شهدت محافظتا الضالع ولحج في جنوب اليمن مسيرات شارك فيها آلاف نددوا بما وصفوه التآمر الأجنبي والإقليمي على اليمن، وهو ما انتقدته أيضا المنظمة العربية لحقوق الإنسان. ويأتي ذلك على وقع مقتل نحو خمسين وجرح العشرات في غارة أميركية استهدفت عناصر من القاعدة في محافظة أبين. فقد خرجت مسيرة حاشدة في ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع تحمل لافتات تطالب بسرعة الحسم الثوري وتشكيل مجلس انتقالي. ونقل مراسل الجزيرة نت ياسر حسن عن أحد شباب الثورة بالضالع يدعى إبراهيم أحمد قوله إن المشاركين هتفوا ضد التدخل الخليجي والأميركي واستنكروا ما وصفوه محاولات البعض في الداخل والخارج التآمر لإجهاض ثورتهم عبر إعادة الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتلقى علاجا في السعودية منذ تعرض قصره لهجوم الشهر المنصرم. وأكد ثوار الضالع في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه مضيهم في طريق الثورة بشعار السلم ومنهج العدل حتى النصر، وفق البيان. وقالوا إن الحقيقة قد وضحت وبانت خيوط المؤامرة الإقليمية والدولية على ثورة اليمن، وأضافوا في البيان "لقد ظن المتآمرون على ثورة اليمن في الداخل والخارج أن إعادتهم إنتاج صالح مرة أخرى وإظهاره سيضعف العزائم ويخفف شعلة الثورة، وهو ما لم ولن يكون". وفي ضاحية طور الباحة الصبيحة بمحافظة لحج خرجت مسيرة لرفض كل المساومات على الثورة أو التنازل عن تحقيق كل أهدافها. وشهدت المسيرة حضور أربعين جنديا من الحرس الجمهوري بزيهم العسكري ليعلنوا انضمامهم للثورة ودعمهم الكامل لها. يُشار إلى أن شباب الثورة خرجوا في العاصمة صنعاء أمس في مسيرة حاشدة أيضا لتأكيد استمرارهم حتى تحقيق جميع أهداف الثورة، ورفضوا ما وصفوه بالوصاية الإقليمية والدولية على اليمن. قلق المنظمة العربية من جانبها أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي تتخذ من القاهرة مقرا لها عن قلقها بشأن ما وصفته بالتدهور المتزايد الذي تشهده الساحة اليمنية. وأشارت المنظمة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إلى أنها حصلت على تقارير ميدانية تؤكد استفحال التدهور المعيشي في البلاد على نحو يهدد بشلل الحياة في مختلف مناحيها. وانتقدت ما وصفته بالدور السلبي الخطير للقوى الدولية صاحبة المصلحة في بقاء النظام اليمني وكذلك قوى الجوار الإقليمي التي "اتفقت فيما يبدو للعمل على المحافظة على النظام الدكتاتوري في اليمن وإجهاض المطالب المشروعة للثورة السلمية". وجددت المنظمة تأكيدها مشروعية مطالب الثورة الشعبية في اليمن، وحتمية رضوخ النظام الحاكم لمطالب شعبه، وتحمله مع القوى الدولية والإقليمية المساندة له مسؤولية "الانتهاكات والفظاعات التي ارتكبها بحق مواطنيه". وقد تسببت أزمة المشتقات النفطية في مقتل شخصين بتعز اليوم الخميس، وقالت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال إن ذلك جاء خلال نزاع للحصول على البنزين. ويشهد اليمن أزمة مشتقات نفطية أدت إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين سعة عشرين لترا من سبعة دولارات إلى نحو خمسين. غارة أميركية وفي تطور آخر ذكرت مصادر صحفية أن الطيران الأميركي شن في وقت مبكر اليوم غارة على عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبينجنوب اليمن، وهو ما أسفر عن مقتل خمسين منهم وجرح العشرات. ونقل موقع صحيفة أخبار اليوم عن مصادر لم يسمها أن قرابة خمسين شخصا من عناصر تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم، كما تم تدمير كافة الآليات والعتاد التابع لهم في مديرية الوضيع بمحافظة أبين. وأشارت المصادر إلى أن طائرات استطلاع أميركية من دون طيار شوهدت خلال الأيام القليلة الماضية في سماء محافظة أبين. يُذكر أن هذه الغارة تأتي بعد يومين من زيارة جون برينان مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي إلى اليمن، أكد خلالها على تعاون البلدين بشأن ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة بالمحافظة. المصدر: الجزيرة - وكالات