أفادت مراسلة الجزيرة في تونس بأن ثمانية قتلى -بينهم تونسي- سقطوا وأصيب ستة آخرون في الهجوم المسلح على مجمع يضم مبنى البرلمان والمتحف الوطني بمنطقة باردو، في حين أكدت وزارة الداخلية إجلاء أغلبية المحتجزين من السياح قائلة إن العملية مازالت متواصلة. وأضافت أن قوات كبيرة من الأمن تطوق مكان الهجوم في ساحة باردو بالعاصمة تونس وسط توافد كثيف لسيارات الإسعاف، مشيرة إلى أن التوتر ما زال يخيم على المكان الذي أظهرت صور مباشرة بثتها الجزيرة مروحيات عديدة تحوم في أجوائه. ونقلت المراسلة عن عناصر من الحراسة الأمنية أن عدد الأفواج السياحية اليوم كانت أكبر من العادة، علما بأن الموسم السياحي على الأبواب، والذي يعرف ذروته ابتداء من يونيو/حزيران ويتواصل حتى سبتمبر/أيلول. كما أظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من السياح داخل إحدى قاعات متحف باردو الأثري جالسين على الأرض، وبدا أنهم تحت حماية قوات أمنية خاصة وليسوا رهائن في قبضة المسلحين المهاجمين. وتعليقا على الهجوم، رجح محسن السوداني عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، في اتصال مع الجزيرة، أن يكون المسلحان تسللا ودخلا من الباب الخلفي للمجمع، مشيرا إلى وقوع اختراق داخل المؤسسة الأمنية وأن "التحقيقات ستبين هذا الأمر الخطير".
صورة تداولتها مواقع التواصل لمحتجزين داخل إحدى قاعات متحف باردو (رويترز) زي عسكري وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الداخلية محمد علي العروي -في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية- سقوط ثمانية قتلى في الهجوم وأن وحدات مكافحة "الإرهاب" تطوق محيط مقر مجلس نواب الشعب لمواجهة المسلحين. من جهته، قال مراسل الجزيرة في تونس حافظ مريبح إن مسلحين اثنين يرتديان اللباس العسكري تسللا داخل مجمع يضم مبنى مجلس النواب والمتحف الوطني، ثم تبادلا إطلاق النار مع قوات الأمن، مشيرا إلى أن خلية الأزمة في تونس تعقد اجتماعا لبحث ملابسات الهجوم. ويأتي هذا الهجوم بعد عمليات، وصفتها السلطات بالنوعية، في حملتها ضد المسلحين كان آخرها الكشف عن مخابئ كبيرة للأسلحة بجنوب البلاد على الحدود مع ليبيا، وإلقاء القبض على مجموعات وصفتها "بالتكفيرية والجهادية".