بين مَطرقة الغياب وسِندان النسيان.. 96 يوماً من الوجع 63 يوماً من "العَدَم    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    قطر تؤكد دعمها لكل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة اليمن واستقراره    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    تعز أبية رغم الإرهاب    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طواف: صالح كان يدير البلد عبر الإدارة بالأزمات بدلاً عن إدارة الأزمات..
نشر في يمنات يوم 19 - 01 - 2012

أكد السفير/ عبدالوهاب طواف - المستشار السياسي لقائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، ورئيس لجنة الفروع والساحات في قيادة هيئة أنصار الثورة- في حوار صحفي لموقع "أنصار الثورة" أن قانون الحصانات والضمانات المقر في اليمن يكون عديم الفائدة خارج حدودها وأن هذه الضمانات غير ملزمة لأي دولة أخرى، يستطيع أن يرفع فيها أي شخص قضية على أي مجرم أمام محاكم ذلك البلد.
وأوضح طواف أن الثورة مستمرة بمساريها الثوري والسياسي ومتى ما وصل أحدهما إلى تحقيق أهداف الثورة توقف الآخر، وأشار المستشار إلى أن الثوار ماضون ولن يتوقفوا إلا بإنجاح الثورة وتحقيق كامل أهدافها، مشيراً إلى أن عدم قدرة المعارضة على طمأنة الخارج والداخل برؤى وخطط واستراتيجيات واضحة لمستقبل اليمن واستماتة النظام العائلي باستغلال ورقة الانفصال والقاعدة كفزاعة لإخافة الفئة الصامتة في الداخل وكذلك الدول الصديقة والشقيقة ساهم أيضاً بفاعلية في تأخير الحسم الثوري.
* بعد مضي أكثر من عشرة أشهر على اندلاع الشرارة الأولى للثورة الشبابية الشعبية.. برأيكم هل نجحت هذه الثورة؟
- أهلاً وسهلاً بكم، في البداية نترحم على شهداء هذه الثورة المباركة، ونسأل من الله الشفاء للجرحى.
لاشك أن هذه الثورة حققت الكثير من النقاط الايجابية لحاضر ومستقبل اليمن وأهمها:
إفشال مشروع التوريث في اليمن، وتوقيف استبداد الحاكم والحد من الفساد السياسي وإعادة روح العزة والكرامة للمواطن اليمني ودك عروش الطغاة في جميع مفاصل الدولة والبدء في تدشين مرحلة التداول السلمي الحقيقي للسلطة.
نذكر كل يمني أن هذا الوطن هو ملك كل يمني وليس ملك أسرة واحدة أو حزب واحد والتثقيف السياسي لشباب اليمن وشيوخه وطرد ديناصورات الفساد والإفساد من مفاصل الدولة والتأكيد أن مؤسسات اليمن ليست ملك الأبناء والأنساب والأصهار، وإقناع الطغاة بأن منطق القوة هو الخاسر أمام قوة المنطق وإسقاط نظريات الحلول الأمنية وعسكرة الحياة السياسية.
والثورة مستمرة بمساريها الثوري والسياسي، وهما خطان متوازيان لا يتقاطعان ولا يلتقيان، ومتى ما وصل أحدهما إلى تحقيق أهداف الثورة توقف الآخر، فالثوار ماضون ولن يتوقفوا إلا بإنجاح الثورة وتحقيق كامل أهدافها.
* ما هي أهم الأسباب التي أدت إلى الانتفاضة الشعبية ضد النظام؟
- الظلم والاستبداد والتوريث واحتكار السلطة والثروة والكذب السياسي والمماطلة السياسية وإفساد الحياة السياسية والإعلام السياسي السيئ وتوظيف إمكانيات الدولة المادية والمدنية والعسكرية لصالح أسرة واحدة وزرع الثأرات السياسية وتفخيخ الحياة السياسية والاجتماعية والإفقار الممنهج للشعب اليمني وفشل النظام العائلي في توفير حياة كريمة لليمنيين، إضافة إلى تبلد وتقزم وتقوقع النظام وضيق أفق وصغر مشاريعه واختزال الوطن في أسرة واحدة وغياب العدالة وشرعنة الفساد، وضرب آمال وطموحات الشعب اليمني.. هذه الأسباب كلها أوصلت اليمن إلى الهاوية، وصار من الواجب على كل يمني العمل على إخراج بلادنا من تلك الهاوية.
* مصر وتونس وليبيا.. كل هذه الدول أنجزت ثوراتها بينما اليمن لا تزال ثورتها مستمرة.. هل السبب الوحيد في تأخر نجاح الثورة هو إمساك صالح وابنه وأبناء أخيه بزمام المؤسسات العسكرية؟
- يمكن أن أوافقك الرأي إلى حد بسيط جداً بأن النظام العائلي استطاع أن يؤخر حسم الثورة بسبب إمساكهم بالعنصر العسكري، إلا أنني على ثقة كبيرة أن هناك أسباباً أخرى هي التي أخرت حسم الموضوع وإخراج اليمن من نفقه المظلم، ومن هذه الأسباب ما يلي:
إرادة الله سبحانه وتعالى وحكمته في طول أمد الثورة، وبالتأكيد أن هذا التأخير فيه خير كثير لاستقرار اليمن مستقبلاً، إضافة إلى أخلاق ومبادئ اليمنيين والتي جعلتهم يفضلون النضال السلمي على غيره من الحلول، كما أن المال السياسي وشراء ذمم الضعفاء من الناس وتوزيع السيارات والأسلحة والاعتمادات الضخمة لكسب الأنصار من قبل النظام العائلي، إضافة إلى عدم استطاعة المعارضة طمأنة الداخل والخارج برؤى وخطط واستراتيجيات واضحة المعالم لمستقبل اليمن بداية الثورة، واستخدام النظام العائلي ورقة القاعدة والانفصال كفزاعة لإخافة الفئة الصامتة داخل اليمن وكذلك الدوال الشقيقة والصديقة، إضافة إلى الإفراط في استخدام القوة ضد الثوار وسقوط ضحايا كثر، جعل جميع مكونات الثورة يتريثون في مسألة الحسم الثوري خشية سقوط ضحايا من الشباب وشرفاء اليمن رجالاً ونساءً واستخدام الإعلام الرسمي من قبل النظام العائلي في إخافة شريحة عريضة من الشعب اليمني من الثورة والثوار.
لجوء النظام العائلي إلى استخدام العقاب الجماعي ضد الشعب وذلك بمنع وصول الخدمات والاحتياجات اليومية إليهم، وتفضيل جميع المكونات الثورية إنجاح الثورة بالطرق السلمية والمسار السياسي وتفويت الفرصة على النظام العائلي من الإنجرار إلى مربع العنف ورفض كل الاستفزازات والتمسك بسلمية الثور ة .. كل هذه عوامل ساهمت في تأخير الحسم الثوري قليلاً.
* ماذا حققت المبادرة الخليجية للثورة اليمنية من مكاسب؟
- الشكر لدول الخليج على مواقفها الايجابية مع اليمن والتي كانت ولازالت حريصة على حاضر ومستقبل اليمن، ولا شك أنهم بذلوا جهوداً كبيرة لإخراج اليمن من محنته.. وبالنسبة لإيجابيات المبادرة، فأهمها تحقيق أهداف الثورة سلمياً وبأسلوب حضاري وديمقراطي يحفظ لليمن أمنه واستقراره، كما أنها جنبت بلادنا الدخول في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، كما أنها أزاحت النظام العائلي من سدة الحكم.
* يعتبر البعض المبادرة الخليجية ضمنت للقتلة عدم مساءلتهم ووفرت لهم حصانة لا يستحقونها.. ما هي الضمانات التي نصت عليها المبادرة الخليجية؟
- الضمانات والحصانات التي نصت عليها المبادرة الخليجية في رأيي أنها معيبة ونقيصة وسلبية تلطخ وجوه طالبينها وهذه المادة أقنعت الجميع في الداخل والخارج بصوابية الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية، فطالبين الحصانة أكدوا للجميع أنهم مذنبون ومجرمون في حق هذا الوطن وشعبه الذين قبل بهم حكاماً عليه ثلاثة وثلاثين عاماً، وعلى كل فمنحهم ضمانات وحصانات تكون في الحق العام، أما الحق الخاص فلا يعفي ويصفح ويسامح فيه إلا صاحبه "أي صاحب الضرر"، فحتى الله جل جلاله وتقدست أسماؤه وهو رب كل شيء لا يعطي لنفسه حق العفو عن مذنب بحق شخص آخر، فلا يعفو ويصفح ويسامح إلا صاحب الشأن، وكذلك فإن قانون الحصانات والضمانات التي تُقر في اليمن تكون عديمة الفائدة خارج حدود البلد.. وهذه الضمانات غير ملزمة لأي دولة أخرى ويستطيع أي شخص في أي بلد أن يرفع قضية على أي مجرم أمام محاكم ذلك البلد، إلا إنني أنظر إلى الحصانات والضمانات التي طُلبت من زاوية إيجابية، أولاً سيعُرف من أرتكب الجرائم ضد الوطن وشعبه، وسيكونون تحت المجهر أمام جميع أفراد الشعب اليمني/ ومن مُنح حصانة لا يجوز له تقلد أي منصب آخر لعدم أهليته، وبالتالي يتخلص الشعب اليمني من جهابذة الفساد والإفساد، وفي الأخير لا ننسى عدالة رب السماء، فلن يسلم أي شخص من المحاكمة والقصاص السماوي، والله هو العدل.
* هل هذه الضمانات تمنع أولياء الدم من أخذ حقوقهم من قتلة أبنائهم؟
- لا يوجد تشريع سماوي أو أرضي يحصن ويسامح المذنب عن جرائمه إلا بإرجاع الحقوق إلى أهلها أو عفو أصحاب الضرر أو القصاص الدنيوي أو الأخروي.
* يتحدث الكثير عن ولائكم الشديد للنظام سابقاً، فما الذي جعل السفير عبدالوهاب طواف حالياً من أبرز المعارضين للنظام، بل وأحد المطالبين برحيله؟
- صحيح، وكنا نعمل معهم بكل صدق ومحبة وكان أملنا كبير أنهم سيقودوا السفينة إلى بر الأمان، إلا أن الأوضاع تفاقمت وأزماتنا تضاعفت وتفرخت وتكاثرت ومشاكلنا تعقدت، وأصبح اليمن يتجه وبسرعة كبيرة إلى الهاوية، خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، واتضح لنا أن الرئيس يدير البلد عبر الإدارة بالأزمات بدلاً عن إدارة الأزمات.. وما وضعنا الحالي إلا نتيجة منطقية لما نحن فيه وجواب واضح لمواقفنا المؤيدة للثورة، وهناك سؤال دائماً أسمعه من أناس محدودي التعليم أو الفهم، وهو لماذا خرجتوا الآن ولم تخرجوا من قبل؟ وجوابي عليهم أن علي عبدالله صالح ليس نبياً مرسلاً من السماء ومن خالفه دخل المحظور، والحياة تتطور وتتبدل الآراء والقناعات وتتضح الحقائق من زمن إلى آخر وهذه سنة الله في خلقه وما الدائم إلا الله..
وإذا نظرنا إلى جميع مكونات الثورة، نجد أن الأحزاب والمسؤولين المدنيين والعسكريين والشخصيات الاجتماعية والشباب ومنظمات المجتمع المدني، كانوا إما مؤيدين أو راضين أو محايدين من مسألة تأييد النظام العائلي، كما أن أبطال ثورة سبتمبر كانوا معاوني النظام الملكي السابق، بل إن الإمام أحمد أعدم بعض إخوانه بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة آنذاك في الشطر الشمالي من الوطن، وأبطال ثورة أكتوبر كانوا من المتعاونين والمهادنين للوجود البريطاني في الشطر الجنوبي من الوطن، ونرى رئيس المجلس الانتقالي الليبي حالياً، كان وزيراً للعدل في حقبة القذافي، وعبدالفتاح يونس كان وزيراً للداخلية قبل أن يقود الجناح المسلح للثورة الليبية، قبل أن يتم اغتياله، كما أن حكام مصر اليوم هم رجالات مبارك، وحبنا واحترامنا وولاءنا لليمن مقدم على ما سواه، واليمن هو الثابت الراسخ وما سواه راحل.
* هل ما يجري في اليمن هو امتداد للربيع العربي، وينطبق على تونس ومصر وليبيا وسوريا؟
- تسونامي التغيير بدأ من تونس ووصل إلى اليمن عبر مصر وانتقل سريعاً إلى دول عدة، والشرارة التونسية هي الصرخة التي أيقظت وشجعت الشعوب العربية على المضي قدماً بنفض غبار الفساد والإفساد عن كاهل الأمة العربية، وفعلاً تداعت كل الشعوب إلى الصرخة بوجه الظلم والاستعباد والاستبداد.
ونلاحظ أن الصرخة التونسية ما كانت لتنجح في أي بلد لولا الظلم والطغيان ومصادرة الحريات والحقوق، وتمادي الحكام في غيهم وجبروتهم وقهرهم لشعوبهم وسعيهم المحموم لتوريث مملكاتهم المحطمة إلى أولادهم وأقاربهم، كما ونلاحظ أن البلدان التي لم تتأثر بالثورات العربية هي تلك التي بذلت جهوداً جبارة وقطعت شوطاً طويلاً في سبيل إيجاد وتوفير حياة كريمة لمواطنيها وترسيخ قيم العدل والمساواة، وبالتالي فإن الظلم والطغيان مقدمة وبداية منطقية وحتمية لخلق الثورات والسعي لتغيير الواقع ورفع المظالم وإرجاع الحقوق إلى أهلها.
* باعتبارك أحد الدبلوماسيين المنضمين للثورة الشبابية.. ما هو الدور الذي لعبه الدبلوماسيون لخدمة ثورة الشباب؟
- لعب الدبلوماسيين دوراً فعالاً لدعم الثورة سواء المستقيلين أو الذين لا زالوا على رأس أعمالهم، فالجميع قدم ولازال يقدم الكثير للثورة، وقد لعبوا دوراً محورياً في تعريف الداخل والخارج بعدالة أهداف الثورة، وأوصلوا - حقيقة- الأوضاع في اليمن إلى مختلف أصقاع العالم. وهذه الجهود تلقى تجاوباً وتفاعلاً ممتازاً من قبل الدول والمنظمات الدولية، فنوجه لهم الشكر على تفاعلهم وأدوارهم المشرفة والتي سيسجلها لهم التاريخ بأحرف من نور، فالوطن يحتاج لجهود الجميع.
* تشغلون حالياً مستشاراً سياسياً لقائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع ورئيساً للجنة الفروع والساحات في قيادة هيئة أنصار
الثورة
ما هو الدور الذي تقومون به لدعم الثورة؟
- الثورة رسخت مفهوم التعاون المجتمعي لانجاز الأهداف، وما وصلنا إليه حتى يومنا هذا هو بتعاون كل مكونات الثورة ولا يستطيع أحد الإدعاء بغير ذلك، فالكل عمل وقدم وتلاقت وانصهرت كل الجهود في وعاء وحاضن واحد سيفضي بإذن الله تعالى إلى إخراج اليمن من الظلام إلى النور، وعملي مستشار سياسياً للواء/ علي محسن، خير دليل على تنسيق الجهود بين المكونات المدنية والعسكرية وتوجيهها إلى تحقيق أهداف الثورة، فوجود مدنيين في فريق القائد يعكس النظرة الحضارية لقادة الثورة المتمثلة بالسير بالثورة لتحقيق آمال وطموحات الشعب اليمني المتمثلة بالدولة المدنية، وهيئة الأنصار تتكون من أغلبية مدنية وأقلية عسكرية، وبالتالي فجهود وأعمال هذه الهيئة تصب في خانة تحقيق أهداف الثورة والحفاظ على أهداف ومنجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم.. ونعمل ليل نهار في سبيل المحافظة على سلمية الثورة وتفويت الفرصة على مشعلي الحروب وإفشال سعيهم إلى جرنا إلى مربع العنف وهو الأسلوب الذي تعودوا عليه في طريقة إدارتهم للدولة خلال السنوات الماضية.
ومن هذه اللحظة لن نسمح بعسكرة الدولة وإدارتها بأسلوب عسكري، وستكون الدولة القادمة مدنية والعسكر هم أداة من أدوات الدولة المدنية ووظيفتهم حماية وضمان أمن الوطن واستقلاله واستقراره وستخضع المؤسسة العسكرية بجميع كوادرها لإدارة الحكومات المدنية الديمقراطية.
* ما هو الوضع الحالي للدبلوماسيين المستقيلين من النظام السابق؟
- وضعهم القانوني أنهم لازالوا دبلوماسيين بوزارة الخارجية ولهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، لأن الاستقالة كانت من المنصب وليس من الوزارة والسلك الدبلوماسي، وهم يمثلون اليمن، إلا أنه بمجرد ارتفاع أصواتهم بأنهم مع اليمن وليس مع أشخاص، حاول النظام العائلي ممارسة شتى أصناف الضغط والتهميش والإقصاء، لأن هذا النظام والقائمين عليه لم يصل تفكيرهم وثقافتهم إلى مرحلة اليقين بأن موظفي الدولة هم تابعون لليمن وليسوا موظفين عند العائلة الحاكمة، وأضرب لك مثالاً بأن أي سفير لليمن في الخارج، مطالب بأن يتواصل مع كل أفراد العائلة الحاكمة، وشيء مسلم به أن أي فرد في العائلة مخول له أن يأمر ويوجه السفير وكذا جميع موظفي الدولة، فهل تتصور أن العميد/ أحمد علي عبدالله صالح هو الذي كان يترأس اجتماعات لجنة الاستثمار (التي لم نر لها أي نتائج سوى مقاسمة الغنائم وأخذ الحصص من المستثمرين وتطفيش من يمتنع تسليم نسبة للمؤتمر الشعبي العام ولجمعية الصالح وبالطبع لأفراد نافذين في الدولة)، بوجود دولة رئيس الوزراء الدكتور/ علي مجور - شفاه الله ورعاه- وهذا بالطبع راجع إلى سلطاته الاستثنائية المستمدة من والده وليس نتيجة تميزه العلمي والمعرفي أو الوظيفي.
* كيف تقيّمون مواقف المجتمع الدولي تجاه الثورة اليمنية؟
- مواقف المجتمع الدولي ممتازة والدليل الاصطفاف الدولي الكامل، فإرغام الرئيس على توقيع المبادرة الخليجية والتي تعتبر وثيقة عزل، صاغتها وصادقت عليها جميع دول العالم، وهذه أول حادثة في التاريخ القديم والحديث التي يكون فيها العالم كله متفق على عزل حاكم دولة، ومن النادر في مجلس الأمن أن يحصل إجماع أممي تجاه أي قرار، وهذا الإجماع تحقق نتيجة قناعة المجتمع الدولي بأكمله بفشل قيادة اليمن في إدارة شؤونه، وبعدم قدرة هذه القيادة في إصلاح نفسه وتحقيق الحد الأدنى من ما هو مطلوب عمله..
ونرى أن وضع اليمن صار في عهدة المجتمع الدولي، فمجلس الأمن يجتمع كل شهر لمتابعة الأوضاع في بلادنا والتأكد من ضمان تنفيذ المبادرة الخليجية التي ستفضي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد والمضي قدماً ببناء الدولة المدنية الحديثة بنهج ديمقراطي حقيقي وليس صورياً.
* هل لسفر صالح من البلاد تأثير إيجابي على تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، خصوصاً بعد الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن نية صالح السفر إلى أميركا؟
- لا شك أن خروجه من القصر الرئاسي ومن ثم خروجه من البلد سيساعد على الاستقرار والهدوء وانتهاء أسلوب العقاب الجماعي ضد المواطنين عبر منع وصول الخدمات والاحتياجات اليومية للشعب، كما أنه سيفيد في إخراج كثير من معاونيه سيئي السمعة والصيت وعتاولة الفساد والإفساد من دائرة الضوء إلى دائرة الظل والنسيان، وسيحد من التدمير الممنهج لمكتسبات الوطن القليلة والشحيحة أصلاً، وسيوقف الإهدار المتعمد للأموال والأسلحة والسيارات والأراضي المملوكة للشعب اليمني العظيم، كما أن خروجه سيقيد ويقزم أولاده وإخوانه وأنسابه وأصهاره من المضي والاستمرار في عبثهم بمقدرات الشعب اليمني.
* بعد انضمامك للثورة الشعبية كان لك تصريح لصحيفة "الوطن" السورية دعيت فيه اللواء/ علي محسن القيام بواجبه.. ما هي المهام التي يمكن أن يؤديها الجيش المؤيد للثورة تجاه الشعب؟
- الواجبات التي عنيت بها والتي طالبت اللواء/ علي محسن بالقيام بها، هي ما نراه اليوم في الواقع من ضمان سلمية الثورة وحمايتها ودعم مطالب الشباب والحفاظ على مقدرات وأملاك المجتمع اليمني، والنأي بالجيش عن تنفيذ توجيهات العائلة المالكة لضرب الشعب للحفاظ على الكرسي، والعمل على تفويت الفرصة على النظام العائلي بجر الثورة إلى مربع المواجهات المسلحة.. والحمد لله نرى اليوم كم كان للجيش المؤيد للثورة من أهمية في دعم الثورة وضمان سلميتها، رغم الاستفزازات التي مورست ضده، ورغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الجيش المؤيد للثورة وأثبت بأن هذه الجيش وجد من أجل الشعب وليس من أجل عائلة، ونسجل للواء/ علي محسن كلمة شكر ونحييه على موقفه الشجاع والوطني وتفضيله الوقوف إلى جانب الشعب، عوضاً عن الوقوف إلى جانب المصالح الشخصية الأنانية للعائلة المالكة، وهذا الموقف سيسجله له التاريخ بأحرف من نور.
* ما هي تطلعاتكم خلال العام الجديد، على المستوى الشخصي والوطني؟
- على المستوى الشخصي أكمال أطروحة الدكتوراه، وتعزيز قدراتي العلمية والمهنية، والاهتمام برعاية عائلتي، وتنفيذ أي تكليفات تصب في صالح بناء اليمن الحبيب، وتطلعاتي على المستوى الوطني الاستقرار لليمن والمضي قدماً في توقيف انهيار مؤسسات البلد، والشروع في إعادة بناء مؤسسات الوطن بأسلوب علمي حديث وبناء الدولة المدنية الشاملة، وتحقيق العدل والمساواة وحل جميع مشاكل الوطن، وعلى رأسها القضية الجنوبية ومشكلة صعدة، ودعم الشباب والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم, وبناء الإنسان اليمني وإعادة هيبته ومكانته بين الأمم، وإلغاء الصورة القديمة للإنسان اليمني المتمثلة بالسلبية والاتكال على الغير والعيش على معونات وبقايا الآخرين، وخروج ديناصورات الفساد والإفساد من ذاكرة المواطن اليمني.
المصدر : أخبار اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.