مدير عام مطار تعز الدولي:قبل الوحدة كان من المستحيل توسعة المطار بسبب ضرورة مرور خط الهبوط والإقلاع على خطوط التماس الحديث عن مطار تعز الدولي لاينحصر عند مجرد أرقام وتوسعات وكوادر وزيادة رحلات فحسب.. إنه يأخذ بعداً آخر واسع المدى وعميق الدلالات الإنسانية والاقتصادية والمعرفية ،بل وسياسية وحضارية في المقام الأول اتصلت في مجملها وانطلقت من مدينة تعز الحالمة التي تعيش أفراح العيد العشرين لقيام الجمهورية اليمنية.. فهو المطار الأول في المحافظات الشمالية وانطلاقاً من مدينة الحالمة ومدرجه الاسفلتي حلقت أحلام رجالات البلد الأوائل من أسسوا المداميك الأولى لاقتصاد البلد وعادوا برفقة رواد العلم والثقافة والسياسة عبر طائر معدني إلى ذات المدرج مثقلين بالشجن وعبق الانتماء لهذا الوطن الكبير. الحديث عن مطار تعز في هذه الذكرى العشرين لقيام الجمهورية اليمنية لاشك مفعم بدلالات شتى يكشفها هذا الحوار مع المهندس عبدالسلام الإرياني- مدير عام مطار تعز الدولي.. فتعالوا معنا. نبذةتاريخية .. بداية هل من نبذة موجزة عن المطار منذ تأسيسه وماالحاجة لتوسعته؟ يعتبر مطار تعز الدولي أول مطار في اليمن وأحد أهم المطارات الحيوية والهامة العاملة بالجمهورية وقام بدور هام ومتميز في الدفاع عن الثورة والوحدة الخالدتين, وتأسس مطار تعز عام 1950م بالجهة الغربية لمحافظة تعز وفي عام 1967م تأسس المطار في منطقة الجند وافتتح رسمياً عام 1970م حيث صمم المطار بممره الشرقي- الغربي منذ افتتاحه لاستقبال جميع أنواع الطائرات آنذاك وعند قيام الخطوط الجوية اليمنية بتحديث اسطولها الجوي وإدخال الطائرات ذات الطرازات الكبيرة للخدمة مثل طائرات البوينج كان لابد أن يواكب ذلك القيام بتحديث المطار ونظراً لامتداد ممر الهبوط والإقلاع من الشرق إلى الغرب لم تتمكن هيئة الطيران من تحديثه وتوسعته بسبب نقاط التماس التي كانت قائمة بين شمال وجنوب الوطن سابقاً وبفضل الوحدة المباركة التي نحتفل اليوم بعيدها ال20 صار من الممكن تنفيذ مشروع المطار الجديد فصدرت توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية(حفظه الله) للحكومة بتنفيذه فقامت الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد بإعادة الدراسات والتصاميم التي تم إخضاعها للمزيد من الفحص والتدقيق من قبل خبراء الهيئة ومنظمة الطيران العالمية ال ICAO بالاشتراك مع خبراء من شركة مطارات شارل ديجول الفرنسية التي قامت بإعداد دراسة فنية متكاملة لبناء مطار حديث وجديد عام 1985م ثم إخراجها بصورتها النهائية للتنفيذ. توسعة المطار .. كم تبلغ المساحة الإجمالية المطلوبة لتنفيذ مشروع توسعة المطار؟ سيتم تنفيذ مشروع المطار الجديد على مساحة إجمالية مقدرة ب 160.000قصبة هدوية 12*12 ذراعاً بما تساوي 4.656.600م2 قابلة للتوسعة في حرم المطار وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين الأولى المتمثلة بإنشاء حقل الطيران المكون من ممر هبوط وإقلاع وممر مواز إضافة إلى برج المراقبة الجوية ومحطة الإطفاء والإنقاذ ومحطة الكهرباء والمبنى الفني, أما المرحلة الثانية فتتكون من المباني ومرسى الطائرات وطرق الخدمات وبقية مرافق المطار الأخرى حيث صدرت التوجيهات من قبل الأخ رئيس مجلس الوزراء للبدء في الإعداد لهذه المرحلة. .. إلى أين وصل مشروع المطار؟ لم يبدأ تنفيذ المشروع على الطبيعة حتى الآن رغم توفر التمويل المقدم كقرض ميسر من الصندوق العربي للإنماء والمقدر ب26 مليون دولار ومساهمة الحكومة اليمنية ب8 ملايين دولار بسبب عدم توفر الأرض الكافية للتنفيذ.. وبهذا الصدد فقد قامت الهيئة العامة للطيران ممثلة بالأستاذ حامد أحمد فرج- رئيس مجلس الإدارة الذي يولي مطار تعز اهتمامه ورعايته الخاصة بإنجاز العديد من الخطوات والإجراءات المطلوبة على الصعيدين المكتبي والميداني استعداداً للبدء بتدشين العمل على الطبيعة وتمثل ذلك بالآتي: - الانتهاء من أعمال إعداد الدراسة والتصاميم وتحديد الأعمال التي سيتم تنفيذها بالمرحلة الأولى بالتعاقد مع مكتب متخصص والمتمثلة بإنشاء حقل الطيران سبق أن ذكرناه. - الانتهاء من إعداد فحوصات التربة والمسوحات الديموغرافية. - الانتهاء من إعداد شروط التأهيل للمقاولين الراغبين في التقدم لتنفيذ المشروع والإعلان عنها عبر الصحف والبت فيها. - الانتهاء من إعداد شروط التأهيل للشركة الاستشارية وإنزال المناقصة لاختيار الاستشاري. - تشكيل الوحدة التنفيذية الخاصة بالمشروع. - الانتهاء من أعمال الدراسات والتصاميم الخاصة بإنشاء سور المطار الجديد والبدء فعلياً بأعمال التسوير بمطلع العام الجاري 2010م. ونتيجة لمعوق عدم توفر الأرض صدرت توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية للحكومة بتعويض المواطنين الداخلة أراضيهم بنطاق المشروع واعتماد مبلغ التعويض للمساحة المطلوبة المقدرة ب ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون يتم التعزيز بها بنظر المحافظة على دفعات وقد تم حتى تاريخ هذا إنجاز صرف تعويضات لمستحقيها بمبلغ وقدره بما يزيد عن مليار ريال مقابل مساحة قدرها 61637.75 قصبة هادوية ولجنة التعويضات مستمرة في مهامها وأعمالها حتى التاريخ. إنجاز .. ماهي المشاريع التي جرى تنفيذها خلال السنوات الماضية ؟ تم في الآونة الأخيرة القيام بالكثير من أعمال التحسينات بمبنى المطار ومبنى الركاب لمواكبة الزيادة المستمرة في عدد الرحلات والركاب المسافرين لتصبح الطاقة الاستيعابية لمبنى الركاب حالياً من 200.000 إلى 500.000 راكب في العام الواحد. حيث تم تنفيذ الكثير من المشاريع الهادفة إلى تحديث المطار الحالي وبنيته التحتية لضمان تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات سواء لحركة الطائرات أو جمهور الركاب المسافرين ولعل أهم تلك المشاريع في مجال الإطفاء والإنقاذ تم توريد وتشغيل عربة إطفاء كبيرة وكناسة تنظيف الممرات مع مزود مياه. وفي مجال الملاحة الجوية والاتصالات تم توريد وتركيب محطة الأجهزة الملاحية الجديدة المساعدة للهبوط والإقلاع الDVOR-DME وكذا توريد وتشغيل أجهزة التسجيل الوثائقية إلى جانب العاملة حالياً وكذا منظومة اتصالات الA.F.T.N المربوطة بالمركز وجميع المطارات وفي مجال الارصاد الجوية تم توريد وتشغيل محطة رصد جوية اتوماتيكية إلى جانب المحطة التقليدية وفي مجال الكهرباء تم توريد وتشغيل عدد اثنين مولدات كهربائية قوة كل مولد K.V.A350 ..وفي مجال مبنى الركاب ونتيجة للنمو الملحوظ والمتزايد في عدد الركاب المسافرين فقد تم توسيع صالة الوصول الدولية وتوسيع صالة إجراءات السفر وإنشاء صالة مغادرة داخلية منفصلة عن الصالة الدولية وتوفير الكراسي الخاصة بانتظار الركاب وتوزيعها على تلك الصالات.. وعمل صيانة لممر هبوط وإقلاع الطائرات وتقوية المرسى بطبقة اسفلتية جديدة. .. ماقوام وكفاءة الكادر الفني والإداري للمطار؟ عدد القوى العاملة بالمطار بلغت 262 موظفاً وموظفة موزعين على مختلف الجهات العاملة بالمطار من جمارك وجوازات وأمن وحجر صحي وحجر زراعي وآثار وتموين طائرات.. وغيرها من الجهات المنتدبة إضافة إلى كوادر هيئة الطيران من مراقبين جويين وارصاد وخدمات الإطفاء والإنقاذ والخدمات الأرضية ومهندسين فنيين اتصالات وكهرباء. جميع هذه الكوادر والأطقم العاملة بالمطار مدربة ومؤهلة تقوم بتنفيذ ومباشرة مهامها وواجباتها كل في مجال اختصاصاتها والتنسيق فيما بينها تجسيداً لمبدأ العمل بروح الفريق الواحد بهدف تقديماً أفضل الخدمات لحركة الطيران وجمهور الركاب المسافرين. توسيع خارطة الرحلات .. ما خارطة الرحلات في المطار ؟ بلغ عدد الرحلات الواصلة والمغادرة عبر المطار (56) رحلة واصلة ومغادرة بالأسبوع الواحد من تلك الرحلات 10 رحلات دولية مباشرة عبر المطار إلى كل من القاهرة – جدة – الرياض- جيبوتي وبانتظار تدشين خط إلى الاسكندرية وخط آخر إلى الدمام وهذا إضافة إلى الخط الذي تم توقيفه مؤقتاً عبر السعيدة إلى المدينةالمنورة إلى جانب تدشين رحلتين أسبوعيتين لكل من القاهرةوجدة. .. سمعنا قبل عدة أشهر عن ثمة فكرة لتحويل المطار إلى منطقة البرح ما الحكاية بالضبط؟ مطار تعز يتميز بموقعه الاستراتيجي تتوسطه أربع محافظات تشكل كثافة سكانية كبيرة هي محافظات تعز _ إب _ الضالع وأجزاء كبيرة من محافظة لحج إضافة إلى الصرح الاقتصادي والصناعي بالمحافظة وكذا تنوع وتعدد الأماكن الأثرية والسياحية كل تلك عوامل لها أثر كبير في زيادة الحركة الجوية عبر المطار ولكي يواكب المطار ذلك من الضروري بل صار مفروضاً إنشاء المطار الجديد لذلك كان محط اهتمام القيادة السياسية بالمشروع وتضمن البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله. .. كيف تقارن عدد الرحلات في هذه الأعوام و ماكانت عليه في الثمانينيات ؟ أفهم ماترمي إليه في هذا السؤال لمعرفة تراجع عدد الرحلات حالياً عما كان عليه منذ افتتاح العمل في المطار في العام 1970 وحتى العام 1990م لا سيما في فترة الثمانينيات وهذا لا ذنب فيه للمطار ولكن هناك أسباب عدة توافدت مع بعضها أهمها أزمة الخليج التي أعادت المغتربين إلى بلادنا بعد أن كان معظمهم يتوجه إلى الخليج ويعود عبر مطار تعز لأسباب وفرة السيولة لديهم من ناحية ورخص سعر التذاكر من ناحية أخرى إضافة إلى قوة عملتنا اليمنية آنذاك. أما الآن فهو العكس تماماً من ذلك بل وان شركات النقل البري الجماعي المكثفة في البلاد سحبت ماتبقى من المغتربين الحاليين في السعودية كما أن عدم انضباط مواعيد شركة الطيران هو من بين أسباب تدني الرحلات. .. كيف ومتى تشكلت لجنة التعويضات ؟ في أواخر العام 2007م تشكلت اللجنة الفنية لمراجعة التعويضات لملاك الأراضي الخاصة بمشروع مطار تعز بناءً على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بعد ظهور عوائق ملكية الأرض أمام تعثر توسعة المطار وقد تشكلت اللجنة من كل من وزير المالية – رئيس اللجنة الوزارية وعضوية كل من وزير العدل ووزير الأوقاف ووزير الإدارة المحلية ووزير النقل ورئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة ورئيس هيئة الطيران.