الرعب يجتاح قيادات الحوثي.. وثلاث شخصيات بمناطق سيطرتها تتحول إلى كابوس للجماعة (الأسماء والصور)    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    باريس يسقط في وداعية مبابي    دموع "صنعاء القديمة"    فساد قضائي حوثي يهدد تعز وصراع مسلح يلوح في الأفق!    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    هل تُصبح الحوالات الخارجية "مكسبًا" للحوثيين على حساب المواطنين؟ قرار جديد يُثير الجدل!    "هل بصمتك ثمن معاملتك؟ بنك الكريمي يثير قلق العملاء باجراءات جديدة تعرض بياناتهم للانتهاك    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    عمران: مليشيا الحوثي وضعت الصحفيين في مرمى الاستهداف منذ اليوم الأول للانقلاب    كهرباء عدن تعلن عن انفراجة وشيكة في الخدمة المنهارة والغضب يتصاعد ضد بن مبارك    منصات التواصل الاجتماعي تشتعل غضباً بعد اغتيال "باتيس"    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    طبيب سعودي يتبرع بدمه لينقذ مريض يمني أثناء عملية جراحية (اسم الطبيب والتفاصيل)    بغياب بن الوزير: سرقة مارب لنفط شبوة ومجزرة كهرباء عدن والمكلا    استقالة مسؤول ثالث في الاحتلال الإسرائيلي.. والجيش يعلن عن اصابة نائب قائد كتيبة و50 آخرين خلال معارك في غزة    صبرا ال الحداد    استشهاد جندي من قوات درع الوطن خلال التصدي لهجوم حوثي شمالي لحج    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    عدن.. احتجاجات غاضبة تنديدا بانهيار خدمة الكهرباء لساعات طويلة    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    استئناف إضراب نقابة عمال شركة النفط بمحافظة شبوة    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    المبعوث الأممي يصل إلى عدن في إطار جولاته لإستئناف مفاوضات السلام مميز    بالصور.. قاعدة الدوري الأمريكي تفجر غضب ميسي    كوابيس كشفت جريمة مرعبة: فتاة صغيرة تنقذ نفسها من القتل على يد شقيقها والامن يلقي القبض على الاب قاتل ابنه!    مبابي يطارد بيريز في احتفالية الليجا    خبير اقتصادي: قرار مركزي عدن بنقل قرات بنوك صنعاء طوق نجاة لتلك البنوك    فشل ذريع لكريستيانو رونالدو السعودي.. كيف تناولت الصحف العالمية تتويج الهلال؟    "أطباء بلا حدود" تنقل خدماتها الطبية للأمهات والأطفال إلى مستشفى المخا العام بتعز مميز    إب .. وفاة أربع طفلات غرقا في حاجز مائي    بمشاركة «كاك بنك» انطلاق الملتقى الأول للموارد البشرية والتدريب في العاصمة عدن    مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    التوظيف الاعلامي.. النفط نموذجا!!    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    لو كان معه رجال!    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د محمد الظاهري : القبيلة هي أهم كيان فاعل في المجتمع
نشر في يمنات يوم 30 - 12 - 2010

قال الدكتور محمد محسن الظاهري رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء سابقا ورئيس نقابة هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران في حوار لموقع بكيل نت بان القبيلة في اليمن هي أهم كيان فاعل في المجتمع , كما حذر السياسيون الذين يدعون إلى إزاحة القبيلة دون وجود للمؤسسات الحديثة ، وأضاف قائلا أنبه أولئك الحزبيين الأيدلوجيين الذين ينظرون إلى القبيلة نظرة سلبية، وأنها بنية تقليدية وأن لا بد من تكسيرها وتحطيمها، وأنها سبب التخلف، وأنها شر
مستطير، أن عليهم أن يتعاملوا مع القبيلة من منظور أن هناك بعضا لإيجابيات. حاوره : فايز المخرفي
بداية هناك من يستعجل على القبيلة في اليمن طول عمرها ويعمل كل ما في وسعه لتدمير ما تبقى من كيانها هل القبيلة سلبية إلى هذا الحد ؟

00 لا ينبغي أن ننظر إلى القبيلة وكأنها كياناً مصمتاً، هناك القبائل الثائرة، وهناك القبائل الخانعة، هناك القبائل المحاربة، والأخرى المسالمة، هناك القبائل التي تتحالف مع الحاكم السياسي، وهناك القبائل المتحالفة مع المعارضة اليمنية، وأنا هنا أشير إلى قضية في غاية الخطورة وأنبه أولئك الحزبيين الأيدلوجيين الذين ينظرون إلى القبيلة نظرة سلبية، وأنها بنية تقليدية وأن لا بد من تكسيرها وتحطيمها، وأنها سبب التخلف، وأنها شر مستطير، عليهم أن يتعاملوا مع القبيلة من منظور أن هناك بعض الإيجابيات ، السياسيون يدعون إلى إزاحة القبيلة دون وجود مؤسسات حديثة وفي مثل هذه الحالة هم يجردون المجتمع اليمني من البنية التقليدية الفاعلة أولاً، وهم أيضاً كمعارضة ببنية مستضعفة غير متجذرين وغير مرتبطين بهموم المواطن اليمني، صحيح أن الحاكم السياسي نجح والبيئة السياسية نجحت في أن تظهر أسوأ ما في القبيلة الآن لكن الحل الممكن هو الإقتراب من القبيلة والتحاور، وآن الأوان للحزبيين أن يلتفتوا إلى مثالبهم وإلى الثقافة غير الديمقراطية التي يتبنونها، فهم بمثابة حكام صغار في إطار أحزابهم.
0لماذ المؤتمرات القبلية وهناك قوى أخرى في الساحة ؟

00 مؤتمراتُ القبلية التي شهدناها كانت قبَلية الموقع أي كانت تُعقد في معاقل القبائل، لكن لو استقرأنا مضامينها وشعاراتها نجد أنها وطنيةَ المطالب، وأحياناً قد تكون قومية، في الستينيات تلاحظ أن من ضمن المطالب الحفاظَ على الوحدة الوطنية، والشكرَ للزعيم جمال عبدالناصر... الخ. وأنا أقول أن القبيلة اليمنية تحديداً لها آليات للتعبير عن مطالبها ومصالحها، من أهم هذه الآليات المؤتمرات والمجالس القبلية، هذه الآلية في التعبير عن مطالبها، لو تتبعنا الإستقراء لهذه المؤتمرات من أوائل الستينيات في القرن العشرين، مؤتمر عمران في 1963م، ومؤتمر خمر عام 1965م وهكذا حتى أوائل التسعينيات في القرن العشرين، بعد قيام دولة لوحدة، مؤتمر التضامن للقبائل اليمنية، ومؤتمر تجمع قبائل بكيل، حوالى أكثر من تسعة مؤتمرات كبيرة شهدناها، معروف أن المؤتمرات القبلية كانت تعقد في المعاقل القبلية، لاحظ مؤتمر عمران في عمران، كذا مؤتمر خمر، ومؤتمر مجلس التضامن الوطني أيضا الذي عقد في صنعاء ، وهذه الآلية الأولى في التعبير عن مصالحها ومطالبها، الآلية الأخرى لدى القبيلة في التعبير عن مطالبها هي آلية التقطع والاختطاف وهي غير سلمية، وظهرت في أوائل السبعينيات في القرن العشرين تقريباً، وهي تجافي الأعراف والتقاليد القبلية، هذه القبيلة التي تشهد تخلخلاً يؤخذ الثأر في الأماكن المهجَّرة،لاحظ أن كثيراً من المؤتمرات القبلية تظهَرُ في مناخ سياسي مأزوم في أول الستينيات من القرن العشرين، كما كان التواجد المصري والخلاف الجمهوري الملكي، الآن نجد نفس الإشكالية،الوطنُ اليمني يعيشُ أزمات، مثلاً بعد أن هجعت وأتمنى أن تهجع الحربُ في صعدة نجد ما يُسمى بالحراك وما يحصُلُ في الجنوب، إرتفاع الأسعار، إنتشار الفساد، وضع مأزوم، النظام السياسي يعاني من أزمات متعددة وما هو معروفٌ في الحياة السياسية اليمنية أن التنوع المجتمعي الذي تعيشُه اليمن والذي يفترَضُ لو وظف توظيفاً إيجابياً لولد حضارةً وتطوراً سياسياً، ولو صرعن أو أستقطب في ثنائيات سيولد تخلف وغياب حضارة، وأخشى ان نعودُ لنستشهدَ بالمثل المشهور: »بينهم ما بين حاشد وبكيل«، تاريخيا كان كلا التجمعين »بكيل« و»حاشد« يستند عليهما النظام السياسي حتى في عهد الإمام كانت »حاشد« و»بكيل« بمثابة الجناحين للنظام السياسي لا يستطيع أن يحققَ مطالبَه إلا من خلال هذين الجناحين، ما أخشاه أن يحدث هناك عبثٌ في الجسد المجتمعي اليمني .

0تابعتم دكتور المؤتمرات الأخيرة لقبيلة بكيل وغيرها ما هي وجهة نظركم حولها ؟

00 شكلت المؤتمرات القبلية ظاهرة في الحياة الاجتماعية والسياسية اليمنية، حيث شهدت اليمن كثيراً من هذه المؤتمرات القبلية، وخاصة عقب قيام دولة الوحدة اليمنية عام 1990م، حيث عقدت القبائل اليمنية مؤتمرات عدة، بدءاً بما عُرف ب “مؤتمر التضامن للقبائل اليمنية" في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 1990م و"مؤتمر التلاحم الوطني" الذي عقد بتاريخ 19/12/1991م . مروراً بمؤتمر سبأ للقبائل اليمنية" الذي عُقد في نتصف عام 1992م . وما عُرف ب"المجلس الموحد لقبائل بكيل اليمنية" بتاريخ 20/10/1993م . وكذا “مؤتمر مناصب وقبائل حضرموت" في مايو 1998م . وانتهاء “بمؤتمر بكيل" الذي عُقد مؤخراً بمنطقة “الجحلا" بمحافظة الجوف اليمنية في 7/11/2010م . إن من أسباب حضور القبائل اليمنية عبر مؤتمراتها واستمرار الولاء للقبيلة قبل الدولة، (رغم أننا نعيش أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة)؛ يعود إلى إشكالية العلاقة بين المجتمع والدولة؛ فثمة اختزال لمفهوم الدولة في شخص الحاكم الفرد وقلة من أتباعه وبطانته من دون بقية القوى الاجتماعية والسياسية .

إذاً أنت من دعاة القبيلة وعندما حضرت شهادة الدكتوراه كانت حول القبيلة كما اعتقد ؟ 00

أنا مع وجود القبيلة كبُنية اجتماعية ولست معها ككائن سياسي، أو بُنية سياسية تمارسُ دوراً سياسياً، لكن لديَّ رؤية بأن القبيلة سياسياً تحضر عندما تغيب مؤسسات الدولة الحديثة، كلما وجدت مؤسسات الدولة لحديثة وكلما تمتع الحاكم السياسي بشرعية محكوميه، أي أن المحكومين راضون عن الحاكم، هُنا تتراجعُ القبيلة سياسياً وتظل كبُنية إجتماعية والعكسُ كلما غابت مؤسساتُ الدولة الحديثة وافتقر الحاكمُ السياسي أو النخبة السياسي للشرعية السياسية أو عدم رضا المحكومين عن الحاكم تحضُرُ القبيلة، وتظهرُ مؤسساتُ ما قبل الدولة، في الوضع هذا المأزوم القبيلة حضرت في ظل غياب فاعلية حزبية، الحياة السياسية اليمنية تعرف حالة غير سوية من أهمها أن هناك قبائلَ سياسية أي تمارسُ السياسة، وهناك أحزاباً أسميها لا سياسية، القبيلةُ لها دورٌ سياسيٌّ على تأريخ اليمن الطويل، ولكن يُرادُ لها أن تمارسَ دوراً سياسياً في المقابل، هناك أحزابٌ لا سياسية بمعنى أن أحزاب المعارضة يراد لها أن تظل منزوعة الدسم السياسي إن جاز التعبير، لا يراد لها الوصولُ إلى السلطة؛ لأن الحزبَ السياسي بحُكم التعريف يسعى للوصول إلى السلطة وهو في المعارضة من خلال إيجاد أكثرية في الإنتخابات بطريقة سلمية ثم يصل إلى السلطة، في الحياة السياسية اليمنية ستظل المعارضة معارضة، والسلطة في السلطة، سيظل تمديداً سلمياً للسلطة حتى تظهر، وأتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة، مرحلة عودة آلية الوصول إلى السلطة عن طريق أهل السيف أو عملية العنف والدبابة، النخبة السياسية في النظام السياسي اليمني يرتأون أن التعامل مع القبيلة أقل كلفة سياسياً؛ لأن شيخ القبيلة ليس له طموح، سقفه السياسي محدود، لا يطمح لاعتلاء كرسي الحكم، فالحاكم يأمن شر هذا الجانب، هو طموح غير إحلالي سياسياً بينما الحزب السياسي أحزاب المعارضة هو طموح إحلالي يسعى ليحل محل الحاكم السياسي، وبسبب ثقافتنا السياسية السائدة، وطالما أننا متشبثون ومستحوذون على المنصب السياسي هنا الخطورة تكمن في أن الحاكم السياسي سيستمر في إضعاف المؤسسات الحزبية الحديثة.
0 لكن المؤسسات الحزبية تضعف نفسها؛ لأنها هشة تنظيمياً؟، تركت تغرة للقبيلة لتظهر؟!. 00

كي نكون منصفين نقول: إن هُناك خللاً بنيوياً على مُستوى النخبة الحزبية المعارضة، وهنا أسجل بوضوح بأن رئيسَ الحزب أو النخبة الحزبية تحاكي الحاكم السياسي، تتقمص دورَ الحاكم السياسي في ترؤس الدولة اليمنية هو بمثابة حاكم صغير في إطار حزبه، إذا كانت النخبة السياسية قد تقتربُن ممارسة القهر أيضاً نجد أمينَ عام الحزب أو زعيمَ الحزب هو الأساسُ، لدينا مشكلة كراهية المؤسسية، هذه المؤسساتُ وإن وجدت شكلاً فهي غائبة في الجوهر .
0القبيلة اليمنية ككيان في المجتمع أين تضعها ؟ 00
القبيلة اليمنية لها خصوصيتها، وظيفياً قد نصنفها في إطار مؤسسات المجتمع المدني، لكن كمفهوم هي بنية تقليدية، بمعنى أن مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب فيها العضوية مفتوحة ولها أيدلوجيا وفكر، لها برنامج، بينما القبيلة لا ، ثقافتها وهويتها منغلقة إن جاز التعبير، وأود أن أقول إن التوصيفَ للحياة السياسية اليمنية اليوم أنها تنتج أسوأ ما في المؤسسة التقليدية »القبيلة«، وأسوأ ما في المؤسسة الحديثة "الأحزاب، نحن الآن نمر بمرحلة ظهور الأسوأ من القديم والأسوأ من الحديث، بحيث تعانق الأسوأين، مثلاً في الحزب تسودُ ثقافة التركيز على الوصول إلى السلطة فقط، صحيح أنه من خلال تعريفنا للحزب السياسي أنه يسعى للوصول إلى السلطة، لكن يفترضُ أن له وظائفَ متعددة على المستوى المجتمعي تنشأة سياسية، تجنيد سياسي، التعبير عن مصالح أفراد، نشر الثقافة السياسية الحديثة، التوعية السياسية، كلها من وظائف الحزب، الملاحظ أن وظائف الأحزاب تختزل في قضية السطو على السلطة، كما ظهر أسوأ ما في القديم، فالقبيلة لم تعد تحتكم للأعراف والعادات والتقاليد القبلية، إن الأماكن المهجرة لا يجوز أخذ الثأر فيها، اليوم تأخذ الثأرات في العاصمة، أيضاً للأسف سهولة استخدام السلاح والتعبير عن المطالب عن طريق العنف، فنحن في وضع اجتماعي وسياسي أظهر لنا أسوأ ما في البنية التقليدية »القبيلة«، وأسوأ ما في المؤسسة الحديثة التي هي الأحزاب، اليوم تعانق الحزب مع القبيلة.
0 برأيك هل تؤثرُ المؤتمرات القبَلية على وحدة اليمن خصوصاً وأنها تهملُ محافظاتٍ بكاملها؟!.
00اليمنُ يعيشُ اليومَ إرباكاً حقيقياً، وهو لم يتشرب الثقافة الحزبية، كثيرٌ من اليمنيين غيرُ منتمين للأحزاب، كذلك الأحزابُ للأسف الشديد أثبتت فشلها من خلال الوظائف التي يفترَضُ أن يؤديَها، كثيراً ما تختزلُ وظائفها في العامل السياسي وتعملُ بشكل موسمي في تعبئة سياسية قُبيل الإنتخابات رغم ما ظهر به نسبياً اللقاء المشترك في الإنتخابات الرئاسية من فعالية إلى حد ما تجاوز ثقافة الإستضعاف، ومع الأسف أنهم حتى الآن لا يمتلكون القدرة على النزول إلى الشارع للتعبير عن مطالبهم بشكل سلمي، ولا الإعتصام بشكل سلمي، إستمعنا شعاراتٍ كثيرةً حول إنتزاع الحُقوق والحريات بشكل سلمي، أحزابُ المعارضة ستظلُّ أحزاباً معارضة طالما والثقافة السياسية السائدة لم تتشربْ قضيةَ التداوُل السلمي للسلطة، مفهوم المعارضة هو مفهوم مرتبط بأنها تمثل بديلاً محتملاً للسلطة، أي أن هناك تداول سلمي للسلطة، الحياة السياسية اليمنية لا تعرف التداول السلمي للسلطة مهما شاهدنا من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، طالما وثقافتنا حتى الآن غير ديمقراطية، لا زالت عندنا مقولة لا يجتمع سيفان في غمد واحد طالما والسلطة هي مجلب للمال والثروة فكلٌّ منا يمسك السلطة سيعض عليها بالنواجذ، الأحزاب عليها أن تنشر ثقافة رفض الإستحواذ، وفصل الحزب الحاكم عن إمكانات الدولة، أمور ومتطلبات كثيرة، كيف ننشر ثقافة أن لنا حقوقاً وحريات لا بد أن تنتزع، كيف نعزز سيادة القانون؟!، أحزاب المعارضة لم تقم بدورها وأيضاً الحزب الحاكم للأسف لم يقم بدوره.
0هل ستلقى مثل هذه التكتلات قبولا اكبر من القبول بغيرها في ظل الاوضاع الحالية ؟ 00
المواطن إذا وجد أي تجمع سياسي أو مهني أو نقابي يعبر عن مطالب أعضائه وينجح في التعبير عن هذه المطالب سيكون معه، اليمني موزع بين انتمائه لحزب سياسي ولحزب حاكم وانتماء لقبيلة، لكن الخطورة هناك وأنا أوضح رغم أني أحمل شهادة دكتوراه ورئيس سابق لقسم العلوم السياسية بأني عندما أستوقفت في مطار صنعاء الدولي من قبل الأمن القومي دون وجه حق رغم إعتذارهم مؤخراً بعد أن وقفت الجامعة إلى جانبي وأنا أشجع ثقافة الإعتذار في حياتنا السياسية اليمنية، أصدقك القول إني حنيت للقبيلة؛ لأنه عندما تغيب المؤسسات الحديثة، ويغيب العدل تحضر القبيلة، وتحضر ما تسمى مؤسسات ما قبل الدولة، أعطني مؤسسات حديثة ستتراجع البنية التقليدية .

0وصفكم دكتور للمرحلة الحالية فيما يخص القبيلة ككيان له دور في الحياة السياسية ؟ 0
0هذه مرحلة قبيلة الحزب وتحزيب القبيلة، قبيلة الحزب لأن الحزب كمؤسسة حديثة أصبح كائناً مسخاً، لم يتحول إلى مؤسسة حديثة ينشر الوعي في المجتمع كما لم يُلب حتى مطالب كوادره وأعضائه، وأيضاً الخلل بنيوي في الثقافة وفي غياب النخبة الحزبية في هذا الإطار، وأيضاً القبيلة لم تعد أعرافها وتقاليدها بإيجابياتها حيث ظهرت الآن الأعراف السلبية، الثأرات في كل مكان، سهولة واستخدام السلاح، هذا ناتج عن تخلخل في البنية القبلية، إذاً صار هناك تحزيب للقبيلة وقبْيَلة للحزب، بعض الأحزاب تستقطب زعيم القبيلة، وبعض رجال القبيلة وتدثرهم أو تلبسهم عباءات وتلقنهم شعارات الحزب، ولكن ما تزال الثقافة هي ثقافة تقليدية قبلية، وكانت تأريخياً هي آلية الوصول إلى السلطة، كثيراً من الحكام الذين وصلوا إلى السلطة في اليمن كانوا يتحالفون مع القبائل الأقوى، القبيلة لا تحكم ولا تصل إلى رئاسة الدولة، ولكنها تؤثر في صنع القرار السياسي، فالقبيلة تأريخياً هي الأكثر قدرة على التعبير عن مصالح ومطالب أعضائها، وكذا في توصيل رسائل قوية لصانع القرار السياسي، على سبيل المثال في 2005م عندما ارتفعت مشتقات البترول مَن الذي واجه ذلك؟، المشايخ إجتمعت بالرئيس في مقر الرئاسة ونجحت في تعديل بعض القرارات.
0هناك من ينكر القبيلة رغم ان 90 %من ابناء اليمن قبائل ما رأيك؟ 00
القبيلة هي العمود الفقري في المجتمع اليمني لكن هناك تنوعاً، مناطق ضعفت فيها القبيلة، ومناطق لا زالت القبيلة متماسكة، ولست مع هذا التوصيف، لا أميل للإحصائيات هذه لأن المهم هي الدلالات السياسية للدور السياسي للقبيلة، أنا ممن يرون أن العامل القبلي لا يزال حاضراً في سلوكنا السياسي سواء في اليمن أو الدول العربية الأخرى، وكما قلت وأؤكد أننا في اليمن في مرحلة لم تعد القبيلة قبيلة كما كان.

0 توصيفك للمشيخ؟!. 00

يفترض أن في تأريخ القبائل اليمنية والعربية أيضاً يوجد نوع من السمات والخصائص لشيخ القبيلة، منها الكرم، الشجاعة، الإباء، سيد القوم خادمهم، الآن نستطيع أن نوصف بعض شيوخ القبائل كما وصفت بعض القيادات الحزبية، أنهم يحاكون الحاكم السياسي في استبداده، فغدت مصالحهم الشخصية الهم الأول بينما يفترض أن شيخ القبيلة هو الأول بين متساوين، ويفترض أن يسعى لتحقيق مصالح قبيلته، لكن ما نراه الآن أن كثيراً من المشايخ يسعون إلى حقيق مطالبهم الشخصية قبل مصالح القبيلة، وهناك الدلالة السياسية أن القبيلة بدأت تضعف وتخلخلت وأنا أتحدى المشايخ أن القبيلة أصبحت من قوة إلى قوة؛ لأنه في ظل توري الأعراف والمثل القبلية الأصيلة قد أضعفت القبيلة، وهناك محاولة من النخبة الحاكمة لإضعاف القبيلة كي لا تغدو قوية. 0
هل لا زال داعي القبيل قوي ويلعب دورا في الانتخابات ؟ 00
في اليمن لا توجد مشاركة سياسية رغم وجود الإنتخابات، وإنما هناك تعبئة سياسية، المشاركة السياسية تبنى عن وعي، واختيار الأفضل من بين البدائل المتاحة، الناخب اليمني مع داعي القبيلة، ما يزال مع داعي المنطقة، وداعي البعد الشخصي، المناطق القبلية لم تحدث، أيضاً في ظل معارضة مستضعفة ليست جادة في طرح نفسها كبديل محتمل للوصول إلى السلطة، وكما قلت لا يوجد في اليمن تداول سلمي للسلطة وإنما هناك تمديد سلمي للسلطة.
0هل هناك خطورة على الحكام من القبيلة ؟
00 القبيلة في اليمن لا تحكم لكنها توظف من قبل الحاكم السياسي، الخطورة أن الحاكم السياسي يسعى لإضعاف البنية التقليدية وتفريخ مشايخ جدد إلى جانب المشايخ الأصليين ليتم إضعاف القبيلة من الداخل والخطورة أن هذا الحاكم أو النخبة الحاكمة لا يسعى إلى إيجاد مؤسسات حديثة كي تحل تحمل هذه البنية التقليدية للأسف، هناك محاولة إضعاف القديم دون زرع حديث ديمقراطي ومؤسسي لحل هذا القديم.
0 هل لدى زعماء القبائل طموح للوصول للسلطة؟.

00 تأريخياً القبائل لم تستطع الوصول إلى قمة السلطة، كان يوظفها الحاكم السياسي لدعمه للوصول إلى السلطة، وتأريخياً الذين حكموا الدولة اليمنية كانوا من خارج شريحة شيوخ القبائل، لكن القبيلة ليست كياناً مصمتاً، قد تكون من ضمن مدخلات المعارضة وهذا ما أسجله على المعارضة حيث لم تستطع أن تتفهم المؤسسة القبلية ودائماً تتصنع علاقة ثأرية معها بدلاً عن أن تتفهمها وتجعل من بعض القبائل خاصة تلك التي تعاني مدخلاً وقوة لصالح قيام معارضة سياسية ومجتمعية في النظام السياسي اليمني.

0أي الاحزاب السياسية في نظرك اكثر قربا من القبيلة ؟
00التجمعَ اليمني للإصلاح ليس له موقفٌ سلبي من القبيلة كبقية الأحزاب الأخرى خاصة مثل الحزب الإشتراكي سابقاً والحزب الناصري وحزب البعث، لا يوجد موقف مسبق ضد القبيلة بالنسبة لحزب الإصلاح، فالشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله كان هو رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وأيضاً وأنهم يعتقدون وهم الآن في المعارضة أن القبيلةَ تحيي ما يُسمى تعانق العصبية بالدين، ومن أهم فاعلية التجمع اليمني للإصلاح أنه يقترب من القبيلة، عندما تقتربُ العصبية من الدين، أو مفهوم الدين يحدثُ نوعٌ من القوة، القوة العصبية في الجانب القبَلي مع العقيدة أو الدين يأتي ليشذبَ هذه العصبية فيحدُثُ نوعٌ من الفاعلية في إطار المجتمع السياسي.
0 0 التعددية الحزبية فرقت بين الناس ما تعليقكم ؟!.

00 لست مع هذا التوصيف، التعددية السياسية جاء لخير المجتمع، توجد نوع من التداول السلمي للسلطة، نوع من إيجاد توازن لتعود خيرات المجتمع لكل أبناء المجتمع، اليمنيون استوردوا الآليات لمفهوم الديمقراطية الليبرالية الغربية وصبغوها بالثقافة اليمنية السائدة، استوردنا المبنى ونسينا المعنى، الخلل في ثقافتنا التي جردناها من إيجابياتها، الديمقراطية ليست موضة نستوردها، هي قيم ومثل وإجراءات، لكن الملاحظ أن لدينا انتخابات، ولدينا مجالس مبان وأثاث فاخر، لكن لا تزال الثقافة مشبعة بالإستبدادية، ما يزال الأكفاء مهمشين، الذين يحضرون هم الجهلاء، هم الذين لا يزالون مسؤولين بالثقة قبل الكفاءة.
0يتخوف الدكتور محمد عن صراع قبلي قبلي؟.

00نعم خاصة واليمن تمر بمرحلة فيها القبيلة لم تعد قبيلة فقد تخلخلت القيم، والحزبية أيضاً لم تغد حزبية بالمعنى المؤسسي الحديث، والأهم من هذا يدل على عدم وجود مؤسسات حديثة للدولة تستوعب مطالب المحكومين. 0

لماذا برأيكم لجاء المواطن اليمني إلى القبيلة ؟
00المواطن اليمني يلجأ لقبيلته لغياب دولته وعسفها وعدم شرعيتها، المواطن يلجأ للأعراف القبلية عندما يرى أن القوانين لا تطبق في المحاكم اليمنية، المواطن اليمني يلجأ لقبيلته عندما لا يجد إنصافاً، ولا يجد مواطنة متساوية، طبعاً لست مع من يرون أن القبيلة شر مستطير، هناك خصوصية لمفهوم القبيلة اليمنية رغم ما حصل من محاولة لإضعافها والقضاء على القيم الإيجابية في أعرافها وتقاليدها ولكن أعتقد أن لدى أحزاب المعارضة متطلبات ينبغي أن تقوم بها، كما يتعين على المواطن أن ينتزع حقوقه وحرياته، التأريخ يعلمنا بأن الحقوق والحريات لا تمنح وإنما تنتزع، هناك من يهول بأن القبيلة وراء كل الشرور، وهذا غير صحيح، وغير علمي، القبيلة جزء من هذا المجتمع، المجتمع يعاني من إشكاليات كبيرة، هناك قلة كما قلنا تتمتع بخيرات الوطن، والملاحظ أن المعارضة تكتفي بتوثيق أخطاء الحزب الحاكم، لا بد أن تشكل قولاً وعملاً بديلاً محتملاً للحزب الحاكم.

نقلا عن موقع بكيل نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.