وألقى هادي كلمة في الاجتماع الأول للحكومة أكد فيها أن "هذه الحكومة معنية منذ هذه اللحظة بالوقوف أمام كل عناصر ومسببات الأزمة وتفكيكها ومعالجتها ووضع حلول عملية لكل وقائعها على الأرض، فاليمن كله ينتظر منها توفير كل الظروف لتمكين المواطنين من العيش بسلام وأن تخرجه إلى بر الأمان" . وأضاف: "ما نحن فيه ليس سوى مرحلة اكتنفتها المآسي والأحزان، وقد حان الوقت لتجاوزها وحكومة الوفاق هي وسيلتنا في العبور من حالة الفوضى والاضطراب إلى حالة الأمن والاستقرار" . وأكد هادي أن "المهمة الأولى هي توفير الأجواء المناسبة لتحقيق الوفاق الوطني، وتحقيق الوفاق الوطني يبدأ هنا في مجلس الوزراء"، وخاطب الوزراء بالقول: "عليكم أن تنسوا هنا خلافاتكم السياسية فأنتم أعضاء في حكومة الوطن اليمني الموحد، وأنتم لا تمثلون أحزابكم فحسب، وإنما تمثلون الملايين من أبناء اليمن، كل اليمن وهو الأمر الذي يتطلب منكم التركيز على القضايا والمهام الرئيسة لحكومتكم، والابتعاد عن القضايا التي تثير اختلافاً، والبحث دائماً فيما هو مشترك بينكم، فيما يجمع ولا يفرق، وفيما يوحد ولا يمزق" . وأثنى هادي على رئيس الحكومة باسندوة الذي وصفه ب"الشخصية الوطنية المخضرمة"، مشيراً إلى أنه "سيكون المحك العملي والتحدي الأول لهذه الحكومة هو إزالة أسباب التوتر السياسي والأمني كما نصت على ذلك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتمثلة في وقف جميع أشكال العنف والخروج عن القانون أياً كان مصدرها أو مكانة القائمين بها"، معتبراً أنها "مسؤولية الحكومة كما أنها مسؤوليتنا جميعاً، فلقد أريقت دماء كثيرة وأزهقت أرواح ويُتم أطفال ورملت نساء وتعرض بلدنا للدمار ومؤسساتنا العامة والخاصة للتخريب وحان الوقت لوقف كل هذه الممارسات التي لا يتقبلها دين أو عقل أو ضمير" . وشدد هادي على وزرائه أن يعيدوا للدولة مكانتها وهيبتها وأن يجعلوا القانون فوق كل عادة أو عرف أو رأي يخالف القانون أو يتعارض معه" . وأشار هادي إلى أن "الانتخابات الرئاسية المبكرة تمثل مخرجا مشرفاً للجميع كونها منحتنا الوسيلة التي نحافظ فيها على حقوق المواطنين والنهج الديمقراطي وفي نفس الوقت منحتنا الوسيلة للخروج من هذه الأزمة بتوافق سياسي ودون الإضرار بأحد بما في ذلك الشباب، فلا ضرر ولاضرار، وقد شكلت هذه المعادلة وصفة علاجية ناجحة في تضميد الجراح وبدء مرحلة جديدة من الوئام والعمل المشترك لصالح اليمن" . وتوقع هادي اختفاء كل مظاهر العنف والتقطع والتخندق والتفتيش في الأيام القليلة القادمة، إذا ما قامت اللجنة العسكرية بمهامها كما نصت عليها المبادرة والآلية، وهو ما يتطلب تعاون وتضافر الأطراف الموقعة على الاتفاق" . من جانبه، أكد باسندوة الروح الجماعية التي ينبغي أن تسود في أداء الحكومة والمعول على دورها في إنقاذ الوطن وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين المعقودة على الجميع، معرباً عن أمله في أن يلتزم الجميع بالمسؤولية والنزاهة واحترام حقوق الإنسان، وأضاف قائلاً: "نحن هنا لسنا فريقين وإنما إخوة مسؤوليتنا الرئيسية هي إخراج الوطن من حالة الانهيار الاقتصادي والأمني وتحسين حالة الناس المعيشية والإنسانية"، مطالباً ب"تعاون الجميع مع اللجنة العسكرية لإنهاء المظاهر المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إلى كافة مدن ومناطق الوطن" . وعقدت الحكومة الجديدة أول اجتماعاتها بعد أدائها اليمين الدستورية وكرس لمناقشة الأولويات الماثلة أمامها وما يتعلق بإعداد البرنامج العام للحكومة المقرر تقديمه إلى مجلس النواب خلال الأسبوع القادم . المصدر : الخليج