أيها الرفيق أحمد سعيد الجبزي! أنا هاني.. هل تذكرني يا رفيق؟! لقد تظاهرنا وناضلنا معاً في شوارع صنعاء لأجل الخبز.. لأجل الحرية.. لأجل الحب.. لأجل الثورة. كنا أنا وأنت والرفاق نجوع ونقاتل يوماً بعد آخر، ولم ننكسر؛ فلماذا تركتنا الآن يا رفيق ولمّا ننتهِ من أعمالنا بعد!؟ يا أحمد الجبزي! دعني أصدقك القول بأني الآن متعب ومنهك وحزين ومذعور، ولو أني أعرف أنك سترد طلبي وستقول لي كعادتك: "الحياة حلوة يا رفيق!"، كنت طلبت منك أن تفسح لي مكاناً إلى جوارك؛ لكني يا رفيقي سأواصل الحياة، وسأتذكر وجهك الطفل، ضحكتك البريئة، قلبك الوطن، نبلك، إنسانيتك... ومقولتك الشهيرة: "الحياة حلوة يا رفاق"، وسأنهض من وجعي هذا لمواصلة حلمنا الذي بدأناه معاً بأول صرخة وأول خيمة. تأكد يا رفيق أن غيابك هذا الطويل لن ينسينا أحمد؛ أحمد الثورة والإنسان والإضاءة والرفيق... لقد جمعتنا سنوات لا بأس بها من التشرد والجوع والخوف والنضال والضحك، وهي كفيلة بأن تبقيك حاضرا في قلوبنا ما حيينا. هناك، في "جولة الشهيد جار الله عمر"، داخل كلية الآداب، حيث كان أول مكان تعارفنا فيه، ما تزال روحك المتمردة عبقة، في المكان وفينا، وسنكون في ذلك المكان نلتقي أنا وأنت والرفاق كلما سنحت لنا الفرصة أن نفعل ذلك. أعتقد أننا متفقون يا أحمد على هذا الأمر، ولن تتأخر عنا يوماً. وبالمناسبة يا رفيق أحمد، أنا وجميل سبيع ونبيل عبد الحفيظ وإياد المخلافي وخليل الزكري وأوراس الإرياني وفارس حسان وخاطر الصلوي وعبد العالم الدكاك وميزار الجنيد ومراد سبيع... وبقية الشلة سنكون غداً في "جولة الشهيد جار الله"، فاحرص أن تحضر باكراً. سيكون يوما مميزا يا أحمد، حتى أن صامد السامعي سيأتي من كلية الإعلام، والمفكر رضوان نعمان سيأتي أيضاً، وسنتحدث كالعادة عن البنات والسياسة والروايات، وربما سنتشاكل مع جنود الأمن بسبب ممارساتهم الهمجية داخل الكلية. وبعد الظهر يا رفيق سنغادر الكلية إلى مطعم العصيد في "القاع"، ثم إلى دكان "عبد الحق" بائع "السوتي". وبعد أن نشرب الشاي في "بوفيه الشيباني" ونسمع صوت أيوب يغني "يا بنات الحوية..."، ستكون وجهتنا "منتدى الجاوي" في "شارع هائل"، حيث سنلتقي هناك علوي السقاف وفتحي أبو النصر وأحمد السلامي ومحيي الدين جرمة وهاني عبد الرحمن ونبيل قاسم... وآخرين ممن اعتدنا رؤيتهم هناك؛ فالحياة حلوة يا أحمد، ويجب أن نعيشها، وكان عليك أن تفعل أيضاً!