بعد ساعات من تنفيذ تنظيم القاعدة أكبر هجماته الانتقامية في عملية الاغتيال التي استهدفت قائد الحرب على القاعدة اللواء سالم قطن بالقرب من منزله بمحافظة عدن، أعلنت صنعاء إطلاق حملة عسكرية وشعبية واسعة لتصفية أوكار مسلحي التنظيم في محافظة شبوة، بالتزامن مع تحريك قوات عسكرية معززة بالسلاح الثقيل من المنطقة العسكرية الشرقية نحو معاقل المسلحين . جاء ذلك وسط تحركات شرعت فيها لجان وساطة محلية من وجهاء القبائل والمسؤولين المحليين لمنع حصول قتال بين قوات الجيش التي تحاصر معاقل مسلحي القاعدة في شبوة . وقال مسؤول محلي إن إعلان السلطات إطلاق حملة عسكرية يعني انهيار جهود الوساطة التي كانت أتاحت خروجا آمنا للمسلحين من مدينة عزان وبعض مناطق المحافظة، في مسعى لمنع نشوب حرب مع قوات الجيش . وأعلنت السلطات المحلية أن قوات الجيش ومعها مقاتلو اللجان الشعبية تمكنوا من تطهير أحد الأوكار الرئيسية لمسلحي التنظيم في قرية السوداء بمديرية حبان . وكان مسلحون فارون من جبهات القتال في محافظة أبين اتخذوه مركزا لهم منذ أيام، مشيرين إلى أن تحرير هذا الموقع جاء بعد مواجهات عنيفة مع المسلحين الذي يقودهم قيادي يدعى سعد بن عاطف وكنيته أبو جلال امتدت إلى الدوار المؤدي إلى مدينتي عتق والمكلا بحضرموت . وقالت إن المواجهات أدت إلى مقتل جندي برتبة رقيب ومدني . وأشارت إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت تاليا من التمركز في الموقع لتأمين الطريق العام . وأكد مسؤول محلي في شبوة ل"الخليج" أن الحملة التي يتوقع استمرارها لأيام عدة تستهدف تمشيط سائر المناطق التي يتمركز فيها مسلحو التنظيم وتطهيرها من عناصر الإرهاب وأعوانهم . وأشار إلى أن الحملة التي انطلقت من مركز المحافظة في مدينة عتق تحركت باتجاه المناطق الجنوبية للمحافظة تتقدمها وحدات الجيش من محور عتق بقيادة العميد الركن حسين الجماعي، إلى وحدات مدرعة من اللواء 21 ميكانيكي والأمن المركزي وشرطة النجدة والأمن العام وجموع من مقاتلي اللجان الشعبية . وكان وجهاء أكدوا ل"الخليج" أن مناطق عدة في شبوة شهدت مواجهات بين الجيش ومسلحي التنظيم في منطقة النقبة بعد هجمات شنها المسلحون على قوات عسكرية كانت تستعد لدخول مدينة عزان بعد انسحاب المسلحين استناداً إلى جهود الوساطة القبلية التي توصلت إلى تفاهمات بين الجانبين تقضي بخروج المسلحين وتسليم اسلحتهم إلى اللجان الشعبية من رجال القبائل مقابل السماح لهم بمغادرة مدينة عزان والمناطق التي يتمركزون فيها من دون قتال . لكن مصادر مستقلة قالت إن تحركات قوات الجيش في هذه المناطق جاءت بعد التهديدات التي أطلقها التنظيم الأصولي بمواصلة شن الهجمات الإرهابية وتنفيذ عمليات ضد المصالح اليمنية والأمريكية، إلى جانب إعلانه المسؤولية عن عملية الاغتيال التي استهدفت قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم قطن . وتقول صنعاء إن العشرات من مسلحي القاعدة الذين فروا من مناطق المواجهات في أبين نقلوا مركز قيادة التنظيم إلى محافظة شبوة بعدما تحصنوا في مناطق جبلية استعداداً لشن هجمات قال التنظيم إنها تندرج في إطار حرب عصابات وتستهدف المصالح اليمنية والأمريكية . وأكد محافظ شبوة علي حسن الأحمدي عزم قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية على مواجهة عناصر التنظيم الإرهابي حتى يتم القضاء النهائي عليه، "وتحدث عن خسائر كبيرة تكبدها اليمن نتيجة أعمال الإرهاب"، مشيرا إلى أن جبهات الحرب مع القاعدة ستظل مفتوحة لحين اجتثاث الإرهاب وتطهير المحافظة من الأعمال الإجرامية للإرهابيين . * الصورة ارشيف