كان وضاح اليمن "عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال من آل خوذان الحميري" جميل الطلعة ، وشاعراً رقيق الغزل، عجيب النسيب وكان يتقنع في المواسم. له أخبار مع عشيقة له اسمها روضة من أهل اليمن، قدم مكة حاجاً في خلافة الوليد بن عبد الملك، فرأى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، زوجة الوليد فتغزل بها فقتله الوليد، وقيل إن أم البنين عبد العزيز بن مروان، وهي زوجة الخليفة الوليد ابن عبد الملك، كانت تهوى وضاح اليمن الشاعر، وكانت ترسل إليه فيدخل إليها ويقيم عندها، وإذا خافت وارته في صندوق عندها وأقفلت عليه، فدخل الخادم إليها فجأة فرأى وضاحاً عندها، فأدخلته الصندوق، فطلب منها الخادم حجراً نفيساً كان عندها، فمنعته إياه بُخلاً به، فمضى الخادم وأخبر الوليد بالحال، فقال له: كذبت! ثم جاء الوليد إلى أم البنين وهي جالسة تمشط رأسها، وكان الخادم قد وصف له الصندوق، فجلس الوليد فوقه، ثم قال: يا أم البنين، هبي لي صندوقاً من هذه الصناديق. فقال: إنما أريد واحداً منها. فقالت: خذ أيّها شئت. فقال: هذا الصندوق الذي تحتي. فقالت: غيره أحبّ إليك منه، فإن لي فيه أشياء أحتاج إليها. فقال: ما أريد سواه. فقالت: خذه. فدعا بالخدم، وأمرهم بحمله حتى انتهى إلى مكان فوضعه فيه، ثم دعا عبيداً له عجماً وأمرهم بحفر بئر في المكان، فحُفرت إلى الماء. ثم دعا بالصندوق، فوضعه على شفير البئر، ودنا منه وقال: يا صاحب الصندوق، إنه بلغنا شيء إن كان حقاً فقد دفنّاك ودفنّا ذكرك إلى آخر الدهر، وإن كان باطلاً فإنما دفنّا الخشب. ثم قذف به في البئر، وهيل عليه التراب، وسوّيت الأرض. فما رؤي الوضاح بعد ذلك اليوم، ولا أبصرت أم البنين في وجه الوليد غضباً حتى فرق الموت بينهما. وضاح اليمن: ما لَكَ وَضَّاحُ دائمَ الغَزَلِ ألستَ تخشى تقاربَ الأجلِ صَلِّ لذي العَرْشِ واتَّخِذْ قَدَماً تُنْجيكَ يَوْمَ العِثارُ والزَّللِ يا موتُ ما إنْ تزالُ معترضاً لآملٍ دونَ منتهى الأملِ لولا حذاري من الحتوفِ فقدْ أصبحتُ من خوفها على وجلِ لكنتُ للقلبِ في الهوى تبعاً .............. إنَّ هَواه رَبائِبُ الحَجلِ عُلِّقَ قَلْبِي رَبيبَ بَيْتِ مُلو ............... كٍ ذاتَ قرطينِ وعثةُ الكفلِ [email protected]