تشهد جامعات اليمن حفلات توديع طلابها الخريجين ، وسط تنافسٍ حاد بين مراكز قوى ونفوذ وشخصيات سياسية وعسكرية أبرزهم الرئيس المخلوع علي صالح الذي يستعين بترسانة مالية للعبور الى معقل ثورة فبراير، يستغل الغياب الكامل للمؤسسات التعليمية العليا في رعاية الإحتقالات وبخل رأس المال في دعم مشاريع الجامعات . أقطاب ورموز كثيرة تسعى لحجز مكانة في وجدان الآلاف من الطلاب الذين هم على وشك الولوج للمستقبل لتجاوز محنتهم الإقتصادية في تنظيم هكذا حفلات تصل تكاليفها الى ملايين الريالات . شخصيات عسكرية وسياسية وقبلية ووزراء يتبنون اقامة حفلات التخرج التي تصل الى ملايين الريالات ، في ظل غياب رؤوساء الجامعات ووزراة التعليم العالي في دعم هكذا حفلات. صالح في معقل الثورة يبذل الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح دعماً سخياً لتصدر المشهد الفرائحي في معقل الثورة التي أزاحته من السلطة في العام 2011م ، لا يتردد في دفع مبالغ كبيرة لإقناع الطلاب في رعاية تخرجهم مستغلاُ التخلي عنهم من قبل رأٍس المال التجاري ورأس المال المحسوبين على التغيير . ولتجنب الغليان الشديد الذي قد يتسبب به ذكر "الزعيم" في رعاية حفلات التخرج ، ارتأى القائمون على مشاريعه ايكال المسائل الفنية ل"مؤسسة الصالح الإجتماعية " وهي المؤسسة التي يترأسها نجله العميد احمد علي صالح سفير اليمن في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتفتتح وسائل اعلام صالح المرئية والمقروءة والمسموعة أخبارها بإهتمام الزعيم ونجله بالطلاب ، وتنقل بإٍسم الخريجين الإمتنان والشكر ، تقول قناة اليمن اليوم الطلاب الخريجون وجهوا شكرهم وتقديرهم للسفير احمد علي عبدالله صالح رئيس مجلس ادارة مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية على رعايته الكريمة لحفل تخرجهم ، ومثمنين دعمه الكبير للشباب في المجالات كافة ". بالنسبة للطلاب لا يهمهم الإعتبارات السياسية والحزبية ، ومعركة الإستقطاب الحاد ، بقدر ما يهمهم الإنتصار في معركة الهم الإقتصادي المكلف للحفل. واحتفل الخريجون في كليات التجارة واللغات والأداب برعاية مؤسسة الصالح ، وذهب المناصرون للرجل الى منزله للسلام عليه ، واستغل صالح هذه اللحظات التي تخرجه للعلن بتوجيه رسائل لخصومه كعادته . وتجاوز صالح جامعة صنعاء الى الجامعات الخاصة ، حيث رعت مؤسسته حفلاً لستين طالبا من كلية الهندسة بجامعة العلوم والتكنولوجيا. يقول سليمان الحملي ناشط طلابي في كلية الآداب انهم رفضوا عروضا من اقارب صالح بالتكفل بالحفل وميزات اخرى ، لجرائمه التي ارتكبها بحق شباب اليمن ، والطلاب يرفضون أن يكون مفتاح مستقبلهم شخص دمر الماضي ولغم المستقبل . رموز حكومية وعسكرية في قائمة المنافسين يتقدم وزير الشباب والرياضة المحسوب على المؤتمر معمر الإرياني ووزير الدولة حسن شرف الدين المحسوب على جماعة الحوثي ، يتقدمون الجانب الرسمي في رعاية الأول لحفل تخرج في كلية الطب -قسم المختبرات ، فيما حضر شرف الدين تخرج في كلية اللغات بجامعة صنعاء . على عكس الأعوام السابقة والتي كان أولاد الشيخ الأحمر يتصدرون يافطات حفلات التخرج ، كالشيخ حسين الأحمر "رئيس مجلس التضامن الوطني " والذي تحول مؤخراً الى حزب سياسي ، غاب الرجل هذا العام ، وحضر عنه نائب رئيس مجلس النواب حمير الأحمر في دعمه لجزء من حفل تخرج طلاب الدراسات الإسلامية في كلية الآداب جامعة صنعاء. ويحضر اللواء عبدالقادر هلال أمين العاصمة بقوة في أذهان الطلاب ، كداعم اساسي في حفلاتهم ، ويقوم بالتوجيه في منحهم قاعات حكومية في صنعاء مجاناً ، ويعتلي اسمه أغلب يافطات التخرج في جامعة صنعاء وجامعات أهلية. في هذا العام يغيب أيضاً مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن اللواء علي محسن صالح الذي دأب على دعم جزء من حفلات التخرج بدون طلب ذكر اسمه في يافطات التخرج . يجد الخريجون في الجامعات اليمنية صعوبة كبيرة ، في الحصول على رعاة للإحتفاء بساعات تخرجهم ، تغلق الشركات التجارية أبوابها في وجوههم ، . غياب القطاع الخاص مؤسسات تجارية قليلة تحضر في حفلات التخرج ، ربما لإكتفائها بالإعلانات في وسائل الإعلام المختلفة ، تتجاهل التزامها الأخلاقي امام المجتمع والشريحة الطلابية الأكبر في المجتمع. يقول أحد الطلاب انهم ذهبوا لمؤسسات تجارية محسوبة على الثورة للإستعانة بها في تغطية الحفل مقابل دعاية اعلانية ، لكنهم تفاجئوا بيافطة معلقة ترجوا من الطلاب العودة لعدم قابلية الشركة لدعم المشاريع الطلابية. مسؤول العلاقات بدفعة "اعلامنا حوار " بكلية الإعلام جامعة صنعاء شاكر ناشر قال ان كثير من الشركات والمؤسسات تتملص من دعم حفلات التخرج مبررين ذلك بأنهم قاموا بدعم طلاب سابقين -على الرغم أننا تاكدنا من صحة أقوالهم - وبالفعل توضح لنا انه كان مجرد هروب من عدم تقديم اي دعم. وقال ان المشائخ والمسؤولين والشخصيات العسكرية يتعاملون معه برقي أكثر من مدراء الشركات الذين يحملون شهادات جامعية عليا . ولجأ طلاب كلية الإعلام مستوى رابع موازي بازار لتغطية جزء من التكاليف التي يستدعيها حفل التخرج ، بعد أن سدت أمامهم كافة الأبواب . عن صحيفة الناس.