركته في مؤتمر دولي الى ان قضية الطرود لا تعني أن هناك خللا في المطارات اليمنية وإنما خللا في تبادل المعلومات الأمنية الاستخباراتية مع جميع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب. و شدد على إن الإجراءات الأمنية المنفذة في جميع مطارات اليمن هي نفس تلك الإجراءات التي يتم تنفيذها في جميع مطارات العالم بما فيها أمريكا وأوروبا تماشيا مع متطلبات وقواعد الملحق السابع عشر لاتفاقية شيكاغو لحماية الطيران المدني من أفعال التدخل غير المشروع كما أن المعدات الأمنية التي تستخدم في مطارات اليمن تم شراؤها من كبرى الشركات الرائدة في مجال الأجهزة الأمنية العاملة بالمطارات". وفي زيارة الوفد اليمني لبريطانيا في محاولة لرفع الحظر أكد أن اليمن على ثقة بأن الإجراءات المطبقة هي أعلى كفاءة من الإجراءات المتخذة من بعض المطارات الدولية المجاورة، ونظرا للتهديدات الأمنية المحيطة اضطرت اليمن إلى رفع كفاءة تلك الإجراءات. ونجحت اليمن في إقناع عدد من الدول العربية والأسيوية في رفع الحظر، الا انها أمام معركة مع الدول الكبرى لرفع الحظر وما تزال الوفود تزور المطارات للتأكد من إجراءات السلامة وفقا للمعايير الدولية. عن صحيفة الناس