واطلق القراصنة سيلا من محاولات الدخول على الموقعين الاسرائيليين لتعطيلهما. وفي حين ان رحلات شركة العال لم تتعرض الى أي مخاطر فان كثيرا من الاسرائيليين ارتعبوا من الهجمات التي تمثل جبهة جديدة في نزاع الشرق الوسط الذي اقتصرت معاركه حتى الآن على الأسلحة التقليدية. وقال المسؤول في بورصة تل ابيب يوني شيمش للاذاعة الاسرائيلية بعد ساعات على الهجوم ان البورصة تقيم حواجز بوجه القراصنة. وكان موقع شركة طيران العال تعطل بعد اكثر من 1000 محاولة للدخول عليه. واشادت حركة حماس بالهجمات. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن آفي فايسمان المدير التنفيذي لكلية امن المعلومات والحرب الالكترونية ورئيس المنتدى الاسرائيلي لأمن المعلومات وهو منظمة غير ربحية، ان اسرائيل قد تكون قوة كبرى حين يتعلق الأمر بتنفيذ الهجمات الالكترونية "ولكننا من حيث الدفاع بلد صغير جدا ومهمَل". وقال البروفيسور اسحاق اسرائيل الذي عمل مستشارا للحكومة الاسرائيلية في مجال الأمن الالكتروني ان اسرائيل تعمل على حماية منظوماتها الحيوية في المؤسسة الأمنية وفي المجال المدني، بما في ذلك الكهرباء والماء والقطارات منذ ما يربو على 10 سنوات. وكان القرصان اوكس عمر قدم نفسه قائلا انه شاب في التاسعة عشرة من الرياض حين نشر تفاصيل آلاف البطاقات الائتمانية الاسرائيلية متحولا الى اسم يتردد على كل لسان في العربية السعودية وبلدان عربية اخرى، بحسب مجلة فوربس. وبعد ايام ظهر قرصان قدم نفسه بالقول انه اسرائيلي اسمه "اوكس اومير" ورد على اوكس عمر بنشر تفاصيل ما قال انها اكثر من 200 بطاقة ائتمانية سعودية. ولكنه لم يكشف الشفرات الأمنية قائلا انه فعل ذلك من باب الانذار. ويرى محللون ان ما يجري هو بداية جبهة جديدة في نزاع الشرق الأوسط مشيرين الى ان اسرئيل والولاياتالمتحدة تخوضان حربهما الالكترونية الخاصة ضد ايران وسوريا من بين دول اخرى. في هذه الأثناء تشن منظمات مثل انونيموس حرب عصابات الكترونية ضد الشركات والحكومات في انحاء العالم. وليس من المستغرب ان تجد الحرب الالكترونية طريقها الى النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ولكن المحللين يحذرون مما يسمونه تداعيات مخيفة. فالحرب الالكترونية ما زالت وليدة وهي تخاض حتى الآن بتعطيل مواقع وسرقة كلمات مرور واختراق منظومات. ولكن ارواحا ستُهدد في مرحلة ما قادمة وستكون حريات مدنية وحقوق خصوصية مستهدفة ايضا لأن كل خطوة نحو الأمن تأتي مقترنة بخطر مقايضة على حساب الحرية والحقوق الفردية، برأي هؤلاء المحللين. ويصعب تصور الحرب الالكترونية على انها حرب يمكن ان تكون عنيفة وتهدد ارواحا ولكن مثل هذا الخطر حقيقي وداهم. فتزايد ارتباط حياتنا بالانترنت وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة نفسها يجعل كثيرين اكثر انكشافا للإرهاب الالكتروني وأخطارا أخرى. ويستطيع القراصنة الالكترونيون الآن ان يعطلوا محطات طاقة وينفذوا تفجيرات عن بعد ويوقفوا خدمات ويخربوا منظومات امنية ويخترقوا بنى تحتية حيوية، والقائمة تطول. على سبيل المثال ذكرت صحيفة لوس انجيليس انه عندما ارادت مؤسسة ماء كبيرة في جنوب كاليفورنيا اختبار مواطن الضعف في منظومة كومبيوتراتها فانها تعاقدت مع القرصان الالكتروني مارك مايفرت لفحصها. وسيطر فريق مايفرت على المعدات التي تعالج ماء الشرب كيمياويا في غضون يوم واحد. وقال مايفرت الذي امتنع عن شركر اسم المؤسسة لحمايتها ان هناك دائما طريقا يمكن ان يدخل منه القرصان. ونقلت مجلة فوربس عن مسؤولين اميركيين وخبراء يعملون في شركات خاصة ان مواطن الضعف التي استغلها القرصان مايفرت في كاليفورنيا موجودة في منشآت حيوية في عموم الولاياتالمتحدة. يُشار الى ان منظومات التحكم الصناعية التي تمكن القرصان مايفرت من اختراقها تتولى ايضا تشغيل شبكات الكهرباء وانابيب النقل ومعامل كيمياوية وغيرها من الهياكل الارتكازية للبنية التحتية. وان العديد من هذه المنظومات التي صُممت دون مراعاة للاعتبارات الأمنية مكشوفة لهجمات الكترونية تستطيع ان تفجر عمارات وتمحو معلومات وتسقط طائرات وتقطع الكهرباء عن مناطق واسعة من البلد. وحين ينتقل الحديث من سرقة هويات وحسابات مصرفية الى وضع مواد كيمياوية في امدادات الماء فان الخطر يصبح اكبر ويكون مبعث خوف لدى التفكير في سهولة استهداف مثل هذه المرافق الحيوية. وكان الرد على هذا التهديد بطيئا حتى الآن من جانب مسؤولي الأجهزة الأمنية في العالم. وكما هو معهود من الاجهزة البيروقراطية فانها تكون بطيئة في تحركها الى ان يحدث طارئ ثم يأتي رد فعلها مفرطا. والرد على هجمات 11 ايلول/سبتمبر مثال ساطع على هذه الديناميكية. وتواجه اسرائيل مأزقا مماثلا إن لم يكن اسوأ. وسيكون من المثير ان نرى كيف سترد على هذه الهجمات ومثيلاتها في المستقبل. وفي الوقت الحاضر فان التوتر يزداد حدة بين اسرائيل وجيرانها والفلسطينيين مع تحول الحرب على الارهاب بخطى بطيئة لكنها أكيدة الى حرب على الارهاب الالكتروني، على حد تعبير مجلة فوربس. المصدر : إيلاف