احتشد الآلاف من شباب «الثورة» التي شهدها اليمن، أمس، في جامعة صنعاء، وسط العاصمة، لإحياء الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة الكرامة، التي توافق اليوم الأربعاء ال18 من مارس (آذار)، بسلسلة بشرية صامتة بحرم جامعة صنعاء تحمل صور الشهداء، وكانت قد دعت لها الحركة الطلابية مطلع الأسبوع الحالي. وشاركت فيها جميع الحركات الثورية لمشاركة جميع شباب الثورة في جميع المحافظات بما يسمى مجزرة «جمعة الكرامة» التي قتل فيها العشرات من المتظاهرين ضد نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 2011، في الوقت الذي أفرجت فيه جماعة الحوثي المسلحة عن 3 من قيادات الإصلاح بعد اختطافهم من أمام أحد المقرات التابعة لهم وسط العاصمة صنعاء والإفراج عن أحدهم قبل أيام. وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إن «جماعة صنعاء شهدت انتشارا كثيفا للمسلحين الحوثيين وبساحة التغيير وقاموا بإغلاق جميع منافذ الجامعة والشوارع المؤدية إليها منذ الصباح الباكر». ومنذ الصباح الباكر توافد طلاب جامعة صنعاء للمشاركة في السلسلة البشرية التي تمتد من ساحة «التغيير» إلى جامعة صنعاء وحتى معرض صور شهداء مجزرة جمعة الكرامة الذي حدد مكان إقامته في فندق صحارى خلف الجامعة في حين أغلقت جماعة الحوثي المسلحة جميع الشوارع والطرق المؤدية إلى ساحة التغيير بجامعة صنعاء، حتى كتابة الخبر، تجنبا للتوافد الكبير الذي ستشهده الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة الكرامة، وهو ما يخشاه المشاركون بان المسلحين الحوثيين يريدون قمع المسيرة المقررة لإحياء الذكرى الرابعة. ورفع المشاركون في السلسلة البشرية كثيرا من اللافتات المنددة بالمجزرة ورفض الانقلاب الحوثي وما وصفوها بمخططات القتل المستمرة والاعتقالات والملاحقات التي تقوم بها جماعة الحوثي المسلحة. وتعتبر مجزرة جمعة الكرامة هي النقطة المفصلية للتحول في الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الأمر الذي شهدت بعدها انشقاقات عن نظام حكمه من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين، ومن أبرزهم كان اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع بالجيش اليمني حينذاك، وسقط فيها أكثر من 50 قتيلا ومئات الجرحى برصاص رجال أمن وموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح أثناء احتشادهم بساحة التغيير للمطالبة بإسقاط النظام حينذاك في 18 مارس 2011.