تحدث سفير اليمن السابق في سوريا ورئيس لجنة الحوار والساحات بهيئة أنصار الثورة والمستشار السياسي لقائد المنطقة الشمالية الغربية الأستاذ /عبد الوهاب طواف عن دواعي وأسباب اندلاع ثورة الشباب الشعبية في فبراير الماضي وما حققته الثورة من نجاحات على المستويين الثوري والسياسي. وفي لقاء خاص مع "أنصار الثورة" أشاد طواف بموقف الجيش المؤيد للثورة الداعم لموقف الشعب والمحافظ على سلمية ثورة الشباب رغم المحاولات البائسة للطرف الآخر لجره للعنف ،معتبراً بند الضمانات والحصانات في المبادرة الخليجية معيبة ومنقصة تلطخ وجوه طالبيها وتبين للجميع إجرامهم بحق الشعب والوطن. وكشف "طواف" عن العلاقة السرية لسفراء اليمن في الدول المختلفة بعائلة الحكم في البلد ،موضحاً الدور الإيجابي للدبلوماسيين اليمنيين في تعريف الداخل والخارج بقضية اليمن وعدالة مطلب الثوار. إلى نص الحوار: * نرحب بك معالي السفير في موقعك موقع أنصار الثورة بعد مضي أكثر من عشرة أشهر على اندلاع الشرارة الأولى للثورة الشبابية الشعبية.. برأيكم هل نجحت هذه الثورة ؟ -أهلا وسهلا بكم، في البداية نترحم على شهداء هذه الثورة المباركة، ونسأل من الله الشفاء للجرحى. لاشك أن هذه الثورة حققت الكثير من النقاط الايجابية لحاضر ومستقبل اليمن وأهمها: إفشال مشروع التوريث في اليمن وتوقيف استبداد الحاكم والحد من الفساد السياسي وإعادة روح العزة والكرامة للمواطن اليمني ودك عروش الطغاة في جميع مفاصل الدولة والبدء في تدشين مرحلة التداول السلمي الحقيقي للسلطة وتذكير كل يمني أن هذا الوطن هو ملك كل يمني وليس ملك أسرة واحدة أو حزب واحد والتثقيف السياسي لشباب اليمن وشيوخه وطرد ديناصورات الفساد والإفساد من مفاصل الدولة والتأكيد أن مؤسسات اليمن ليس ملك الأبناء والأنساب والأصهار وإقناع الطغاة بأن منطق القوة هو الخاسر أمام قوة المنطق وإسقاط نظريات الحلول الأمنية وعسكرة الحياة السياسية، والثورة مستمرة بمساريها الثوري والسياسي، وهما خطان متوازيان لايتقاطعان ولا يلتقيان، ومتى ما وصل أحدهما إلى تحقيق أهداف الثورة توقف الآخر، فالثوار ماضون ولن يتوقفوا إلا بإنجاح الثورة وتحقيق كامل أهدافها. ثورة ضد شرعنة الفساد *ما هي أهم الأسباب التي أدت إلى الانتفاضة الشعبية ضد النظام؟ -الظلم والاستبداد والتوريث واحتكار السلطة والثروة والكذب السياسي والمماطلة السياسية وإفساد الحياة السياسية والإعلام السياسي السيئ وتوظيف إمكانيات الدولة المادية والمدنية والعسكرية لصالح أسرة واحدة وزرع الثأرات السياسية وتفخيخ الحياة السياسية والاجتماعية والإفقار الممنهج للشعب اليمني وفشل النظام العائلي في توفير حياة كريمة لليمنيين وتبلد وتقزم وتقوقع النظام وضيق أفق وصغر مشاريعه واختزال الوطن في أسرة واحدة وغياب العدالة وشرعنة الفساد، وضرب آمال وطموحات الشعب اليمني ، هذه الأسباب مجتمعة أوصلت اليمن إلى الهاوية وصار من الواجب على كل يمني العمل على إخراج بلادنا من تلك الهاوية. أوراق النظام العائلي مصر وتونس وليبيا ..كل هذه الدول أنجزت ثوراتها بينما اليمن لا تزال ثورتها مستمرة.. هل السبب الوحيد في تأخر نجاح الثورة هو إمساك صالح وابنه وأبناء أخيه بزمام المؤسسات العسكرية؟ أوافقك الرأي إلى حد بسيط جداً بأن النظام العائلي استطاع أن يؤخر حسم الثورة بسبب إمساكهم بالعنصر العسكري، إلا أنني على ثقة كبيرة أن هناك أسباب أخرى هي التي أخرت حسم الموضوع وإخراج اليمن من نفقه المظلم، وأهم هذه الأسباب وأولها إرادة الله سبحانه وتعالى وحكمته في طول أمد الثورة، وبالتأكيد أن هذا التأخير فيه خير كثير لاستقرار اليمن مستقبلاً. إضافة إلى أن أخلاق ومبادئ اليمنيين جعلتهم يفضلون النضال السلمي على غيره من الحلول، كما أن للمال السياسي وشراء ذمم الضعفاء من الناس وتوزيع السيارات والأسلحة والأعتمادات الضخمة لكسب الأنصار من قبل النظام العائلي. ومن الأسباب أيضاً عدم استطاعة المعارضة تطمين الداخل والخارج برؤى وخطط واستراتيجيات واضحة المعالم لمستقبل اليمن بداية الثورة. ولا ننسى استخدام النظام العائلي لورقة القاعدة والانفصال كفزاعة لإخافة الفئة الصامتة داخل اليمن وكذلك الدوال الشقيقة والصديقة، إلى جانب الإفراط في استخدام القوة ضد الثوار وسقوط ضحايا كثر جعل جميع مكونات الثورة يتريثون في مسألة الحسم الثوري خشية سقوط ضحايا من الشباب وشرفاء اليمن رجالاً ونساءً. كما أن استخدام الإعلام الرسمي من قبل النظام العائلي في إخافة شريحة عريضة من الشعب اليمني من الثورة والثوار كان له دور أيضاً في التأخير وكذا لجوء النظام العائلي إلى استخدام العقاب الجماعي ضد الشعب وذلك بمنع وصول الخدمات والاحتياجات اليومية إليهم. وآخر هذه الأسباب من وجهة نظري تفضيل جميع المكونات الثورية إنجاح الثورة بالطرق السلمية والمسار السياسي وتفويت الفرصة على النظام العائلي الإنجرار إلى مربع العنف ورفض كل الاستفزازات والتمسك بسلمية الثورة. الحصانة تفضح المجرمين ماذا حققت المبادرة الخليجية للثورة اليمنية من مكاسب؟ الشكر لدول الخليج على مواقفها الايجابية مع اليمن والتي كانت ولازالت حريصة على حاضر ومستقبل اليمن. ولا شك أنهم بذلوا جهوداً كبيرة لإخراج اليمن من محنته. وبالنسبة لإيجابيات المبادرة، فأهمها تحقيق أهداف الثورة سلمياً وبأسلوب حضاري وديمقراطي يحفظ لليمن أمنه واستقراره، كما أنها جنبت بلادنا الدخول في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. كما أنها أزاحت النظام العائلي من سدة الحكم. يعتبر البعض المبادرة الخليجية ضمنت للقتلة عدم مساءلتهم ووفرت لهم حصانة لا يستحقونها.. ما هي الضمانات التي نصت عليها المبادرة الخليجية؟ الضمانات والحصانات التي نصت عليها المبادرة الخليجية في رأيي أنها معيبة ونقيصة وسلبية تلطخ وجوه طالبيها، وهذه المادة أقنعت الجميع في الداخل والخارج بصوابية الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية. فطالبي الحصانة أكدوا للجميع أنهم مذنبين ومجرمين في حق هذا الوطن وشعبه الذين قبل بهم حكاماً عليه ثلاثة وثلاثون عاماً، وعلى كلٍ فمنحهم ضمانات وحصانات تكون في الحق العام، أما الحق الخاص فلا يعفي ويصفح ويسامح فيه إلا صاحبه أي صاحب الضرر، فحتى الله جل جلاله وتقدست أسمائه وهو رب كل شيء لا يعطي لنفسه حق العفو عن مذنب بحق شخص آخر، فلا يعفي ويصفح ويسامح إلا صاحب الشأن، وكذلك فإن قانون الحصانات والضمانات التي تُقر في اليمن تكون عديمة الفائدة خارج حدود البلد، وهذه الضمانات غير ملزمة لأي دولة أخرى ويستطيع أي شخص في أي بلد أن يرفع قضية على أي مجرم أمام محاكم ذلك البلد، إلا أنني أنظر إلى الحصانات والضمانات التي طُلبت من زاوية إيجابية، فسيعُرف من ارتكب الجرائم ضد الوطن وشعبه، وسيكونون تحت المجهر أمام جميع أفراد الشعب اليمني، ومن مُنح حصانة لا يجوز له تقلد أي منصب أخر لعدم أهليته، وبالتالي يتخلص الشعب اليمني من جهابذة الفساد والإفساد، وفي الأخير لا ننسى عدالة رب السماء، فلن يسلم أي شخص من المحاكمة والقصاص السماوي، والله هو العدل. هل هذه الضمانات تمنع أولياء الدم من أخذ حقوقهم من قتلة أبنائهم؟ لا يوجد تشريع سماوي أو أرضي يحصن ويسامح المذنب عن جرائمه إلا بإرجاع الحقوق إلى أهلها أو عفو أصحاب الضرر أو القصاص الدنيوي أو الأخروي. الولاء للوطن هو الثابت يتحدث الكثير عن ولائكم الشديد للنظام سابقاً فما الذي جعل السفير عبد الوهاب طواف حالياً من أبرز المعارضين للنظام بل وأحد المطالبين برحيله؟ صحيح، وكنا نعمل معهم بكل صدق ومحبه وكان أملنا كبير أنهم سيقودوا السفينة إلى بر الأمان، إلا أن الأوضاع تفاقمت وأزماتنا تضاعفت وتفرخت وتكاثرت ومشاكلنا تعقدت، وأصبح اليمن يتجه وبسرعه كبيرة إلى الهاوية خصوصاً في السنوات القليلة الماضية، واتضح لنا أن الرئيس يدير البلد بالأزمات بدلاً عن إدارة الأزمات. وما وضعنا الحالي إلا نتيجة منطقية لما نحن فيه وجواب واضح لمواقفنا المؤيدة للثورة، وهناك سؤال دائماً أسمعه من أناس محدودي التعليم أو الفهم، وهو لماذا خرجتوا الآن ولم تخرجوا من قبل؟ وجوابي عليهم أن علي عبدالله صالح ليس نبي مرسل من السماء ومن خالفه دخل المحظور، والحياة تتطور وتتبدل الآراء والقناعات وتتضح الحقائق من زمن إلى آخر وهذه سنة الله في خلقة وما الدائم إلا الله، وإذا نظرنا إلى جميع مكونات الثورة، نجد أن الأحزاب والمسئولين المدنيين والعسكريين والشخصيات الاجتماعية والشباب ومنظمات المجتمع المدني ، كانوا إما مؤيدين أو راضين أو محايدين من مسألة تأييد النظام العائلي، كما أن أبطال ثورة سبتمبر كانوا معاونين للنظام الملكي السابق، بل إن الإمام أحمد أعدم بعض إخوانه بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة آنذاك في الشطر الشمالي من الوطن، وأبطال ثورة أكتوبر كانوا من المتعاونين والمهادنين للوجود البريطاني في الشطر الجنوبي من الوطن، ونرى رئيس المجلس الانتقالي الليبي حالياً، كان وزيراً للعدل في حقبة القذافي وعبدالفتاح يونس كان وزيراً للداخلية قبل أن يقود الجناح المسلح للثورة الليبية قبل أن يتم اغتياله، كما أن حكام مصر اليوم هم رجالات مبارك، وحبنا واحترامنا وولاؤنا لليمن مقدم على ما سواه، واليمن هو الثابت الراسخ وما سواه راحل. تسونامي التغيير هل ما يجري في اليمن هو امتداد للربيع العربي، وينطبق على تونس ومصر وليبيا وسوريا؟ تسونامي التغيير بدأ من تونس ووصل إلى اليمن عبر مصر وانتقل سريعاً إلى دول عدة، والشرارة التونسية هي الصرخة التي أيقظت وشجعت الشعوب العربية على المضي قدماً بنفض غبار الفساد والإفساد عن كاهل الأمة العربية، وفعلاً تداعت كل الشعوب إلى الصرخة بوجه الظلم والاستعباد والاستبداد، ونلاحظ أن الصرخة التونسية ما كانت لتنجح في أي بلد لولا الظلم والطغيان ومصادرة الحريات والحقوق، وتمادي الحكام في غيهم وجبروتهم وقهرهم لشعوبهم وسعيهم المحموم لتوريث مملكاتهم المحطمه إلى أولادهم وأقاربهم، ونلاحظ أن البلدان التي لم تتأثر بالثورات العربية هي تلك التي بذلت جهوداً جباره وقطعت شوطاً طويلاً في سبيل إيجاد وتوفير حياة كريمة لمواطنيها وترسيخ قيم العدل والمساواة، وبالتالي فإن الظلم والطغيان مقدمة وبداية منطقية وحتمية لخلق الثورات والسعي لتغيير الواقع ورفع المظالم وإرجاع الحقوق إلى أهلها. دور الدبلوماسيين في الثورة باعتبارك أحد الدبلوماسيين المنضمين للثورة الشبابية..ما هو الدور الذي لعبه الدبلوماسيون لخدمة ثورة الشباب ؟ لعب الدبلوماسيين دوراً فعالاً لدعم الثورة سواء المستقيلين أو الذين لا زالوا على رأس أعمالهم، فالجميع قدم ولازال يقدم الكثير للثورة، فقد لعبوا دوراً محورياً في تعريف الداخل والخارج بعدالة أهداف الثورة، وأوصلوا حقيقة الأوضاع في اليمن إلى مختلف أصقاع العالم، وهذه الجهود تلقى تجاوب وتفاعل ممتاز من قبل الدول والمنظمات الدولية، فنوجه لهم الشكر على تفاعلهم وأدوارهم المشرفة والتي سيسجلها لهم التاريخ بأحرف من نور، فالوطن يحتاج لجهود الجميع.
ما هو الوضع الحالي للدبلوماسيين المستقيلين من النظام السابق؟ وضعهم القانوني أنهم لازالوا دبلوماسيين بوزارة الخارجية ولهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، لان الاستقالة كانت من المنصب وليس من الوزارة والسلك الدبلوماسي. وهم يمثلون اليمن، إلا انه بمجرد ارتفاع أصواتهم بأنهم مع اليمن وليس مع أشخاص، حاول النظام العائلي ممارسة شتى أصناف الضغط والتهميش والإقصاء لان هذا النظام والقائمين عليه لم يصل تفكيرهم وثقافتهم إلى مرحلة اليقين بأن موظفي الدولة هم تابعين لليمن وليس موظفين عند العائلة الحاكمة، واضرب لك مثال بأن أي سفير لليمن في الخارج مطالب بأن يتواصل مع كل أفراد العائلة الحاكمة، وشيء مسلم به أن أي فرد في العائلة مخول له أن يأمر ويوجه السفير وكذا جميع موظفي الدولة، فهل تتصور أن العميد احمد علي عبدالله صالح هو الذي كان يترأس اجتماعات لجنة الاستثمار (التي لم نرى لها أي نتائج سوى مقاسمة الغنائم وأخذ الحصص من المستثمرين وتطفيش من يمتنع تسليم نسبة للمؤتمر الشعبي العام ولجمعية الصالح وبالطبع لأفراد نافذين في الدولة) بوجود دولة رئيس الوزراء الدكتور علي مجور شفاه الله ورعاه، وهذا بالطبع راجع إلى سلطاته الاستثنائية المستمده من والده وليس نتيجة تميزه العلمي والمعرفي أو الوظيفي. العسكر أداة من أدوات الدولة المدنية تشغلون حالياً مستشاراً سياسياً لقائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ورئيساً للجنة الفروع والساحات في قيادة هيئة أنصار الثورة، ما هو الدور الذي تقومون به لدعم الثورة؟ الثورة رسخت مفهوم التعاون المجتمعي لإنجاز الأهداف، وما وصلنا إليه حتى يومنا هذا هو بتعاون كل مكونات الثورة ولا يستطيع أحد الإدعاء بغير ذلك، فالكل عمل وقدم وتلاقت وانصهرت كل الجهود في وعاء وحاضن واحد سيفضي بإذن الله تعالى إلى إخراج اليمن من الظلام إلى النور، وعملي مستشاراً سياسياً للواء علي محسن خير دليل على تنسيق الجهود بين المكونات المدنية والعسكرية وتوجيهها إلى تحقيق أهداف الثورة، فوجود مدنيين في فريق القائد يعكس النظرة الحضارية لقادة الثورة المتمثلة بالسير بالثورة لتحقيق آمال وطموحات الشعب اليمني المتمثلة بالدولة المدنية، وهيئة الأنصار تتكون من أغلبية مدنية وأقلية عسكرية، وبالتالي فجهود وأعمال هذه الهيئة تصب في خانة تحقيق أهداف الثورة والحفاظ على أهداف ومنجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم، ونعمل ليل نهار في سبيل المحافظة على سلمية الثورة وتفويت الفرصة على مشعلي الحروب وإفشال سعيهم إلى جرنا إلى مربع العنف وهو الأسلوب الذي تعودوا عليه في طريقة إدارتهم للدولة خلال السنوات الماضية، ومن هذه اللحظة لن نسمح بعسكرة الدولة وإدارتها بأسلوب عسكري، وستكون الدولة القادمة مدنية والعسكر هم أداة من أدوات الدولة المدنية ووظيفتهم حماية وضمان أمن الوطن واستقلاله واستقراره وستخضع المؤسسة العسكرية بجميع كوادرها لإدارة الحكومات المدنية الديمقراطية.
إجماع دولي على فشل النظام السابق كيف تقيمون مواقف المجتمع الدولي تجاه الثورة اليمنية؟ مواقف المجتمع الدولي ممتازة والدليل الاصطفاف الدولي الكامل، فإرغام الرئيس على توقيع المبادرة الخليجية والتي تعتبر وثيقة عزل، صاغها وصادقت عليها جميع دول العالم، وهذه أو حادثة في التاريخ القديم والحديث التي يكون فيها العالم كله متفق على عزل حاكم دوله. ومن النادر في مجلس الأمن أن يحصل إجماع أممي تجاه أي قرار، وهذا الإجماع تحقق نتيجة قناعة المجتمع الدولي بأكمله بفشل قيادة اليمن في إدارة شئونه، وبعدم قدرة هذه القيادة في إصلاح نفسه وتحقيق الحد الأدنى من ما هو مطلوب عمله، ونرى أن وضع اليمن صار في عهدة المجتمع الدولي، فمجلس الأمن يجتمع كل شهر لمتابعة الأوضاع في بلادنا والتأكد من ضمان تنفيذ المبادرة الخليجية التي ستفضي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد والمضي قدماً ببناء الدولة المدنية الحديثة بنهج ديمقراطي حقيقي وليس صوري. هل لسفر صالح من البلاد تأثير إيجابي على تنفيذ الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية خصوصاً بعد الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن نية صالح السفر إلى أمريكا ؟ لاشك أن خروجه من القصر الرئاسي ومن ثم خروجه من البلد سيساعد على الاستقرار والهدوء وانتهاء أسلوب العقاب الجماعي ضد المواطنين عبر منع وصول الخدمات والاحتياجات اليومية للشعب، كما انه سيفيد في أخراج كثير من معاونيه سيئ السمعة والصيت وعتاولة الفساد والإفساد من دائرة الضوء إلى دائرة الظل والنسيان، وسيحد من التدمير الممنهج لمكتسبات الوطن القليلة والشحيحة أصلاً، وسيوقف الإهدار المتعمد للأموال والأسلحة والسيارات والأراضي المملوكة للشعب اليمني العظيم، كما أن خروجه سيقيد ويقزم أولادة وإخوانه وأنسابه وأصهاره من المضي والاستمرار في عبثهم بمقدرات الشعب اليمني. علي محسن انحاز للشعب بعد انضمامك للثورة الشعبية كان لك تصريح على صحيفة "الوطن" السورية دعيت فيه اللواء/ علي محسن القيام بواجبه.. ماهي المهام التي يمكن أن يؤديها الجيش المؤيد للثورة تجاه الشعب؟ الواجبات التي عنيت بها والتي طالبت اللواء علي محسن بالقيام بها، هي ما نراه اليوم في الواقع من ضمان سلمية الثورة وحمايتها ودعم مطالب الشباب والحفاظ على مقدرات وأملاك المجتمع اليمني، والنأي بالجيش عن تنفيذ توجيهات العائلة المالكة لضرب الشعب للحفاظ على الكرسي. والعمل على تفويت الفرصة على النظام العائلي بجرّ الثورة إلى مربع المواجهات المسلحة. والحمد لله نرى اليوم كم كان للجيش المؤيد للثورة من أهمية في دعم الثورة وضمان سلميتها، رغم الاستفزازات التي مورست ضده، ورغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الجيش المؤيد للثورة واثبت بأن هذه الجيش وجد من أجل الشعب وليس من اجل عائلة، ونسجل للواء علي محسن كلمة شكر ونحييه على موقفه الشجاع والوطني وتفضيله الوقوف إلى جانب الشعب عوضاً عن الوقوف إلى جانب المصالح الشخصية الأنانية للعائلة المالكه، وهذا الموقف سيسجله له التاريخ بأحرف من نور. عام استعادة الوطن ما هي تطلعاتكم خلال العام الجديد، على المستوى الشخصي والوطني؟ على المستوى الشخصي إكمال أطروحة الدكتوراه، وتعزيز قدراتي العلمية والمهنية، والاهتمام برعاية عائلتي، وتنفيذ أي تكليفات تصب في صالح بناء اليمن الحبيب، وتطلعاتي على المستوى الوطني الاستقرار لليمن والمضي قدماً في توقيف انهيار مؤسسات البلد، والشروع في إعادة بناء مؤسسات الوطن بأسلوب علمي حديث وبناء الدولة المدنية الشاملة، وتحقيق العدل والمساواة وحل جميع مشاكل الوطن، وعلى رأسها القضية الجنوبية ومشكلة صعدة، ودعم الشباب والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم، وبناء الإنسان اليمني وإعادة هيبته ومكانته بين الأمم، وإلغاء الصورة القديمة للإنسان اليمني المتمثلة بالسلبية والاتكال على الغير والعيش على معونات وبقايا الآخرين، وخروج ديناصورات الفساد والإفساد من ذاكرة المواطن اليمني. تقييمك لأداء موقع أنصار الثورة ؟ موقع رائع وجهود طيبة تُبذل، ومتابعة حثيثة وتناول مهني راق، وتغطية كاملة ومحايدة، وأسجل هنا كلمة شكر للدكتور/ عبدالغني نصر الشميري المنسق العام لهيئة أنصار الثورة على جهوده المخلصه التي يبذلها وهي كذلك للقائمين على الموقع وللجنود المجهولين الذين يعملون ليل نهار بصمت وهدوء وبمهنية عالية.