كشفت مصادر مؤتمرية مطلعة عن اتصالات جرت خلال اليومين الماضيين بين علي عبد الله صالح وزعيم جماعة "الحوثيين" عبدالملك الحوثي، في إطار حملة استقطاب يقودها الأول لشق صف معارضيه بعد أن أطاحوا بحكمه واخرجوه مكرها من السلطة عبر ثورة سلمية انطلقت في فبراير العام الماضي. وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام في تصريح ل"العربية نت" إن صالح دعا لفتح صفحة جديدة بين حزبه والجماعة، محملاً خصمه اللواء علي محسن الأحمر مسؤولية الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع الحوثيين. وكشف القيادي المذكور عن خلافات عميقة بين صالح والقيادات الموالية له من جهة، وبين تيار يقوده النائب الثاني الدكتور عبد الكريم الارياني وينادي بإصلاحات داخل الحزب وإعادة هيكلة تفضي إلى استقالة صالح من رئاسة المؤتمر الشعبي، لكسر العزلة المفروضة من قبل قوى التغيير وتمكين الحزب من إعادة ترتيب وضعه كحزب رائد في البلد وضمان عدم الوصول إلى طريق مسدود مع الأطراف السياسية الأخرى، وبما لا يضع المؤتمر الشعبي أمام المجتمعين الإقليمي والدولي كطرف يعرقل خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية. وفي تعليق على هذه الخطوات، تحدث ل"العربية.نت" المحلل السياسي كامل عبد الغني قائلاً إن حزب المؤتمر الشعبي العام يواجه حالة انقسام حاد، بين تيار معتدل يسعى إلى التعايش مع المتغيرات، التي فرضتها حركة الاحتجاجات والتسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية، وتيار متشدد يدفع صالح إلى التمسك برئاسة الحزب والاستمرار في المشهد السياسي. وكان صالح استقبل في منزله الأسبوع الماضي الدكتور محمد عبد الملك المتوكل أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية الذي ينضوي في إطار تكتل اللقاء المشترك، ويعد في الوقت ذاته من الأحزاب السياسية الحليفة للحوثيين.