هنأ المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، جماهير الشعب اليمني، بالذكرى التاسعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر التي يصادف غدا. وقال مجلس قوى الثورة - في بيان صادر عنه إن ثورة 14أكتوبر انطلقت أولى شرارتها من جبال ردفان الآبية في عام 1963، وامتدت لتغطى كل الأراضي الجنوبية في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة لتتوج بعد أربع سنوات من النضال بالاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م. وأكد إن الوطن اليوم يقف على أعتاب مرحلة فاصلة وحاسمة، والجميع يتهيأ للدخول في حوار وطني عام وشامل، هادف وبناء لإنقاذ الوطن ثم المضي قدماً باتجاه إعادة بنائه والشروع في تنميته، مؤكداً أن ذلك يتطلب الوضوح والصدق والإخلاص والصراحة والتحرر من أدران الماضي في العلاقات التكتيكية والنفعية والمصلحية بين مختلف القوى الوطنية الفاعلة على الساحة، ويتطلب شجاعة كافية في ترجيح مصالح الوطن الاستراتيجية، وأهمها أمنه واستقراره، وسعي حثيث وأكيد لحل القضايا الوطنية الاستراتيجية -وفي مقدمتها القضية الجنوبية- حلاً عادلاً ومنصفاً، وذلك لن يتأتى إلا بتقديم الجنوبيين لمشروعهم ورؤيتهم للحل وتقديمها على طاولة الحوار الوطني. وتابع البيان: "ويترتب على ذلك التفاهم على شكل الدولة وعلى طبيعة النظام السياسي ومنهجية وأسلوب إدارتها"، داعياً الجميع أن يتهيأ للتعاطي بإيجابية مع مدخلات ومخرجات الحوار الوطني، والالتزام بمضامينها وطي صفحات الماضي المؤلمة، واستخلاص عبرها لبناء الحاضر والتأسيس لمستقبل مشرق لليمن الجديد، مستلهمين دروس ثورة فبراير 2011 التي جاءت لتصحيح أخطاء الماضي ولإحياء قيم ثورتي سبتمبر وأكتوبر العظيمتين، وامتزجت على أرضها الطاهرة دماء شهدائنا الأبرار من كل بقعة ومنطقة في يمن الحرية والأحرار. ولفت المجلس الوطني إلى إن يمن الغد الذي نتطلع لبنائه؛ هو اليمن الذي سيستعيد وجهه الحضاري المشرق، فيرقى بمستوى أبنائه و ليكون عنصراً فاعلاً على الساحتين الإقليمية والدولية، وشريكاً في إرساء دائم الأمن والاستقرار الدوليين. وتطرق البيان إلى التطور الطبيعي لمسيرة الثورة بعد الاستقلال الذي رافقته محطات من الإنجازات في مجالات التعليم والصحة والأمن والاستقرار وإعمال النظام والقانون والإدارة الرشيدة، فيما برزت أيضاً جملة من التحديات والصعوبات أهمها التحديات الاقتصادية ومحدودية الموارد ناهيك عن تحديات سياسية ارتبطت باختلافات منهجية وتفاوت الرؤى في إدارة الدولة آنذاك، ومخاطر أمنية تمثلت في مواجهات بين شطري الوطن لحسابات غير مدروسة النتائج، واستطرد "ومع ذلك فقد تغلبت الحكمة اليمانية لدى الساسة والقادة على روح المغامرة باستقرار الوطن وأمنه وفتحت سلسلة متصلة من حوارات بناءة أفضت إلى تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م". وتابع: "ولم تدم كثيراً فرحة أبناء الوطن بهذا المنجز العظيم في تأريخ اليمن الحديث والمعاصر بسبب غياب الرؤى الاستراتيجية لدى القيادة الوطنية التي أدارت الدولة" إذ تم الانقضاض على الوحدة قبل أن يجف حبر الاتفاق عليها بسلسلة من السياسات والممارسات الخاطئة ومثلت حرب 1994 ذروتها مما عمق الشرخ والفجوة في نفوس أبناء الوطن. واتهم النظام السابق بالاستمرار في تعميق تلك الفجوة، بدلاً من السعي لردمها، من خلال ممارسة الإقصاء والتهميش على الكوادر الجنوبية وخاصة الكوادر العسكرية واستباحة الأرض والموارد والمقدرات الاقتصادية التي كانت قد ظهرت في أرض الجنوب، ونهبها وتفويت الفرصة على الوطن وعلى أبنائه للاستفادة منها في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى وصلنا لدولة فقيرة وفاشلة لم تستطع توفير الحياة الكريمة لشعبها مع توفر الموارد الوطنية واستمرار تدفق الدعم والمساعدات الدولية والإقليمية.