إن السبب الحقيقي وراء دفن تأريخ المناضلين الحقيقيين في الثورات السابقه 26،14 سبتمبر وأكتوبر الخالدتين والالتفاف على أهدافهما وتمييع عدالة القضية وقداسة التضحيات الوطنيه وو. كان ورائها سياسة الإقصاء والتخوين ،..العمالة الحقيقية آنذاك تجسدت في المحترفين الذين مازالوا يتأهلون حتى اللحظة للوصول إلى النهائيات ...اللاهثين وراء السلطة اتخذوا من الإقصاء طريقه سهله وغير مكلفه - لا تتعدى تصريح او مقاله - لتدمير الكيانات المتباينة معها في الآراء او الايدولوجيا حتى يخلوا لها الجو لممارسة مهنتها الحقيرة والتسلق على جهود الآخرين ليس ذلك فحسب بل والتشهير بهم كي يظهروا هم في الواجهة كمناضلين . أعتقد أن الشعب اليمني برمته علم بمشروع إخلاء الساحات والذي يتبناه ويحرض عليه طرف واحد ويعتبره من اشكال التصعيد والطريق الأوحد لحسم "ثورة العهر" كما أسموها هذا الطرف الكل يعرفه بينما يدعي انتمائه للثورة ، ما يثير التذمر والذعر هو التسويق والترويج والتشويه كما عهدناهم منذ زمن (من عارضهم في الفكرة التي يدعون إليها فهو خائن وعميل ومن بقايا النظام ) ..لا أدري إلى متى سيستمر غباء هذا الشعب !!! وأنا هنا سأدع الحكم لأصحاب القرار ثواراً، وأحراراً ،ووطنيين : هل تحققت أهداف الثورة حتى الآن ؟؟ وهل يُعتبر من يريد استمرار الثورة سلمياً حتى تحقيق أهدافها خائن وعميل ومن بقايا النظام ؟؟؟....ويلكم كيف تحكمون !! إن ما أثار حفيظتي وجعل لعاب حبري يسيل هوا ما كتبه المناضل والثائر "جلال الحزمي "في مقاله الذي نشرته صحيفة الجمهورية في عددها (15534 الثلاثاء الموافق 19 يونيو 2012م) بعنوان جبهة إنقاذ ..والذي أتهم فيه جبهة إنقاذ الثورة بكل مكوناتها والحراك والحوثيين وملالي إيران "حسب تعبيره" بأنهم من بقايا النظام وأنهم خانوا الوطن ودماء الشهداء لأنهم عارضوا مشروع إخلاء الساحات وتمسكوا باستمرارية الثورة سلمياً وأنا هنا لا أدافع عن المكونات التي أدانها أستاذي الفاضل ولكن يرعبني ويستفزني الأسلوب والتخوين بمجرد اختلاف في الآراء أو وجهة النضر ....يبدو لي أن من يسقطون هم الذين يقصون الآخرين تحت أي مبرر "الخروج عن ألجماعه" ويبدو أيضاً أن الشعب لم يعي بعد ولم يتعلم من الثورة وفلسفتها شيء وما تخفيه الأيام والسنوات القادمة هوا إرهاب من نوع آخر إرهاب رجعي وإقصائي والذي يمرر أطروحاته بطريقه سحريه يصدقها العامه من الشعب بسهوله ويجهلون في المقابل المعاهد والكليات التي تنتج أكثر من ثلاثة آلاف متطرف سنوياً !! السؤال الذي يكرر نفسه على هؤلاء :أما يكفي اليمن ما حل بها طيلة العقود الماضيه وحتى يومنا هذا ؟ أعزائي إن القادم هوا الأهم والأحرى بتضحياتنا هو الوطن يجب علينا جميعاً أن نترفع عن الانحطاط السياسي والفكري فالذي يربطنا يبعضنا كيمنيين أكبر وأعظم من (الدم ،والعرق ، والسلالة ، والطائفة ، والمذهب ، والحزب ,.....) ما يربطنا هو انتمائنا الوطني والجغرافي ، لكلٍ منا رأية ،والوطن يتسع للجميع .