كشفت يومية "الجمهورية" عن تفاصيل جديدة وغريبة في حادثة السجن المركزي التي شهدتها تعز يوم أمس وأدت إلى مقتل جندي وإثنين من السجناء بالإضافة إلى هروب أربعة أخرين. "الساعة الثالثة فجر أمس الجمعة فوجئ حراس السجن المركزي بقيام مجموعة كبيرة من السجناء "الخطرين" ويقدّر عددهم ب20 سجيناً على كسر الباب الخلفي للسجن والاعتداء على أحد أفراد الحراسة وقتله والاستيلاء على سلاحه الشخصي.. وقال بيان صاد عن إدارة أمن محافظة تعز - تلقّت "الجمهورية" نسخة منه - إن السجناء ال20 هم ممن سبق قيامهم بتزعُّم أحداث الشغب في السنوات الماضية, ومتهمون بقضايا قتل وبعضهم محكوم عليه بالإعدام. وأضاف البيان: السجناء قاموا بقتل الشهيد المساعد أحمد محمد السروري واستخدموا سلاحه ومسدساً كان في حوزة أحدهم لإطلاق النار على أفراد الأمن والفرار من مبنى السجن في اتجاه السور الخارجي, محاولين الهرب.. وقد قام أفراد الأمن المكلّفين بحراسة السجن بالتصدّي والاشتباك مع السجناء الفارّين. وبحسب البيان فإن حادثة السجن المركزي نتجت عنها إصابة (7) أفراد من حراسة السجن؛ إصابة أحدهم خطيرة, ومقتل (2) من السجناء هما نادر عبده غانم وحميد عبدالله علي الشيباني, وهما سجينان صدر بحقهما حكم بالإعدام, وإصابة (5) سجناء, جميعهم متهمون بقضايا قتل, وضبط عدد (13) سجيناً أثناء محاولة الهروب؛ بينما تمكّن (4) سجناء من الهروب.. وأكد البيان أنه تمت السيطرة على الوضع داخل السجن المركزي وإسعاف المصابين من الجانبين, وتم تشكيل لجنة للتحقيق بحضور النيابة المختصة. السجناء الفارون هم عبدالباسط الشرعبي, وعبدالرزاق الحيمي, وفؤاد القاحزي, وأحمد صالح.. وقال أحد النزلاء في السجن المركزي ل "الجمهورية" إن عدداً من النزلاء كانوا قد نظّموا الخميس الفائت عرساً لأحد زملائهم, وبصورة غريبة سمحت إدارة السجن لهم بإدخال أدوات صوتية ثبُت لاحقاً أنه تم عبرها إدخال مسدسات إلى المجموعة التي خطّطت للهرب.. لافتاً إلى أن بعض السجناء يمتلكون أسلحة من مختلف الأنواع بما في ذلك القنابل؛ ما يجعل إمكانية حدوث أكثر من واقعة مشابهة لحادثة أمس. وعلمت "الجمهورية" من مصدر أمني حسن الإطلاع أن مواجهات مركزي تعز يوم أمس تسبّبت بإقالة العقيد عبدالإله هلال الأكحلي, مدير السجن الذي تولّى مهام إدارة السجن في ال 3 من إبريل الفائت, وقد تم تعيين العقيد محمد نائف الحميري بديلاً عنه. وقال المصدر: إن مركزي تعز تعرّض لإطلاق نار كثيف من خارج السجن تزامن مع أحداث الشغب في الداخل, وإن تلك الأعمال كان مخططاً لها بالتنسيق مع جهات خارج السجن الذي شهد بعد الأحداث تواجداً كثيفاً لقوات الأمن. هذا وأصدر محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل توجيهات بتشكيل لجنة تقصّي حقائق برئاسة وكيل المحافظة لشؤون الأمن أمين البحر وعضوية رئيس لجنة الخدمات ومدير الأمن القومي ومدير عام الشؤون القانونية في المحافظة للوقوف على ملابسات ما جرى صباح الجمعة الفائتة في السجن المركزي, ومهمة اللجنة هي الجلوس مع الإدارات الأمنية المختصة والمسؤولين في السجن المركزي, والرفع بالنتائج خلال ال24 ساعة. محاولة هروب سجناء مركزي تعز تكرّرت بشكل لافت خلال الثلاثة الأشهر الفائتة, حيث تمكّنت قوات الأمن في ال8 من مايو الجاري من إخماد تمرُّد بعض نزلاء السجن كانوا قد طالبوا باستئناف جلسات محاكماتهم, وفي ال25 من مارس الفائت تم إحباط محاولة هروب عدد من السجناء بعد أن تمكّن الضابط المناوب من كشف المحاولة أثناء قيامه بتفقُّد غرف وعنابر السجن.. حادثة الهروب تلك كشفت عن وجود أعمال حفر في بعض الغرف وجدرانها, وكذلك محاولة أحد السجناء التسلُّق إلى سطح السجن للهروب منه, كما قام سجين آخر بالعبث بخطوط الكهرباء في القسم العام ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن السجن.