من حضن موطنه الذي اتسع اتساعاً رحباً للبطالة وضاق بأحلام كثير من أبنائه الشباب حتى الإنسداد كان أملاً بحياة تؤمن له أدنى ضرورات البقاء والاستمرار فخرج ابراهيم علي صالح اليافعي حاملاًً عصا ترحاله , يحدوه أملاً بالحياة ويحلم بالسعادة التي سيجلبها لنفسه كشاب يتوق إلى بناء مستقبله واسعاد والديه ,بعدأن ترك صحن مدرسته راغماً . فأبوه الكهل المعدم لايقوى أن يعينه على مواصلة تعليمه , والفاقة والفقر الذي تعيشه الأسرة يدفعه قسراً ,لأن ينوء بحمله ويتحمل مسئولية توفير لقمة عيش كريمة ,ويكون قراره السعي في أرض الله الواسعة والهجرة بعد استضعاف الجوع له ولأهله ولما ولى ميمماً شطر السعودية كان قد أعلم والديه بقصده ,معطيا لوالده وعد تواصله معه وطمأنته لوالدته بأنه سوف لن ينقطع اتصاله بهماسس عبر الجوال.
واصل ابراهيم اليافعي يذرع القفار والصحاري إلى أن وصل نعم وصل لكن القدر الذي لقيه أسوأ من القدر الذي أخرجه من وطنه وداره لقد تلقفه الأمن السعودي فألقاه في غياهب السجن بتهمة (الإرهاب)وبعدطول انتظار والد إبراهيم ووالدته وتعطشهما لسماع صوت فلذة كبدهماس عبر مكالمة هاتفية تطفي نار اللوعة في قلب الأبوين , يستعر لظى الأسى والحزن والفجيعة في كبدي الأب والأم على ولد حظه أن يكون تعيساً وقدره موحشا إذا لم يكن قدره سجن الحاجة في الوطن فسجن الأمن في المهجر. ويتحمل أبوه على كاهله أمر المطالبة بولده مبتدئاَ من مسئولي مديرية يافع فمحافظة لحج كي يخاطبوا الجهات المختصة في السعودية بأن ولده ماخرج إلا طالباً الرزق الحلال ساعياًَعلى نفسه ووالديه الكهلين مؤكداً بأن هذا الشاب ماعرف عنه إلاخيراًويؤيد ذلك كل من عرفه من أبناء منطقته. لكن هذه النداءات والتأكيدات لم تجد صدى أوتجاوباً ويستمر سجن ابراهيم ثلاثة أعوام حتى لجأ والدالشاب السجين إلى مناشدة رئيس الجمهورية وسفارة الجمهورية اليمنية في السعودية طالباًً منهم التدخل لإيضاح براءة ولده كما يتوسل من جميع الهيئات والمنظمات الانسانية المختصة داخل اليمن وخارجة ان تعمل على المطالبة بالافراج عن إبنه.