استيقظ اليمنيون هذا اليوم على خبر فاجع بإغتيال المناضل الوحدوي والضابط الأكثر إخلاصاً لتراب هذا الوطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء 31مدرع اللواء الركن سالم قطن على يد عناصر الشر والإرهاب. وفجر إنتحاري ينتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي نفسه في موكب اللواء قطن أثناء خروجه من منزله في أحد أحياء المنصورةبعدن. واستشهد اللواء قطن عندما كان خارجاً من منزله في الطريق إلى مقر عمله قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية التي تسلمها منذ شهور. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد عين في مارس الماضي اللواء قطن قائدا للمنطقة الجنوبية خلفا للواء مهدي مقوله، وهو الأمر الذي حظي بترحيب واسع لدى اليمنيين باعتباره سيضع حداً لتنظيم القاعدة الذي ينتشر بسرعة كبيرة في بعض المحافظات . وتولى اللواء قطن بنفسه قيادة المعارك الشرسة ضد تنظيم القاعدة وكبدهم خسائر فادحة جعلتهم يجرون اذيال الهزيمة ويذوقون مرارة الانكسار ويتفرقون في البراري والجبال. وفي منتصف يونيو أعلن قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن قائد اللواء 31 مدرع ان قوات الجيش اليمني البرية و الجوية و البحرية ومعهم ابطال اللجان الشعبية في محافظة ابين قد تمكنوا من تطهير مدينة جعار وزنجبار من انصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة الارهابي . وسيطر تنظيم القاعدة على مدن جعار وزنجبار ومناطق أخرى من محافظة أبين منذ أكثر من عام بعد تسهيلات قدمها قادة موالون للرئيس السابق علي صالح أبرزهم قائد المنطقة الجنوبية السابق وقيادات وحدات أمنية في أبين. ويعتبر اللواء الركن سالم علي قطن من مواليد محافظة أبين وهو رجل عسكري بامتياز، تقلد العديد من المناصب العسكرية كان آخرها نائب رئيس الأركان العامة لشئون القوى البشرية، شارك في الكثير من اللجان الأمنية في عدن ومحافظات اخرى. ينتمي قطن إلى العوالق ومن مواليد محا فظة شبوة مديرية الصعيد، وتخرج من قياده وأركان من روسيا، حاصل على الدرجة العلمية قيادة قوات مشتركة وقبل يوم من استشهاده تقدم قطن مراسيم تشييع رئيس عمليات اللواء 39مدرع العقيد هيثم ثابت مثنى الذي استشهد وهو يؤدي واجبه في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة وأنصار الشر في محافظة أبين. وتعهد باستئصال بؤر الإرهاب أينما كانت وتخليص المجتمع من تلك الآفة الدخيلة على مجتمعنا وقيمه ومبادئه. وقد عم الحزن وسط اليمنيين على خسارة الرجل العسكري الأكثر وطنية، حيث نعت رئاسة الجمهورية والقيادة العليا للقوات المسلحة الشهيد قطن ووصفته بالبطل،متعهدة بالسير في الطريق الذي اختاره الشهيد البطل وكل الشهداء الأبرار. ووصف مدير تحرير صحيفة المصدر علي الفقيه الشهيد "قطن" بالضابط المخلص ،مشيراً أن المعركة القائمة ضد الإرهاب ربما لا تزال طويلة وصعبة. أما الصحفي أحمد الشلفي فقد وصفه بأنه الرجل الذي يتحدث قليلا ولكن لديه رؤيه حول مايدور، مشيراً أنه ظل هدفاً للإغتيال وتعرض لعدة محاولات فاشلة.. ويقول الكاتب محمد العلائي أن هذه الحادثة الثانية بعد حادثة السبعين، تؤكد أن استئصال القاعدة أمر لا يمكن التهاون فيه،ويشير إلى أنه يجب رفع الحالة الامنية الى أعلى مستوياتها، ويجب أن يعتقل أي متعاطف مع القاعدة أو متواطيء. ودعا العلائي الى تجفيف المنابع والجبهات الخلفية المساندة للإرهاب. ويتساءل الكاتب عارف أبو حاتم عن من منفذ الإغتيال هل هي قاعدة صالح أم قاعدة بن لادن. وقال ابو حاتم"لا أدري من أوصل الرسالة القوية اليوم إلى أذن الرئيس هادي، وقرر إغتيال اللواء سالم قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، هل قاعدة صالح أم قاعدة بن لادن". إذن غادرنا اللواء سالم القطن، لكنه سيبقى في ذاكرة اليمنيين طويلاً،سيتذكرون أن ضابطاً وحدوياً انتمى للوطن واحترم إرادة الشعب،وتصدى لمشاريع العنف والتطرف والإرهاب ودفع حياته ثمناً لذلك. الصورة للفقيد على يمين وزير الدفاع في زنجبار بعد تحريرها من القاعدة.