خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة صباح يومنا هذا الجمعة الموافق4 / ربيع الأول / 1433ه شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، إضافة إلى عدد كبير من صف وضباط القوات المسلحة والأمن الذين يطالبون بمستحقاتهم منذ فترة. كما شارك في المظاهرة وفود من عدة محافظات أخرى، وقدم خلال المظاهرة فقرات متنوعة قصائد شعرية وأناشيد وكلمات خطابية. وبعد ذلك قرئ على الجماهير بيان المعتصمين من القوات المسلحة والأمن الذي دعا محافظ المحافظة الى الاستماع لمطالبهم وسرعة تحقيقها كونها مطالب محقة وعادلة تطالب بحقوق وليس لها أي خلفية سياسية أو قبلية ما لم فإنهم سيصعدون من مطالبهم ويوسعون من دائرة التصعيد السلمي. ومن ثم تلي بيان الجماهير والذي تحدث عن النقاط التالية : أيها الأخوة : خلال هذه الأيام واستمراراً في العمل الثوري الذي اختاره أبناء شعبنا وتمسك به كخيار لا مناص منه، وقدم من أجله التضحيات الجسيمة تشهد الساحة اليمنية اليوم أحداثاً هامة وتغيرات أفرزتها جهود الثوار ودماء الشهداء وأنّات الجرحى ذلك لأن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى فقد أينعت الثورة وأحدثت نقلة لا يُستهان بها ولو لم يكن إلا في ترسيخ ثقافة العزة ورفض الهيمنة والتسلط وفضح المؤامرات الخارجية بما فيها الوصاية الإقليمية والدولية على أبناء شعبنا .. أيها الإخوة الأعزاء لقد كسرت الثورة اليمنية كل حواجز الخوف ودفعت بكل الشرفاء في شعبنا إلى مواصلة الثورة والتصعيد المستمر والمتناسب مع كل مرحلة، فبعد مسيرتي الحياة والكرامة الراجلتين تتحرك مسيرة العزة من (محافظة البيضاء) لتضيف للثورة رصيداً جديداً من الحيوية والصمود على الحق حتى تحقيق مطالب الثورة ومحاكمة الظالمين والاقتصاص لكل مظلوم وترد رداً كافياً على قرار الحصانة الجائر بحق أبناء الشعب .. أيها الإخوة : إن ما يسمى بقانون الحصانة هذا القانون الذي يتنافى مع كل القيم والأخلاق والشرائع والقوانين في الأرض، ففي العادة توضع القوانين لحماية الناس والدفاع عنهم إلا في وطننا المظلوم تصدر القوانين التي تحمي القتلة والمجرمين وهذا هو نتاج التدخل الخارجي السافر في شئون البلاد والعباد الذي مكن الظالمين من إرتكاب المجازر ومنحهم كل الدعم والإمكانيات لشن الحروب، وفي الأخير توج ذلك بقرار ما يسمى بالحصانة والذين يعتبر تحد صارخ للشعب ولكرامته ولإرادته ووصمة عار في جبين من أقره ورضي به. إن هذا القرار الذي حاول فيه رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق الذي ذرف الدموع من أجل إقراره نقول له إن دموع الملايين من الشعب اليمني لم تتوقف فكم من إمراءة أرملة بلا عائل يعولها، وكم من طفلة يتيمة بلا أب يكفلها، وكم من أسرة كريمة بلا سكن يؤويها بسبب الظلم والقمع والقتل والحروب، أفلا تستحق هذه المآسي أن نقف أمامها، ولماذا لم نراكم تسقطون ولا دمعة واحدة ودماء الشعب في الشمال والجنوب تنزف كل يوم. إننا نعلن رفضنا واستنكارنا للتدخل الخارجي الذي يستجهل شعبنا ويفرض نفسه وصياً عليه وكأنه قطيع من الحيوانات وليس شعباً مسلماً يتمتع بالكرامة التي منحها الله لكل عبادة. أيها الإخوة الأعزاء على صبركم وصمودكم يُعوِّل المستضعفون، وعلى صدقكم وعزمكم يعقدون العمل، فأنتم أصحاب المواقف التي لم تغيرها المادة ولم توهنها الأحداث ولم تغمضوا أعينكم عما ينال إخوانكم ولم تتخلوا عن مسؤوليتكم المشرفة النابعة من ثقافة القرآن الكريم في مواجهة الظالمين مهما كان نوع المشروع .. وإنما يجدر بنا كأمة بهذا المستوى هو بذل المزيد من الصبر والاندفاع إلى الساحات معتمدين على الله واثقين به ومستبشرين بنصره القريب الذي وعد به " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا " صدق الله العظيم.