كم كان موفقا باسندوة اليوم حين ظهر على شاشات التلفاز متهما حملة 11 فبراير المطالبة بإسقاط الحكومة بانها لم تكن موجودة في ثورة 2011 بقوله اين كانوا؟ واتهامه لهذه الحملة بانها عاجزة عن اسقاط حكومته بقوله لو يقدروا يسقطوها يسقطوها. كما طالعتنا قنوات اعلام الاصلاح ملوحة ان هذه ثورة مضادة تريد ان تلتف على ما انجزته الثورة الشبابية 2011 واحتفلوا بذكراها وروجوا واذاعوا واذاعوا ليأتي الاعلام غير المحلي ليقول ان حملة ضد الفساد يدعمها النظام السابق والحوثيون .. حملة ضد الفساد المدعومة من تل ابيب تطالب بإسقاط الحكومة واسقاط الفساد.. الاصلاح والحكومة نزلت في نفس اليوم تحتفل وهي تقول انها مدعومة بإرادة الشعب اليمني وثورته المجيدة وهي تحتفل بالإنجازات وتتهم معارضيها كما سبق. لقد احتفلت معهم رغبة مني ان اشعر بسعادة وفرحة غامرة على الاقل ثم عدت افكر في الخطر الذي يقع فيه اليمن اليوم من جراء الثورة المضادة لكن ضميري لم يمنحني فرصة الفرح والابتهاج الا بعد ان اعرف اي الفريقين تدعمه غرفة في تل ابيب ؟ وها انا ذا: منذ عامين مضت واليمن يقاسي ويلات القتل والتفجير الذي لم يسبق له مثيل وفي عاصمة مركز الدولة وقلعة الدفاع والجيش وحكومة باسندوة تكتفي بتصريح مقتضب: وسنعمل على ملاحقة الجناة وكشفهم والتلويح بتوجيه الاتهام للنظام السابق. و يقوم حزب الاصلاح بدور موازي يحشد الحشود للمطالبة بإسقاط الحصانة مرة ومحاكمة قتلة الثوار مرة اخرى لتعزيز هذا التلويح وتأكيده. منذ عامين والخزينة تنهب وينخر الفساد في كافة مفاصلها وتنخفض موارد البلاد يوما بعد يوم واقصاء للبعض من ابناء الشعب دون تهمة تذكر الا انهم ليسوا من حزب الاصلاح واستبدالهم باخرين مشهود بفسادهم او غير اكفاء وبمخالفة جريئة للقوانين والاعراف التي عرفتها الانسانية على طول العصور والحقب التاريخية فلم يسبق ان اصبحت مخالفة القوانين علنية والفساد مشرعا بقوانين بديلة. منذ عامين ولا تخلو محافظة في اليمن من قتل غادر او تفجير مدوي او تقطع في الطريق او مظاهرة تطالب بإنصاف مظلوم او حرب قبلية او طائفية او ضد الجيش اختطافات واغتصابات وسرقات ووووهلم جرا. لا حساب ولا عقاب ولاعدل ولا امان لا صحة ولا تعليم ولا حرية للتعبير سوى مزيد من التقسيم مزيد من زرع الفتنة والفتنة اشد من القتل مزيد من كل دمار وهدم لكافة مقومات الدولة. عجزت هذه الحكومة حتى في استغلال المنح الدولية لبناء اليمن الذي سقط لأجله مئات الشهداء وحتى عن رعاية جرحى ثورة اوصلتها الى الحكم وتركتهم في العراء امام مكاتبها يقاسون الم و وجع الجراح الجسدي والنفسي ويتساقطون الواحد تلو الاخر يلاقون حتفهم متأثرين بجراحهم ودموع اسرهم واطفالهم تتساقط مرة كالعلقم على ما فرطت في عائلها او ابنها حين سمحت له ان يكون حرا عاشقا لوطنه فأمسى جريحا عاجزا يستجدي.. من واجه بصدره العاري رصاصات الموت للذود عنهم في ساحات التغيير والحرية يستجديهم لتضميد جراحاته. هذه الحكومة وهي عاجزة لم تفتح الباب حتى لمعارضيها ليعيدوها الى جادة الصواب بأخذ صرخاتهم بعين الاعتبار والمراجعة لما يكشفونه لها من مفاسد خطيرة تودي البلاد الى المهالك ، على الاقل من باب الحفاظ على ماء الوجه من نظام سابق لا زالت تلقي عليه بفشلها الذريع والمزمن وهي تخرج علينا بعذر اقبح من ذنب. هذه الحكومة لا تجيد الا التنظير والمعارضة على مدى سنوات الفت ذلك واعتادت عليه ولم تعد قادرة على تنفيذ فعل واحد مما استمرت تنظر له طيلة ماضيها السحيق حين كانت تسمي نفسها معارضة وتعارض النظام السابق.. اليوم هي في السلطة تعارض المعارضة لا نها لا تجيد الا المعارضة والتنظير والشعارات وفن اطلاق الشائعات والقاء الاتهامات الباطلة والابتزاز لمقدرات الشعب اليمني وثرواته بهذه الاساليب التي أعتادها ، ما لم فالويل كل الويل للوطن من صرخاتهم آنذاك هنا وشرقا وغربا وفي كل مكان بالتهديد والوعيد حتى لا ينعم الوطن بالسكينة والامان ويتجه للبناء والتنمية.. كانوا يتملقون لكل شيء ويشككون في كل شيء ويهجون كل شيء ويتهمون النظام السابق بشتى انواع التهم ولا زالوا كما هم يزدادون اثما على اثمهم.. هذه الحكومة وهي في السلطة اليوم لم تأتينا بجديد ولا بقديم ولا زالت كما هي تعارض وتنصب صنم شماعتها التي تضيئ لها الطريق لمزيد من النهب والاستحواذ وملئ بطونها وبطون انصارها بالمال العام فأصيبت بالتخمة حتى اضحت عاجزة عن التفكير فيما تراه من ابناء هذا الشعب المكلوم والمغلوب على امره يتضور جوعا من فقره وينهي ايام حياته فقرا وحاجة وجوعا بلا معين ومرضا بلا علاج وقهرا وكمدا و بلا انصاف وعدل وحزنا والما بفراق عزير قتل غدرا بلا غريم امام عيون اطفاله وداره وكبدا بلا حرية للتعبير عن المه ووجعه وخوفا ان يقطع لسانه فلا ينطق الا الموت المحقق عندها. اليوم جمع الشعب اليمني ما تبقى له من فتات الريالات ليشتري لنفسه قليل من الاوراق والاقمشة البيضاء ليكتب عليها شعار انينه المضني لينتفض في مسيرة سلمية تطالب بلفتة انقاذ عاجلة لروحه التي تتهالك وجسمه الذي يتمزق يقول لسان حاله يا حكومة يا من اعجبنا قولكم حتى وليتم علينا يكفي فساد يكفي سعي للفساد والافساد في الارض وهلك للحرث والنسل يكفي اتقوا الله في شعبكم.. فكان جواب الحكومة على لسان رئيسها واعلام حزب الاصلاح بلسان حال من اخذته العزة بالإثم وسخروا لذلك واذاعته بالصوت العالي على الملاء وسائلهم الإعلامية وحتى وسائل الاعلام الرسمية والتي من المفترض انها لسان حال الشعب الذي يدفع اجرها من قوته وقوت ابناءه فلم ينتاب هذا الاعلام الرسمي ذرة من خجل ليلمح حتى تلميحا بعيدا عن صوت هذا الشعب الجريح وقد ملات صرخاته جو السماء يدوي شرقا وغربا واتت حشوده تهدر هدير الشلالات في منابعها.. لم يستحي الاعلام الرسمي بلفتة اليها واذا لم تستحي فافعل ما شئت.. حتى هذه اللحظة لا زلت اتمنى ان يصدق عقلي وفطرتي التي فطرني الله عليها ان حملة ضد الفساد مدعومة من تل ابيب واخاف ان اصدق ذلك الزعم فيشتاق قلبي ويحن لتل ابيب الداعم لأولئك المقهورين المظلومين من ابناء الشعب اليمني فلا يمكنني الجمع بين نقيضين حكومة وحزب يحشد ويحتشد للاحتفال بمنجزات هي اشبه بافجع كابوس يعيشه الوطن منذ عامين ، فاعتبره مدعوما من الارادة الشعبية يكرم شهداء الثورة في مراقدهم وكأن حلمهم الذي بأرواحهم رخيصة لأجله قد تحقق ، وبين من يحشد ويحتشد ضد الفساد والمفسدين والتنكيل بهذا الكابوس المرعب ولا ناقة له ولا جمل مدعوما من تل ابيب.. ليس امامي الا ان ادعي الخبال والجنون فلا اؤاخذ بما اعترف انني صدقته ومعي رئيس الحكومة واعضاء الاصلاح حتى يتجلى علينا قبس من نور هيئة العلماء بفتوى علمية من سنة الله وكتابه المجيد تصف المشهد الاشبه باحجية لوغرتمية ومعادلة جبرية حلها سالب ملا نهاية.. و الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل والله من وراء القصد.