قال أمين عام المؤتمر القومي العربي عبد الملك المخلافي إن ثورات الربيع العربي فتحت المجال للتيار القومي العربي والإسلامي وجعلتهم أمام اختبار حقيقي في عرض برامجهم وأفكارهم". وأضاف لدى مشاركته في منتدى الدكتور القرشي، الذي ناقش أمس الأحد مستقبل العلاقة بين التيارين القومي والإسلامي بعد ثورات الربيع العربي، "تكمن أهمية موضوع تلاقي التيارين القومي والإسلامي في التلقي الفكري والنفسي والاتفاق؛ لأنهما التياران الأوسع في الأمة العربية والإسلامية واتفاقهما يعني استقراراً سياسياً للمنطقة العربية". وأكد المخلافي على أهمية خلق مثل هذا التلاقي "والتنافس على برامج وليس عن الهوية أو من نحن وماذا نريد؛ لأن البحث عن الهوية لن يخلق استقراراً ولا تنمية". لافتا إلى أن هذا التلاقي يجب أن يكون حول "عناصر أساسية هي: الديمقراطية، والاستقلال الوطني والقومي، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستقلة، والوحدة، والتجدد الحضاري القائم على الأصالة والدين ومسايرة العصر". وقال أمين عام المؤتمر القومي العربي إن اليمنيين قدموا نموذجاً في هذا الالتقاء المتمثل في اللقاء المشترك. وأضاف: "كان البعد الأساسي في تكوين اللقاء المشترك هو تقبل الآخر والاعتراف المتبادل بين التيارات الإسلامية والقومية واليسارية، وليس مرحلة الصراع مع نظام صالح، كما أنهم ليسوا بدائل لبعض، بعكس ما كان موجوداً في السابق في الوطن العربي حيث كان كل مكون يريد إلغاء الآخر ومن هنا بدأ الصراع, لافتا في السياق ذاته إلى أن اللقاء المشترك تجاوز كل ذلك مع وجود التنافس الحزبي عبر البرامج". وأضاف: "اللقاء المشترك قدم أنموذجاً في الانتخابات الرئاسية عام 2006 على أساس برنامج واحد، وهذه المرحلة يجب أن يبقى فيها الوفاق لبناء الدولة الحديثة على أسس ديمقراطية وقواعد متينة يتم فيها تحييد الجيش والمال العام والدولة والإعلام، ولا يجب أن يستأثر طرف من الأطراف بالسلطة في المرحلة المقبلة كإسلاميين مثلاً أو آخرين، ولكن وضع قواعد للمنافسة الصحيحة والديمقراطية لا تسمح بالاستبداد السياسي مرة أخرى". كما نبه المخلافي إلى عدم التخوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة وضرب بذلك مثلاً في مصر، قائلا: "لا يمكن التخويف من وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر أو غيرها، ولا يستطيع أحد تجاوز التيار الإسلامي أو تجاهله وإقصاءه". داعيا إلى مواجهة الفتنة والتنبه إلى من يحاول التفرقة بين التيارين القومي والإسلامي في الأمة. وقال: "سنعمل على مواجهة كل تلك الدعايات المغرضة والمخاطر والوقيعة من قبل المشروع الغربي أو غيره لدق أسفين بين هذين التيارين". وفي نهاية محاضرته انتقد المخلافي المبادرة الخليجية وسياسة الوفاق التي وقعت بين اللقاء المشترك ونظام صالح الذي ما زال يتحكم بأسباب القوة من جيش ومال عام منهوب ووسائل إعلام، وتقاسمه كل شيء مع اللقاء المشترك بعيداً عن تحقيق أهداف الثورة، ومنح صالح الحصانة. من جانبه تحدث الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سعيد ثابت سعيد، عضو المؤتمر القومي العربي والإسلامي، عن تحقيق اليمنيين أنموذجاً رائعاً في الوطن العربي هو أنموذج اللقاء المشترك بين الإسلاميين والقوميين واليساريين متمثلين في الحزب الاشتراكي اليمني. وقال ثابت خلال منتدى القرشي: "في اليمن بالتحديد حقق التياران القومي والإسلامي مع التيار الاشتراكي والبعثي إنجازات عظيمة في محطة فارقة في الانتخابات الرئاسية عام 2006 حيث تقدموا ببرنامج واحد، وكذلك في الثورة الشعبية، وهو ما لم يكن موجوداً في أية دولة، والآن في تونس ومصر ربما بدأوا يحذون حذو اللقاء المشترك في اليمن". وأضاف سعيد ثابت: "أدعو الشباب في التيارين العربي والإسلامي إلى تعزيز وتنشيط مثل هذا اللقاء (بين التيارين) لتقديم رؤى أكثر نضجاً"