وإشتهرت المغنية الراحلة في الوسط الموسيقي خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عندما صدحت أغنيتها "آت لاست - 1961" في كل مكان من العالم، وقدمت من قبل العديد من الفنانين والفنانات أمثال بيونسيه، وكريستينا أغيلير، والعديد من الفرق الموسيقية الأميركية. علمًا أن باراك اوباما إختارهذه الأغنية خلال الإحتفالات التي أقيمت بمناسبة فوزه بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية خلال إنتخابات 2008. ونالت جيمس ثلاث جوائز غرامي الموسيقية في الأعوام 1994، و2003، و2004، وآخر أعمالها الغنائية كانت بعنوان "ذا دريمر"، قدمت لأول مرة عبر سونيدورس "راديو 3"، في 13 من نوفمبر الماضي، وحسب قول المذيع لويس لابوينته: "لقد كانت نهاية مشرفة لمسيرة المغنية الرائعة ايتا جيمس". ولدت ايتا جيمس في لوس أنجلوس بكاليفورنيا في 25 يناير 1938، وقدمت أولى اغنياتها وعمرها 14 عاماً، تحت عنوان "ذا وولفلاور"، وحققت ذروة شهرتها الفنية والمهنية مع شركة "جيس" في شيكاغو، أثر تسجيلها مجموعة كبيرة من الأغاني الخالدة وضعت عليها لمسات من الجاز والبلوز. ولكي تودع عالم الموسيقى، بعد إصابتها بمرض سرطان اللوكيميا والزهايمر، أعلنت ايتا جيمس إعتزالها بإطلاقها ألبوماً غنائياً جميلاً بعنوان "ذا دريمر"، تضمن أغانٍ كلاسيكية خالدة من نوع البلوز، من بينها "تو تايرد"، و"ميستي بلو"، وأغنية السول "شامبين آند واين"، وكذلك أغنية روك ميتال "ويلكام تو ذا جانغل" لفريق غنز آند روزيس. وكتب لويس لابوينته من "راديو 3" في نوفمبر الماضي، في حديثه عن المغنية الراحلة قائلاً: "كانت ايتا جيمس تتمتع بصوتٍ مطواع، وكاسح، عميق العاطفة". ايتا جيمس كانت بمثابة إعصار أسمر، والبديلة الصلدة والوحيدة لأريثا فرانكلين، وشخصية قادرة على دحر مشاعر المتلقي لأمكاناتها الإدائية الهائلة، وقدراتها الكبيرة على تطويع صوتها بالصورة التي تشاء في أن يظهر للآخرين، كما في "بيبي وات يو" و"ونت مي تو دو"، أو في أغنية الجنوب الريفية - الكونتري "تيل ماما"، "سيكيوريتي"، "آيد راذار غو بلايند". وبغياب ايتا جيمس، المغنية ذات الصوت الذي يحاكي الطبيعة، والصوت النسوي الأكثر أهمية في تاريخ موسيقى الجاز والسول والبلوز، وربما الفنانة السمراء الأكثر نشاطاً على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، يكون عالم الموسيقى قد خسر فنانة فذة لا يمكن تعويضها، مهما طال الزمن. المصدر : إيلاف