كتب / الخطاب الروحاني تعرفون أني لا أحب السعودية ولا أحب آل سعود، ولدي كيمني قضية ثأر معهم منذ قيامهم بقتل الرئيس الشهيد العظيم ابراهيم الحمدي، وما تلاه من تعذيب وتنكيل بالمغتربين في السعودية، فلا وجه لحبهم على الإطلاق، لكن من باب إحقاق الحق ومنعا لخلط الأوراق سأوضح الحقيقة بعد تقصي ونزول والتقاء بكل الأطراف: ما يجري هو على وجهين: أولا في مديرية المنبه بمحافظة صعدة، هناك جبل تتقاسم ملكيته اليمن والسعودية، وقررت السعودية مؤخرا بناء برج مراقبة او قاعدة على أعلى الجبل بتنسيق مع السلطات اليمنية، ربما تخوفا من الحوثي او حماية طبيعية لحدودها كما تدعي، غير أن أبناء المنطقة رفضوا من منطلق عدم أمانهم الدائم من السعودية وشجع ذلك الحوثي من باب خوفه على نفسه أيضا، وتم تغذية الرفض على أنه احتلال للأراضي اليمنية بينما الأمر لا يتعدى برج مراقبة في منطقة محاذية تتبع السعودية.. ثانيا: نصت الاتفاقيات الشهيرة لترسيم الحدود الموقعة في جدة على أنه من حق أي دولة أن تبني جدارا او تتخذ أي إجراء إذا ما شعرت بأي تهديد من قبل الدولة الأخرى.. وقد شرعت السعودية منذ فترة ببناء جدار عنصري فاصل، غير أنها بدأت في هذا الوقت بمسح الحدود المحاذية لمحافظة الجوف لغرض استكمال بناء الجدار وبتنسيق طبعا مع السلطات اليمنية، غير أن المواطنين اليمنيين رافضين وغاضبين أصلا من ترسيم الحدود ومن اتفاقية جده، وأي تواجد سعودي على الحدود يستفز ابناء القبائل وجميع أبناء اليمن، وكل اليمنيين يعتقدون أن علي صالح باع الأراضي اليمنية بمثن بخس للسعودية، وهذا الشعور باق حتى الآن.. شعور أبناء تلك المناطق حسب التقائي بهم لا يتعدى شعورهم بالاستفزاز من الاتفاقية المجحفة، ويفضلون أن تظل الأمور سائبة وأن لا تتواجد القوات السعودية على أراضيها المحاذية حتى لا يذكرونهم بمأساة الاتفاقية.. غير أن الحوثيين استغلوا هذه النقطة لسببين: الاستفادة من الشعور المعادي والكاره للسعودية وبالتالي تخندق القبائل مع الحوثيين في مواجهة السعودية، والثاني: تواجد القوات السعودية واستكمال بناء الجدار يعد تهديدا حقيقيا للحوثيين.. فضلا عن ذلك فإن محمد ناجي الشايف يقوم بتغذية الصراع أيضا وينسق مع الحوثيين ليس حبا فيهم بل طمعا في استدعاء السعودية له وإعادة ضخ الأموال له التي توقفت منذ سنة له ولوالده بسبب ما قالته مصادر سعودية وجود تنسيق بينه وبين الحوثيين.. فالطرفين الفاعلين في الجوف الآن هم الحوثيون والشيخ محمد ناجي الشايف.. وبينهما القبائل.. غير أن الثابت حتى الآن أن السعودية تريد فقط أن تستكمل بناء الجدار الفاصل حتى تؤمن حدودها حسب ما نصت عليه اتفاقية جده.. الجدير بالذكر أن الجدار كان قد توقف بناؤه لسبب غير معروف غير أن مصادر قريبة قالت أن السعودية عمدت منذ فترة على ضخ الأموال لمشايخ القبايل في مناطق الجوف وصعدة لأغراض عدة اهمها حمايتهم من المخطط الحوثي.. غير أن المسألة الآن تغيرت عند السعودية بعد أن شعرت بأنها تفقد شيخ تلو الآخر بسبب ما يبدو أنه لاعب جديد استخدم آلة السعودية ذاتها وهي المال.. في كسب ولاء المشايخ فبدا وكأنه منافس لها في بسط النفوذ.. فقررت السعودية اتخاذا احتياطاتها من تمرد مشايخ الجوف ببناء الجدار.. هناك أطراف تغذي هذا الصراع وتصوره على أنه مظلومية كبرى واحتلال سعودي قادم لأغراض غير نزيهة، وقطعا ستربك مؤتمر الحوار خصوصا إذا ما قام أعضاء المؤتمر بالاحتجاج او الانسحاب وبالتالي اضطرار رئاسة مؤتمر الحوار إلى مطالبة السعودية بوقف تحركاتها وإدانتها لذلك، وبالتالي إخراج السعودية من دعم المشروع الوطني التي هي أصلا مترددة في دعمه.. هناك شعور عدائي قوي يستهجن السعودية وأفعالها منذ زمن، لا تكاد تجد يمني لا يمتلك هذا الشعور إلا القلة، لكن تنميته واستثماره في هذا الوقت ليس في صالحنا على الإطلاق، فالسعودية كانت وما زالت للأسف اللاعب الأول والأساسي في اليمن، ونحن بحاجة إلى صبر أكثر كي نتمكن من بناء الدولة والدفع بكل اللاعبين لدعم المشروع الوطني الأكبر.. * من صفحة الصحفي على الفيس بوك