أطلقت مليشيات الحوثي مساء اليوم الجمعة الرصاص الحي والمفرقعات في أجواء مدن يمنية مختلفة من بينها العاصمة صنعاء، تحت مبرر الاحتفال بذكرى المولد النبوي. وأطلق المسلحون من نقاطهم داخل أحياء وشوارع العاصمة ومن بعض المواقع والمنازل التي تمركزوا فيها عقب اجتياحهم للعاصمة صنعاء، الرصاص الحي في الهواء مستخدمين في ذلك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وهذه ليست المرة الأولى التي يرعب فيها المسلحون أبناء العاصمة بإطلاق النار، حيث احتفوا في سبتمبر الماضي باحتلالهم للعاصمة وإسقاطهم لمؤسسسات الدولة، إضافة إلى إطلاقهم النار والألعاب النارية في مناسبات أخرى ك"عيد الغدير". وتزامن اطلاق النار في العاصمة مع عرض رسمي لجماعة الحوثي المسلحة في محافظة صعدة، والتي تعد مقر إقامة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. وبثت وسائل إعلامهم المختلفة عرضاً لمسلحيهم وهم يرتدون زياً رسمياً خاصاً بهم. وذكرت قناة "المسيرة" التابعة لهم إن العرض للجان الأمنية التي ستنظم احتفالهم بذكرى المولد. وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء عقب التزام وحدات من الجيش موقف الحياد، كما أجبروا الرئيس عبدربه منصور هادي على دمج مسلحيهم في مؤسستي الجيش والأمن. وكانت الأيام الماضية موسماً للجماعة جنت فيه مئات الملايين، بابتزاز التجار والمواطنين العاديين والسلطات الرسمية بفرض مبالغ مالية طائلة، مقابل تغطية نفقات الاحتفال بالمولد الذي ينظموه. ورصد "أنصار الثورة" أماكن مختلفة أطلقت منها مليشيات الحوثي الرصاص الحي، منها مناطق في شمال العاصمة بالجراف، وأحياء في الجهة الغربية المحاذية لجامعة الإيمان. ومارس المسلحون الحوثيون القادمون من محافظات مختلفة انتهاكات عدة اخترقت الهدوء المعهود للعاصمة، وسُجلت ضد مليشياتهم مئات الانتهاكات كالنهب والقتل والاختطاف وغيرها. وأثار إطلاق النار والألعاب النارية في أجواء العاصمة الرعب في نفوس المواطنين، في وقت كانت وزارة الداخلية اليمنية قد وجهت بمنع إطلاق الألعاب النارية حتى في مناسبات الأعراس. ومنذ سيطرتهم على مدن يمنية مختلفة مارست مليشيا الحوثي انتهاكات عديدة لم يسبق أن شهدتها الساحة اليمنية خلال أي صراع سياسي، حيث فجر الحوثيون عشرات المنازل وأزهقوا أرواح مئات اليمنيين بينهم أطفال ونساء، كما اعتقلوا العشرات، واقتحموا المؤسسات الحكومية ونهبوا محتوياتها ومحتويات المعسكرات.